بقلم: د.نجيب جبرائيل
ردكم افتئات على الحقيقة وهروب من الواقع ومخالف لصريح نصوص فتواكم
يؤسفنى ان دار الافتاء الذى يتبوأ قمتها عالم جليل نكن له كل احترام وتقدير يأتى ردها على ما نشرته جريدة الدستور بعددها الصادر يوم الخميس 13/8/2009 على ما جاء بفتوى دار الافتاء ردا على الدكتور نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان " بشأن ان الوصية لبناء كنيسة هو نوع من المعصية والتشبية بذلك ببناء ناد للقمار وهو المكان لتربية القطط والكلاب والخنازير "فأننى اجد لازاما علي ان اوضح الحقيقة امام السادة القراء ليس من منطلق التحدى او التنابذ بالالفاظ بل من اجل اننى اتحدث مع كبريات الهيئات العلمية الدينية الاسلامية فلابد ان تكون الشفافية هى القاسم المشترك بيننا ......
اولا : جاء برد دار الافتاء على ما نشره الدستور ان الفتوى لم تتضمن ما زعم الكاتب من ان الوصية يجب الا تكون لجهة معصية مثل بناء الكنائس وتشبيهها بالملاهى واماكن تربية القطط والكلاب والخنازير ولكن هذا الاقتباس هو نص السؤال وليس الجواب من الفتوى .
الرد على على الزعم ايضا كما وصمتمونا ان هذا الرد لا يتفق صراحة او ضمنا مع ما جاء بنصوص الفتوى والتى لا تحتاج الى تفسير او تأويل اذ ان كلامها جاءت ساطعة قاطعة على السؤال الذى كنا قد طرحناه صرحا امام فضيلة المفتى وهو كالاتى :
هل الوصية ببناء كنيسة هى نوع من المعصية وهل يمكن تشبيهها بانها مثل ناد للقمار او الترويج لصناعة الخمور او اماكن تربية الخنازير والقطط والكلاب ؟ وهنا انتهى السؤال
ثم جاءت الفتوى تحت الجواب بخط واضح فى منتصف السطرعلى النحو الاتى ...." ان ما ورد فى الكتاب اى الكتاب الذى استفسر عنه المقرر على كلية الحقوق الذى جاء به الايصاء ببناء كنيسة هو نوع من المعصية مثلها مثل بناء ناد للقمار................" جاء الرد على سؤالى بالاتى :
" ان ما ورد فى الكتاب المذكور من انه يحرم على الشخص ان يوصى بما يفضى الى معصية هو كلاما صحيح لا غبار عليه
"اى ان تفسير ذلك ان الوصية ببناء كنيسة والتى جاء رد دار الافتاء عليها هو نوع من المعصية ثم اضاف رد المفتى بان التمثيل ايضا للمعصية والكلام هنا طبعا عن الكنيسة هو مثل بناء ملهى او نا للقمار او لترويج صناعة الخمور قائلا فضيلته ان هذا تمثيل حسن صحيح لان تحريم القمار والخمور وبناء اماكن الفجور هو .مما علم تحريمه بالضرورة فى دين الاسلام "
ثانيا : ان مما يؤكد ان الفتوى جاءت لتؤكد على ان المساهمة او الايصاء لبناء كنيسة هو نوع من المعصية وتشبيهها على ما سلف ذكره من تشبيهات يأباها كل مسلم ومسيحى ان تلك الفتوى جاءت فى نهاية الصفحة الثانية لتعلل سبب هذه المعصية على النحو الاتى :" ان الخلاص فى الديانة النصرانية هو الايمان بيسوع الرب وهو ما يختلف معه المسلمون اختلافا جوهريا حيث يرون ان سيدنا عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله وان الله واحد احد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فمن رأى منهم ان طائفة ما قد انحرفت عن هذا التوحيد الخالص فانه لا يجوز له حيئذ وفقا لاحكام دينه ان يهب شيئا لبناء اماكن يعبدون فيها غير الله وحده "
وعلى ذلك فان الفقرة سالفة الذكر جاءت لا لتؤكد الفتوى سالفة الذكر فحسب وانما جاءت لتؤكد فتوى اخرى وهى ان النصارى قد انحرفوا عن التوحيد بالله اذ جعلوا المسيح الها وربا ومن ثم فاماكن عبادتهم هى لغير لله وحده ومن ثم حسبما جاء بالفتوى انه لايجوز لشخص ان يهب شيئا لبناء اماكن يعبد فيها غير الله وهذا الكلام طبعا منصب على المسيحيين وبناء كنائسهم لان الموضوع كله " هو موضوع الوصية ببناء كنيسة "
وفى النهاية ما كنت اود او اتوقع ان تأتى هذه الفتوى من اعلى هيئة علمية تهدى الناس الى دينهم ودنياهم واذا كان ذلك فماذ ننتظر من العامة والبسطاء ولماذ نلوم من يهاجون الكنائس . اعتقد انه قد ان الاوان بل وفى الحال لكى نسمع رأى شيخنا الجليل صاحب السماحة فضيلة الامام الاكبر شيخ الجامع الازهر .......... أليس كذلك .
مع خالص الشكر والتقدير لجريدة الدستور والتى كان لها من الجرأة نشر هذا الموضوع مساهمة منها فى تدعيم وحدة الوطن وتصحيح مفهاهيم خاطئة .
|
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|