قال المخرج السينمائي خالد يوسف إن الرئيس محمد مرسي لم يأت بإرادة المصريين خلال الانتخابات الرئاسية، وإنما جاء تحت تأثير الهلع والخوف من عودة النظام السابق حال نجاح شفيق، مؤكداً أن الشعب لم يكن لديه إرادة حرة حين ذهب للصندوق، وأضاف: "الشعب لم يكن أمامه سوى خيارين، الموت حرقاً أو غرقاً".
وشدد خالد يوسف، خلال لقائه التفاعلي، مع قراء بوابة «الوطن» الإلكترونية، في برنامج «الخيمة»، من خلال نظام «hang out»، الذي تقدمه البوابة بالتعاون مع «جوجل بلس»، على رفض وضع مواد استثنائية بالدستور تسمح باستمرار مرسي بعد الاستفتاء على مواده، مؤكداً ضرورة الدعوة لانتخابات جديدة، موضحاً أن حمدين صباحي جاهز ليكتسح مرسي بعد شهور، متوقعا أن يكون صباحي نفسه الأقوى في سباق الرئاسة بعد 4 سنوات على الأكثر.
وأشار يوسف إلى مشروع التيار الشعبي المصري الذي تسعى لتأسيسه وتنظيمه القوي المدنية "الكافرة" بالنظام السابق والمناهضة لدولة الإخوان في الوقت نفسه، مشيراً إلى أن ذلك التيار سيتحول لحزب بوصوله إلى مليون عضو، ليتمكن من الحصول على أغلبية المقاعد فى البرلمان.
وبسؤال أحد قراء "الوطن"، عن أسباب قلة أفلام يوسف بعد الثورة، أرجع يوسف ذلك إلى الأزمات التي يتعرض لها الوطن، فتمنعه بدورها من الاستمرار في السباق الفني، وتجبره على العودة للشارع الثوري والسياسي، كاشفاً أن تجربته الفنية القادمة تتمثل في فيلم عن "سقوط الأندلس".
وفي السياق ذاته، كشف يوسف أن مشهد الوطن بعد الثورة محبط، مرجعا ذلك إلى انقضاض القوتين الأكبر في مصر على الثورة وهما: المجلس العسكري وجماعة الإخوان، اللذين اقتسما السلطة في مصر، مشيرا إلى خروج تيار الثورة من صراع السلطة خالي الوفاض، مؤكداً أن وصول التيار الثوري للحكم سيغير من الوضع كثيرا، مشدد على أن الثورة لم تكتمل ولم تنته بعد، لكنها مستمرة حتى وصول الثوار لسدة الحكم في مصر.
كما شبه المخرج السينمائي ما يحدث للثورة في مصر، برمي الصخور في نهر الثورة المتدفق، مما عطل من تدفقه بشكل أو بأخر، لكنها لم توقف مجري النهر على أى حال، مطالبا المصرين بأن يكونوا أكثر فاعلية في تحديد مصير الوطن في الفترة القادمة. وأكد يوسف أن القوي المتحكمة في الوطن خلال تلك اللحظة غير مخلصة لمصلحة الوطن، لكنها تعمل لمصلحتها أولاً، كاشفاً أن هناك قوى خارجية لا تريد لهذا الشعب أن ينهض.
وعن سؤال الجمهور عن رأيه في السلفيين، رد يوسف أنهم غير قادرين على صناعة مستقبل للبلاد، موضحاً أن الإخوان لا يختلفون عنهم كثيراً، مشيراً إلى دخول الإخوان في حراك سياسي منذ زمن أظهرهم بشكل يختلف عن السلفيين، موضحاً أن الشعب في أي انتخابات ديمقراطية سيسقط الإخوان. وأوضح يوسف أن الشعب المصري كشف الإخوان خلال أربعة شهور، وأن التيار الإسلامي ليس التيار الشعبي الأول، لكنه وجه بديل لتيار الثورة المضادة.
وكشف يوسف أنه في الفترة القادمة سينتج أفلاما تنتقد التيار الإسلامي، مؤكداً أنه قبل الثورة كان يحارب في جبهتين: الأولي هي النظام والثانية هي التيار الإسلامي، مشيراً إلى أنه بوصول التيار الإسلامي للحكم أصبح يحارب في جبهة واحدة فقط خصوصا بعد سقوط النظام السابق.
فيما أشار يوسف إلى سلبية وضع الدراما في رمضان، مؤكداً أنها تسبب تخمة للمشاهد المصري والعربي، كاشفاً أن الإعلان يتحكم في مضمون الدراما المصرية خلال رمضان، وتصدر للعالم العربي قيم مغايرة للقيم المصرية، مشيرا إلى أنه عندما كانت مصر رائدة في السينما والتليفزيون كان تصدر منظومة قيم المجتمع المصري، قائلا: "كان العالم العربي مرتبط باللهجة والوجدان المصري من خلال الدراما". وأوضح أنه لم يتمكن من متابعة مسلسل بعينه بسبب زحام المسلسلات، موضحاً أن تلك التخمة تترك الفرصة خلال 11 شهر من العام للدراما التركية دون منافس، مؤكداً أن ذلك يمثل تهديد للأمن القومي المصري والعربي.
ورداً على قراء "الوطن" في سؤال عن المخرج الراحل يوسف شاهين قال: "بعد غيابة بأربع سنوات، لا زالت أعماله باقيه تواجه قوى الجهل والجهالة بما فيها من رؤية استشرافية للمستقبل".
ومن جانبه، دافع خالد يوسف عن فترة حكم الرئيس الر احل جمال عبد الناصر، مؤكداً أن سيرته ستظل خالدة بما صنعه للشعب المصري، موضحاً أن منتقدي ناصر يختصرون عصره في السجون والمعتقلات، مشيراً إلى أن صلاح نصر حوكم في عهد عبد الناصر نفسه، في قضية انحراف جهاز المخابرات، موضحاً أن ناصر نفسه تجربة إنسانية لها أخطاءها وإنجازاتها.
وأكد يوسف أنه شاهد بنفسه تواجد شباب الإخوان المسلمين خلال الأيام الأولى للثورة في ميدان التحرير، ووصف من شارك في الثورة منهم بأنهم من أنقى شباب الوطن، لافتا إلى أن تجربة الثورة أنضجت جيلا من شباب الجماعة لديه الفرصة للانصهار مع باقي القوى الوطنية في بوتقة واحدة. وعلى النقيض يرى يوسف أنهم بعد خروجهم من الميدان عقب إعلان التنحي، اكتشف أنه واهم، إذ أن الكثير منهم ملتزم بالسمع والطاعة العمياء لقياداته. |