تلقي مشروع توريث الحكم في مصر جرعة جدل جديدة من الرئيس مبارك تشير إلي «تململ» الرئيس من هذا السيناريو، وتعكس حذر جمال مبارك من مواجهة أبيه بطموح خلافته، ففي حواره مع المذيع الأمريكي الشهير شارل روز مع محطة PBC العامة بأمريكا الذي يذاع اليوم، نفي الرئيس حسني مبارك حتي مجرد كلام جمال مبارك معه في موضوع التوريث والرئاسة.
وأشارت عناوين مختصرة في صحف أمريكية نقلت أجزاء من الحوار قبل بثه إلي قول الرئيس «جمال لم يتكلم معي بشأن ترشيحه لرئاسة الجمهورية».
وأضاف الرئيس أن اختيار الرئيس المقبل سيتم باختيار حر مباشر بناء علي تعديل الدستور الأخير.
الغريب أن مبارك ولأول مرة لم يعلن عن نيته الاستمرار في الحكم وترشيح نفسه للدورة المقبلة، حيث أكد من قبل بقاءه «حتي آخر نبضة في قلبه».
لكن تصريح الرئيس وسؤال المذيع الأمريكي نفسه يؤكد بقوة أن ملف خلافة الرئيس مفتوح أمريكياً بقوة لكن اللقاء الذي سيجري في العاشرة صباحاً بتوقيت واشنطن «السادسة مساء بتوقيت القاهرة » بين مبارك وأوباما لن يشمل حواراً ثنائياً بين الرئيسين حول خلافة مبارك بل سيتركز علي المحور الأمني والإقليمي ودور مصر في تمرير «الخطة الأمريكية» في التعامل مع القضية الفلسطينية والملف الإيراني.. من ناحية أخري يواجه الرئيس مبارك اليوم - الثلاثاء - مظاهرات أقباط أمريكا والجالية النوبية وممثلي أهالي دارفور من السودان ومسلمين مصريين من نشطاء المجتمع المدني في أمريكا أثناء لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالبيت الأبيض بواشنطن، وعلي الجانب الآخر نجح الأنبا يؤانس سكرتير البابا «شنودة الثالث» بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في إقناع أقباط أمريكا بتلبية مطالب البابا الأربعة وهي: الترحيب بالرئيس مبارك، وثانيا: تعزيته، وثالثا: الصلاة من أجله، وبعد ذلك عرض مطالبهم فيما يخص حقوق الأقباط ووضعهم بشكل لائق، وذلك بعد أن التقي يؤانس يوم الجمعة الماضي بمجموعة من القيادات القبطية التي تقود الحركة القبطية في الخارج، مؤكدة أن مسيرتهم هي مسيرة سلمية وتلتزم بكل المعايير المسيحية الأخلاقية وأنهم ذاهبون فقط لكي يحملوا آلام وطلبات الشعب المضطهد في مصر إلي الرأي العام العالمي وإلي الرئيسين مبارك وأوباما، وفيما يتعلق بلقاء الرئيس مبارك مع بعض الأقباط قال القائمون علي المسيرة إنه قبل زيارة الرئيس لواشنطن كانت الاتصالات تجري علي قدم وساق من أجل ترتيب لقاء بين عناصر مختارة من أبناء الجالية والرئيس مبارك، وكانت السفارات والقنصليات قد اتصلت بعدد من الشخصيات القبطية وأخطرتهم بالاستعداد للحضور فور تحديد الميعاد، وكان الأستاذ الدكتور مصطفي كامل السيد- العالم المصري المقيم بولاية جورجيا الأمريكية - قد كلف بالاتصال ببعض الشخصيات المسلمة وأبلغهم نفس الرسالة بالاستعداد للحضور، ووجه لهم الدعوة نيابة عن السفارة لأنه كلف بذلك . ولكن قبل وصول الرئيس مبارك بساعات اتصلت السفارات والقنصليات بالمدعوين وأبلغتهم بإلغاء اللقاء دون إبداء الأسباب. |