بسيط: أقباط المهجر لا يعقدون تحالفات ضد مصر كغيرهم "1-2"

* أقباط المهجر وطنيون بالدرجة الأولى.
* من حقي أقول لمن يضربني لماذا تضربني.
* أهلاً بجمال مبارك متى جاء بانتخابات حرة.
* الكنيسة ليست هي المسئولة عن عُزلة الأقباط.
* الأقباط أقلية من الناحية العددية.
* لو رُشح قبطي الآن لرئاسة الجمهورية لن يحصل على صوت واحد مسلم.
* لا أعتقد أن الشعب المصري يقبل التوريث بالمفهوم المعروف.
* الرئيس أوباما وصل للرئاسة الأمريكية لكفاءته السياسة رغم كونه ينتمى لأقلية بالمجتمع الأمريكي.
* أُجبر بعض الأقباط الذين خاضوا تجربة الإنتخابات كمستقلين على الإنسحاب من المنافسة تحت دعاوى خشية حدوث فتنة طائفية.
أجرى الحوار: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون
في ظل الأوضاع الكارثية التي يشهدها الملف القبطي في مصر، وفي ظل تجاهل الحكومة المصرية للحقوق المشروعة والعادلة للأقلية الدينية المسيحية في بلدها مصر، ترتفع الأصوات القبطية في الخارج مُحتجة على سياسة الإضطهاد الذي تُمارسه الحكومة المصرية على الأقباط لدوافع دينية، والغريب أن توجه للأقباط المطالبين بحقوق المسيحيين في الخارج إتهامات جاهزة بالتخوين والعِمالة والإستقواء بالخارج.
هناك من يرى أن موقف الكنيسة المصرية من نشاط الأقباط المقيميين بالمهجر ليس أفضل كثيرًا من الرؤية السائدة داخل مصر عن هذا النشاط، ولهذا وتزامنًا مع زيارة الرئيس مبارك لواشنطن كان لنا هذا الحوار مع رجل دين بارز وهو القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير "أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكلية الإكليريكية، وكاهن كنيسة السيدة العذراء بمسطرُد" لمعرفة رأيه في بعض القضايا المهمة التي تتعلق بالشأن القبطي والعام في مصر، كبناء الكنائس والتنصير وعزلة الأقباط وتوريث الحكم للسيد جمال مبارك خلفُا لوالده ومطالب الأقباط وغيرها من القضايا المهمة.. فإلى الحوار:

** ما هو ردك على من يرون أن أقباط المهجر الذين يُطالبون ببعض الحقوق للأقباط على أنهم عُملاء وخونة لمصر؟!!
* أقباط المهجر مصريين وطنيين من الدرجة الأولى، فإذا كان أقباط المهجر يُطالبون ببعض حقوق الأقباط المشروعة في مصر، وهم يطالبون بأمور لا تخرج عن حدود مصر كبعض الهيئات الدينية التي لها تنظيمات دولية والتي تنتمي للناحية الدينية أكثر من انتماءها للناحية الوطنية، فأقباط المهجر يطالبون بمساواة الأقباط بالمسلمين وببناء دور العبادة ولا يحرضون أحدًا ضد مصر ولا يتحالفون مع أحد ضد مصر كما يفعل غيرهم، وإذا كانت هناك بعض الأصوات الشاذة منهم فهذه الأصوات لا تُعبر إلا عن نفسها فقط.

** هناك من يفهمون بعض الآيات الكتابية بشكل ما يوصف بأنه محدود حيث يعتمدون ويبررون من خلال بعض النصوص الكتابية سلبيتهم وعدم مطالبتهم بحقوقهم، فهل المسيحية تعلّم أتباعها السلبية والخوف وعدم المطالبة بالحق؟!
* من الجميل جدًا أن تعتمد على الله وتثق فيه، والكتاب يقول على لساننا "لولا أن الله كان معنا حينما قام الناس علينا لابتلعونا ونحن أحياء"، ولكن هذا لا يعني أن نكون سلبيين، فعندما كان الرب يسوع المسيح يُحاكم ولطمهُ عبد رئيس الكهنة قال له "إن كنت قد تكلمت بردي فاشهد علىّ، وإن حسنًا فلماذا تضربني؟"، وبالتالي فمن حقي أن أقول لمن يضربني: لماذا تضربني؟ ومن حقي أن أتعامل معه بالقانون، والقديس بولس الرسول عندما كان يُحاكم أمام الوالي الروماني وشعر بضغط كبير من اليهود على الوالي طالب بحقه القانوني وقال "إلى قيصر أنا رافع دعواي"، وقيصر كان وقتها أعلى سلطة فقد كان إمبراطورًا لكل دول حوض البحر المتوسط أي أعلى سلطة سياسية في ذلك الحين، وبالفعل تم تحويل بولس الى الإمبراطور، إذًا فمن حقي أن أطالب بحقي القانوني على أعلى مستوى.

** في خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجامعة القاهرة تحدث عن بعض الحقوق للأقباط كما وصفهم بالأقلية، هل تؤيده في التعبير عن الأقباط بأنهم أقلية؟
* نقول أننا لسنا أقلية، ولكن الواقع العملي والصورة معكوسة، لأننا لو أفترضنا أننا لسنا أقلية فكان من الطبيعي أن ينجح في أي انتخابات سواء في مجلس الشعب أو الشورى أو المجالس المحلية أو النقابات مسيحيين، ولكن ما يحدث دائمًا أن تكون النتيجة 99% لا ينجح القبطي!!

** ولكن الأقباط من المنظور القانوني والعددي أقلية؟
* الأقباط من الناحية العددية أقلية، فهم 12 مليون من إجمالي عدد السكان البالغ 88 مليون نسمة.

** هل تؤيد التوريث ومن ثم ترشيح السيد جمال مبارك للحُكم؟
* إذا جاء جمال مبارك عن طريق إنتخابات تنافسية حُرة فأهلاً به، وأنا أول من يؤيده، ولا أعتقد أن الشعب المصري يقبل التوريث بالمفهوم المعروف، فأكبر دولة في العالم وهي أمريكا جاء منها بوش الأب وبوش الإبن، فهل يُعتبر هذا توريث؟ وبالتالي إذا جاء جمال مبارك مثلما جاء بوش الإبن عن طريق إنتخابات حرة تنافسية فأهلاً به.

** هناك من اعترض على ترشيح قبطي لرئاسة مصر، فهل أنت مع هذا الرأي؟
* لكي يُرشح قبطي لرئاسة الدولة يجب أن يكون المناخ أولاً مهيئًا لذلك، فهل تظن لو تم ترشيح قبطي في هذا التوقيت لرئاسة مصر سيأخذ صوتًا واحدًا غير أصوات الأقباط؟ هذا لو افترضنا أن جميع الأقباط سيُصوتون له، ومن الطبيعي طبعًا في أي دولة حرة أن يختار الناس المرشح لرئاسة الدولة لأجل كفاءته، وهذا الشخص الكُفء لا بد أن يُرشحه حزب قوي، فلو كان وراءه حزب قوي فمن الطبيعي أن ينجح، فهل تتصور أن قبطي يخرج ويرشح نفسه لرئاسة الدولة وينجح بدون مساندة حزب قوي له؟! لقد نجح أوباما مع أنه من الأقليات ومن أصول غير مسيحية وزنجي بسبب كفاءته وثقافة المجتمع الواعية ولأن هناك حزبًا قويًا كان يسانده ويدعمه.