بقلم: بولس رمزي
بالامس فتحت صفحتي علي موقع الفيس بوك وجدت طلب صداقه من شخص يدعي دافيد رافي قبلت طلب صداقته فانا قائمة اصدقائي تحتوي علي جميع المتناقضات فتجد في قائمة اصدقائي الاستاذ جمال مبارك امين لجنة السياسات بالحزب الوطني كما تجد فيها ايمن نور مؤسس حزب الغد والمرشح السابق لرئاسة الجمهوريه تجد في قائمتي من ينادون بالاسلام هو الحل كما تجد من ينادون بالعلمانيه هي الحل وجميعهم اصدقائي
كان منشورا بالامس علي صفحتي البوما لصور السيد جمال مبارك ووجدت تعليقا من السيد دافيد رافي علي البوم الصور شد انتباهي شككت بانه قد يكون هذ الشخص موجودا علي الانترنت باسما مستعار وهو في الحقيقه ينتمي الي أي حزب من احزاب المعارضه المصريه او جماعة الاخوان المسلمون
لكن كانت المفاجاه التي ازهلتني عندما فتحت صفحته الشخصيه وجدت أن هذا الرجل ينتمي الي دولة اسرائيل والغريب في الامر ما علاقة هذا الشخص الاسرائيلي بالداخل المصري وما مصلحته في معارضته لنظام الحكم في مصر ولماذا هذا الشخص اضافني انا بالذات الي قائمة اصدقائه كل هذه الافكار تزاحمت في راسي عندما قرات تعقيب هذا الرجل
حتي لا اطيل عليك عزيزي القارئ سوف اطرح عليكم جانبا من اهم ما جاء في الحوار الذي دار بيني وبينه علي صفحة الاستاذ جمال مبارك علي الفيس بوك
جاء ضمن تعليقاته:
الديمقراطية الصحيحة لا تستنسخ من الدكتاتورية و جمال مبارك لو لم يكن ابن رئيس مصر لن يكون باستطاعته ان يظهر الان في الواجهة سعيا للرئاسة
وكان ردي عليه
(الشعب المصري ليس قاصرا ولازم تعرف يا استاذ دافيد ان الشعب المصري يمارس الديموقراطيه قبل ان تكون هناك دوله علي خارطه العالم اسمها اسرائيل وياريت ترجع للتاريخ كويس)
عاد للهجوم مرة اخري قائلا: لا يمكن ان يحصل جمال مبارك على تأييد الشعب المصري و أغلب شعب مصر يريدون مزيد من الديمقراطية وأول طريقها ان يكون هناك تداول حقيقي للحكم وليس أن يرث ابن الرئيس منصب والده حتى لو كانت هناك انتخابات ودستوركم الذي تم تعديل المادة 76 منه لا يوحي ان الديمقراطية تسير في طريقها الصحيح، وهنا شعرت ان هذا الرجل ليس شخصا عاديا يتبادل الاراء السياسيه علي الفيس بوك بل شعرت بخطورته وخطورة ما يطرحه وشعرت انه يحاول جاهدا ان يخلق نوع من الاختراق وزرع بذور الفتن في المجتمع المصري ورددت عليه قائلا
(استاذ دافيد اذا كنت بتحب مصر وقلبك عليها ياريت تهتم بالشان الفلسطيني والمدابح التي حققتها الديموقراطيه الاسرائيله ضد الامنين الفلسطينيين في غزه)
فاجابني بطريقته الاستفزازيه المعتاده
نعم قادة اسرائيل المتطرفين ومعهم حكام عرب كثيرون ومنهم محمود عباس وحسني مبارك كلهم يجب ادانتهم لان الشعوب وحدها من يدفع الثمن اسرائيل وحدها لا يمكن ان تفعل ما تفعله دون تاييد ودعم النظام العربي لها ومشاركته لها، وهنا وجدت ضالتي لانه كثيرا ما يتشدق بالديموقراطيه في اسرائيل وهنا اعطاني الحبل لكي الفه حول عنقه فقلت له: (الديموقراطيه ليست فقط في صناديق الانتخابات بل تحقيق ارادة الشعوب من اهم مبادئ الديموقراطيه وكما قلتم في السابق ان شعب اسرائيل لا يريد حروبا مع العرب ويرغب العيش في سلام بالمنطقه واذا سلمنا بهذا فان حكام اسرائيل حين يشنون حروبا ضد جيرانهم فان ذلك الامر يقوم به حكام اسرائيل المتطرفون رغما عن الشعب الاسرائيلي بالتالي فان حكامكم اكثر ديكتاتوريه من الحكام العرب والرئيس مبارك الذي علي اقل تقدير لم يخوض حروبا ضد الاخرين رغما عن الشعب المصري وبالتاي فان الديموقراطيه في اسرائيل هي ديموقراطية صناديق
