النقض تقرر اليوم مصير المدون العلماني كريم عامر وسط ترقب دولي واسع

الشبكة العربية تأمل الإفراج عن المدون الحبيس وتأسف لاستمرار حبسه في سجن قمعي
تقرير: ريان آدم – خاص الأقباط متحدون
وسط حالة من الترقب الحقوقي الدولي وتوقعات كبيرة بإطلاق سراحه، قررت ظهر أمس محكمة النقض بالقاهرة الدائرة "10 جنايات" تأجيل نظر الطعن بالنقض في الحكم الصادر بالحبس أربع سنوات ضد المدون العلماني عبد الكريم نبيل سليمان المعروف باسم "كريم عامر" إلى جلسة الثلاثاء 18 أغسطس الجارى، حيث نجح محامو الوحدة القانونية بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تحديد ميعاد النقض رغم العراقيل التي وضعتها السلطات الأمنية لمحاولة منع تقديم الطلب في الموعد المحدد.
وقالت الشبكة العربية أنها تأمل الإفراج الفوري عن المدون الحبيس وتأسف لاستمرار حبسه داخل سجن برج العرب القمعي -حسب وصف الشبكة العربية-، التي قالت في بيان لها بخصوص المدون السجين بمناسبة اقتراب نظر النقض أن كريم سجين رأي لم يلق محاكمة عادلة، ونطالب بالإفراج عنه، ونأمل في صدور حكم النقض بإنهاء سجنه.
وتدين الشبكة استمرار حبس كريم وتعرضه لانتهاكات صارخة داخل السجن، كما تدين حبس جميع سجناء الرأي في مصر والعالم.

وتصاعدت ردود الفعل والجهود محليًا ودوليًا للمطالبة بالإفراج عن كريم عامر، واستقبلت الشبكة العربية أكثر من 500 بطاقة معايدة من نشطاء حقوقيين وهيئات دولية تطالب بالإفراج عن كريم، وأعلن عدد من النشطاء والمدونين من كل أنحاء العالم تضامنهم مع كريم وطالبوا السلطات المصرية بالإفراج عنه، واحترام حقه في التعبير في حين أصدر خبراء الأمم المتحدة قرارًا في نهاية مارس 2009 يعتبر كريم مسجون سجنًا تعسفيًا.
ويكمل كريم عامر المولود في 17 يونيو عام 1984عامه الخامس والعشرين في السجن بسبب كلمات كتبها علي مدونته واعتبرتها المسئولون إهانة لرئيس الجمهورية وللدين وإساءة لمصر.
وترى الشبكة أن حبس كريم تعسفيًا هو أكبر إهانة لمصر وللمصريين وأكبر إساءة يوجهها النظام لنفسه، فهذا الإنتهاك الصارخ لحق مواطن في إبداء رأيه يكشف عن نظام يحاول تكميم الأفواه ويفتح السجون في المقابل للقضاء على حق المواطنين في التعبير عن آرائهم.

وبدأت مأساة كريم الطالب بجامعة الأزهر في 5 أكتوبر 2006 عندما اعتقلته السلطات الأمنية بسبب تدويناته على الإنترنت، وفي تحقيق بجامعة الأزهر بسبب كتاباته التي انتقد فيها نظام التعليم في الجامعة أصر كريم على التمسك بحقه في التعبير عن رأيه، فأصدرت إدارة الجامعة قرارًا بفصله وتقدمت ببلاغ ضده للنائب العام.
وفي المحكمة التي وصلها الطالب والمدون المعتقل في 22 فبراير 2007 كان الإصرار الأمني واضحًا على انتهاك حقوقه في المحاكمة العادلة. وفي ذلك اليوم الحزين أصدرت محكمة جنح محرم بك حكمًا بالسجن أربع سنوات على كريم.
ويقضي كريم الحكم في سجن برج العرب بالإسكندرية، وقد ذكر لمحامييه من الشبكة العربية أنه يتعرض لسوء المعاملة مقترنة دائمًا بعبارة "حتى ترجع عما في رأسك" كما يتعرض لاضطهاد منظم من قبل ضباط السجن.
وقد نجحت الوحدة القانونية بالشبكة العربية في تحديد يوم 19 أغسطس 2009 جلسة لنظر النقض رغم العراقيل التي وضعتها السلطات الأمنية لمحاولة منع تقديم الطلب في الموعد المحدد.