CET 08:38:53 - 07/08/2009

مقالات مختارة

بقلم/سحر الجعارة

ما أأصعب أن تستسلم لطبيب، يغوص فى أعماقك ليواجهك بنقاط ضعفك وعيوبك!. إنها التجربة التى هربت منها طويلا، لدى قناعة بأن بعض الأطباء النفسيين يختصرون المسافة بينك وبين الجنون.

وأن العبث بـ «ميكانيزم» عقلك بداية الطريق إلى مستشفى الأمراض العقلية!!. لم أفكر فى اللجوء للعلاج النفسى خلال نوبات الهزيمة والانكسار، أشعر بالرعب من تلك اليد الممدودة لترشدك إلى ذلك «النفق» المظلم، لتقابل نفسك فى نهايته: فإما أن تصالحها أو تكرهها إلى الأبد.

لكننى استسلمت أخيرا ليد الدكتور «مدحت عبدالهادى» لأدخل معه النفق الذى يعرفه: (بداخل كل إنسان منا ما يسمى النفق النفسى والذى يبدأ تكوينه من لحظة الولادة، محفور بداخل هذا النفق كل الأحداث التى تمر فى حياتنا.. والمركبات النفسية التى تصل أحيانا لدرجة العقد)!. تجربة مثيرة، لكنها لم تتم فى عيادة مغلقة، على (شازلونج مريح).. بل تمت فى «ماسبيرو» فى برنامج معد للعرض خلال شهر رمضان باسم «النفق».

أعترف بأننى أهرب من تليفزيون الدولة، لضيق مساحة الحرية لدرجة لا تسمح بالتنفس. لكن فكرة البرنامج أغرتنى ربما لأن مقدمها محلل نفسى بالأساس، وليس مذيعا مبرمجا على مقاس الرقابة، كما أن الموضوع لا يحتاج إلا لشجاعة الاعتراف.

حين دخلت الأستوديو، تملكنى الخوف: (إيحاءات الديكور والإضاءة، وتمهيد دكتور «مدحت» لفكرة «الكشف» عن حقيقة سحر الإنسانة)!. هناك «مسافة ما» يفضل الكاتب أن يحتفظ بها لنفسه، قدر من الخصوصية، من مشاعر الألم وحالات الإحباط والارتباك.. أو لنقل: (هناك صورة ذهنية تحرص الشخصيات العامة على تكريسها).

عادة أترك للقارئ حرية تصنيفى، وأعلم أن أحكام القراء قاسية، وأن البعض يطلق اتهامات مرسلة: ( هذا يغازل النظام، وذلك عميل للمباحث.. وذاك يخدم الأجندة الأمريكية)!!. القارئ يتدخل – أحيانا - فى عقيدة الكاتب، يشكك فى معتقداته الدينية، أو يعتقله فى خانة «الخونة»، أو على قائمة «التطرف الفكرى»!!.

حين سألنى دكتور «عبدالهادى»: هل أكتب للنخبة أم للبسطاء.. أجبت دون تردد: ( للناس).. الذين أنتمى إليهم بهمومهم اليومية، من لقمة العيش إلى المظاهرات. أحاول أن أوصل «رسالة محددة» أؤمن بها، وأحيانا أحاول أن أكون صوتهم. وحين سألنى هل أرد على القراء.. أكدت له اهتمامى بالاختلاف أكثر من الثناء، فمن يختلف مع آراء الكاتب يعبر عن الشريحة المستهدفة بالكتابة. تدريجيا، زال التوتر، لكننى حاولت استغلال دراستى للعلوم الإنسانية لأتنبأ بمغزى الأسئلة.. وفشلت!!.

ليس لأن دكتور «مدحت» ساحر، ولا لأنه قام بتنويمى مغناطيسيا، لكن الأحاجى السيكولوجية، ودلالات الألوان، وردود الأفعال فى المواقف مربكة.. كلها أمور يصعب فهمها أو الإفلات منها. كان لدى شغف لمعرفة خريطة النفق المحفور بداخلى، ودخوله والخروج منه دون ألم أو عقد.

بهرتنى التجربة، وكما قال دكتور «مدحت»: (أحسست كأنك ما صدقتى...الجمهور الواعى سيعرف أن الكاتبة الجريئة اللى قد يراها البعض «متبجحة فى آرائها» هى إنسانة عفويه، و الآراء التى تكونت لديها نتيجة موروثات من المجتمع).. وعدنى دكتور «عبدالهادى» بروشتة للسعادة،

والغريب أنها جاءت مطابقة تماما لما أعرفه عن نفسى: (عيدى حساباتك.. أنت إنسانة غاية فى البساطة ولكن فى شراسة النمرة)!!. إنه برنامج ضد الزيف والكذب، دون تجريح أو فضائح. يديره دكتور «عبدالهادى» بسلاسة ومرونة دون تشنج أو عصبية.. ولا أعرف حتى الآن كيف أكتشف مواصفات «فارس الأحلام».. ألم أقل إن التحليل النفسى تجربة مرعبة!!.
نقلاً عن المصري اليوم
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع