CET 00:00:00 - 17/03/2009

مساحة رأي

بقلم: د. ماريانا يوسف
كم هو صعب عليّ أن أرثيكِ، فرغم أنكِ رحلت منذ خمس سنوات، إلا أنك مازلت تعيشين معي، مازلت أتنفس أنفاسك أينما ذهبت، صورتك لا تفارقني وأنا مستيقظة وكذلك أثناء نومي.

الجميع يفرحون.. وأنا أبكي
كلما إقترب شهر مارس وخاصة كلما إقترب يوم عيد الأم، أحس بكم الفراغ الذي تركتيه بداخلي وأجد عيناي إمتلأت بالدموع رثاء عليكِ وإشتياقاًَ إليكِ.
فإن أكلت طعام أتذكر مذاق طعامك الرائع، وإن قرأت كتاباًَ تذكرتك وقتما كنت تعلمين كيف أقرأ وكيف أكتب, وإن إستيقظت من النوم ذات مرة لأجد الغطاء ساقطاًَ من عليّ تذكرت حنانك ورعايتك لي وكيف كنت تستيقظين بين الحين والآخر وتطمئنين عليّ وتغطين جسدي وتقبليني في جبيني قبلة لا أنسى مذاقها وجمالها ما حييت.

أشتاق إلى حنانك
يوم توفيت، قالت لي إحدى السيدات جملة دائماًَ أتذكرها خاصة عندما تواجهني مشاكل أو عندما أضع عشم في أحد قد لا يكون أهلاًَ له، قالت لي تلك السيدة "لن يحبك بشرٌ قط مثلما أحببتك أمك، الأم تحب أبنائها بلا حدود وبلا أسباب، وإن أي فرد سواء كان أخاًَ او زوجاًَ او إبناًَ أو صديقاًَ أو صديقة فلن يعطيك ما أعطته لك أمك، فلكل منهم أسباب ومبرارات للعطاء والمحبة وتفاوت في درجات الحب، أما الأم ففيضان من الحب لا يعرف قيمته إلا من كتب له القدير الحرمان منه، كان الله في عونك"، ولقد صَدقت تلك المرأة فيما قالت.

ذكريات
مازلت أتذكر كيف كنت تحملين همي وكيف كنتِ طيبة لا تشاكسين في أحد من الجيران أو الأقارب، وكيف كانت الطيبة والبساطة هما سمات شخصيتك الرئيسية، كيف كنت لا تحملين هم الغد، كيف كنت تصلين إلى الرب ليحمل عنك متاعبك وأوجاعك، كيف كنت تراعين الرب في كل ما تفعلين وكيف كنت بشوشة في إستضافتك لمن يدخل بيتك، لقد كنت ومازلتِ وستظلي المثل الأعلى في حياتي، ليتني أكون مثلك، فأنتِ إنجيل معاش بحق.

رسالة إلى أمي
أمي العزيزة الحاضرة الغائبة.. أحب أن أخبرك إنني أحبك جداًَ، أحبك بجنون، أطلب منك أن تسامحيني في أي دقيقة تركتك فيها لأنشغل بأي شيء آخر، أعرف أن الفراق والإنتقال هو سُنّة الحياة وإن تلك الحياة التي نحياها ليست نهاية الرحلة وإني أنتظر على ثقة أن نلتقي في الملكوت..

أمي العزيزة أحب أن أطمئنك عليّ فمازلت أحافظ على تلك المبادئ والقيم التي غرستِها فيّ منذ الصغر وإن كنت أشعر أحياناًَ أني أضعف وأكاد أسقط كأوراق الشجر إلا أنني أجد بداخلي شيء قوي يثبتني فيزول الشعور بالتذبذب وأجد نفسي كشجرة جذورها مبادئك التي ربيتيني عليها وسقيتيها بحياتك المعاشة وحناك الفائض.

أمي.. أقول لك في عيدك.. إني أحبك.. وهديتي لك... أنني سأحافظ على ثباتي على ما غرستيه فيّ من مبادئ وحب للخير.. اذكريني عند الرب، فأنا في حاجة لصلواتك من أجلي.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق