كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
قالت الكاتبة الروائية "ميادة مدحت" أنها بالأمس أتممت الثامنة والعشرين سنة من عمرها، وعلى غير العادة لم تحتفل بعيد ميلادها بل قضت الليلة في شقتها تتلقى اتصالات التهنئة وتتجرع ذكريات سنين لا تدري كيف مرت عليها بهذه السرعة. الشيء الوحيد الذي جرى كالعادة هو أنها اكتشفت أن الأشياء التي لم تفعلها أكثر بكثير من التي فعلتها وأن الأحلام التي لم تتحقق فاقت في العدد تلك التي حققتها..
وأضافت ميادة في مقالها المنشور بصحيفة الشرق المغربية "بالأمس كان هناك هاجس واحد في رأسي: الزواج… فبرغم رفضي الاعتراف بالنجاح الذي يراه من حولي ولا أشعر به إلا أنني لا استطيع إنكار أنني حققت أشياء لا بأس بها.. تحديت الجميع واستقللت بحياتي في شقتي وأشغل وظيفة حكومية لا بأس بها وأكتب ما أريد وقتما أريد ونلت استقلالي ماديًا ومعنويًا.. ما الذي ينقصني إذًا؟ أن أتزوج"!!
وذكرت ميادة عدة فوائد للزواج: "أولها أنه يبعد قدر لا بأس به من الذئاب والذباب الذي يلتف حول أى فتاة وحيدة لأنها تعد صيدًا سهلاً، ثانيًا أنه سيجعلني أكمل مظهري الاجتماعي –كلمة مدام ليها شنة ورنة برضة-، وثالثًا أن أصبح أم.. أن يصير لى طفل صغير أربيه كما أريد، ورابعًا أحتفظ بها لنفسي لأنني قد أكتب في رابعًا مقالة كاملة، أما خامسًا……. وقبل أن أكمل خامسًا سمعت أصوات انفجارات كبرى تبعتها صرخات تخلع القلب ثم انفتح باب شقة الجيران ومن العين السحرية وجدت هرقل –عفوًا– جاري يحمل زوجته من شعرها ثم ألقاها لتتدحرج على السلم وأغلق الباب خلفه بعد أن كلّ لها من الشتائم والألفاظ ما يجرح كرامة أى بشر، لأكتشف أن للعنوسة فوائد تفوق فوائد الزواج وعلى الأقل لن أكون تحت رحمة رجل قد يتحول في يوم ما إلى وحش كاسر"
واختتمت ميادة مقالها بأنها في نفس اللحظة عادت إلى الداخل ونظرت إلى سجادة الصلاة فوجدت أمنيتها للعام الجديد: الحمد لله على العنوسة.. ربنا يديمها نعمة ويحفظها من الزوال.
|