بقلم: هاني دانيال
في الكثير من الأماكن تكثر الشائعات ويكثر القيل والقال، وكلما ظهرت معلومة ما تجد ما يقابلها بنفس الأسلوب ولكنها مضادة في الاتجاه، وكمجتمع شرقي نتميز بالكلام في كل شيء حتى دون أن يكون لدينا المعلومات الكافية للحكم على أي شيء تظهر الكثير من الأمور المضللة ويقع المجتمع ضحية لعدم حرية تداول المعلومة وتختفي الحقائق ويُظلم التاريخ!
خلال الأسبوع الماضي ظهرت الكثير من الشائعات لتطول المقر البابوي بالعباسية وخرجت الكثير من المعلومات المضللة ولم تصل لوسائل الإعلام 20% مما دار في كواليس المقر البابوي، حتى ظهرت رسالة الدكتور ثروت باسيلي وكيل المجلس الملي العام للمصري اليوم يوضح فيها حقائق معينة.
وسرعان ما قام المجلس الملي العام بإصدار بيان يرد فيه على الشائعات وتعرض لمقال الدكتور ثروت باسيلي، ولأنه لم يوقع على البيان رغم أنه وكيل المجلس الملي شعر البعض بأنه بداية انقسام في المجلس الملي ومن ثم تعاملت وسائل الإعلام مع هذا الأمر بهذه الزاوية ولم يتوقف المر عند هذا الحد بل زادت التصريحات من هنا ومن هناك، ولاحظ البعض أن هناك معلومات تسير في اتجاه إثارة الموضوع بشكل أكبر، وهناك من لاحظ أن هناك تصريحات تسير في اتجاه التهدئة دون الإفصاح عن سبب الأزمة الحقيقي ودون إشراك المجتمع في التعرف على حقيقة الأمور،
خاصة وأنه طالما لم تستطيع الكنيسة الحفاظ على أسرارها وما يحدث بها،فعليها على الأقل أن تصارح المجتمع بالحقيقة حتى لا يخضع المجتمع للشائعات بالدرجة التي تقلق المجتمع!
الكنيسة القبطية تحتل مكانة بارزة في المجتمع المصري وتخضع للعديد من التفاعلات المحلية والإقليمية والدولية وينبغي الإشارة إلى أن ما يصدر عن الكنيسة لا يؤثر على الأقباط فحسب وإنما على المجتمع ككل والمنطقة العربية وربما يكون لقراراتها تأثير ملحوظ على التفاعلات الدولية، فهناك من يرغب في استغلالها واستخدامها كورقة ضغط وهناك مَن يحاول تهميشها وإبعادها عن تفاعلات الأمور وبالتالي لابد أن نضع الأمور في نطاقها للتعرف على خطورة ما يحدث، خاصة وأن التاريخ لن يصمت تجاه ما يحدث.
أعتقد أنه من الضروري أن يكون هناك مكتب خاص بالكنيسة المصرية يتعامل مع الإعلام ويكون هناك متحدث باسم الكنيسة ليقدم الإجابات تجاه التساؤلات المختلفة التي تدور بين فترة وأخرى وضمان أن يكون هناك رأي موّحد للكنيسة يخرج للرأي العالم بدلاً من حالة التناقض في التصريحات وخلق بلبلة وإثارة ملفات ليس من المعقول فتحها في الوضع الراهن!
من الضروري أن نجد إجابات واضحة على كل ما يثار حتى تحتفظ الكنيسة بمكانتها التي تحتلها وحتى لا يتعامل معها البعض من نطاق المصالح، واقتصار التعامل معها على التيارات المتصارعة، وقصر هذه النظرة على الكنيسة رغم عراقتها ووطنيتها وقوتها وتأثيرها!
لا نريد بلبلة ولا تناقضات،فقط نريد الحقائق والحفاظ على حق المجتمع في المعرفة أو الحفاظ على أسرار الكنيسة داخل القاعات المغلقة مثل كثير من مؤسسات الدولة بينما طالما ظهرت معلومات ما في الإعلام فمن ثم لابد من الرد عليها وعدم تركها لتأخذ اتجاهًا غير صحيحًا. |