انتخابات ليس اكثر لكن في حقيقة الامر انتم حكامكم اكثر ديكتاتوريه من الحكام العرب)
وحتي اترك لنفسي مساحه في التعليق علي هذا الحوار فقد اكتفيت بهذا الجزء من حواري معه وسوف اترك لكم الرابط لقراءة الحوار كاملا
الرابط http://www.facebook.com/album.php?aid=3479&id=100000135045776&comments
ومن خلال هذا الحوار يجب علينا ان نقف امام ثلاثة محاور رئيسيه
المحور الاول – لماذا اختارني صديقا له
المحور الثاني – ماعلاقة اسرائيل بالشان المصري الداخلي
المحور الثالث – الخلاصه
المحور الاول – لماذ اختارني السيد دافيد صديقا له
كثيرا ما كتبت في حقوق الاقباط وكثيرا ما ابديت في كتاباتي معارضتي الشديده للحكومه المصريه في تراخيها وتقاعسها فيما يختص بالشان القبطي واعتقد ان السيد دافيد جاء ليصطاد في الماء العكر لكنه لم يعرف جيدا سيكولوجية المصريين بصفه عامه حقا نحن في الداخل نعارض وننتقد ونتظاهر ونرفض لكن عندما يحاول عنصر غريب علي العائله المصريه سواء كان ينتمي الي اسرائيل او امريكا او حتي المملكه السعوديه فنجد ان المصري بالرغم من معارضته الشديده للنظام فانه يتحول من اقصي درجات المعارضه للنظام الي اقرب درجات التأييد له لاننا هنا لسنا بصدد الدفاع عن الرئيس مبارك او جمال مبارك بل اننا بصدد الدفاع عن مصر
المحور الثاني – علاقة اسرائيل بالشان المصري الداخلي
اسرائيل كدوله مجاوره لمصر يهمها ان لاتهنأ مصر بهدوء داخلي واستقرار للاسباب التاليه:
1- مصر منافسا قويا لاسرائيل في مجال السياحه ومن الطبيعي يهم اسرائيل ان لا تهنأ مصر بالاستقرار داخليا حتي يهرب السائح الاوروبي من مصر وتكون اسرائيل قبلته
2- شركات الاستثمار الاجنبيه تبحث لنفسها عن ثقب ابره في المنطقه لنشر استثماراتها وحيث ان مصر بالمنطقه دوله تتوافر بها جميع العناصر الاقتصاديه من موارد طبيعيه وبشريه واسواق محيطه فان المستثمرين يفضلون دائما مصر علي اسرائيل في اقامة مشروعاتهم الاقتصاديه وعدم الاستقرار في مصر سوف يكون عائقا امام الاستثمارات الاجنبيه في مصر وسوف تكون اسرائيل ملاذا له لهذين السببين اسرائيل تتدخل في الشان المصري وذلك يدخل في اطار المنافسه الاقتصاديه الغير شريفه ومن اغرب الملاحظات هو ان هذا الشخص لم يشير في حواره معي من قريب او بعيد لحركة حماس او جماعة الاخوان المسلمون في مصر او حزب الله اللبناني
الخلاصه:
في نهاية مقالي هذا اود ان اوجه الي السيد جمال مبارك كلمات قصيره قد تكون نقدا ولكنني اعتقد انه نقدا بناء (الاستاذ جمال مبارك انا لايمكنني ان اكذب واجاملك الانتخابات مصالح وانا اؤيد من اجد انه قادر علي تحقيقي مصلحتي وانا اجد فيك القدره علي تحقيقها بقي العنصر الثاني وان اجد فيك الرغبه الحقيقيه في تحقيقها وبما ان حزبكم هو الحزب الحاكم فانتم قادرون علي تحقيق خطوات اصلاحيه ملموسه وهنا ستجدون الجميع يهتفون تأييدا لكم لايمكن للكلمات الجميله فقط ان تدفعني بالهتاف من اجل اصحابها. |