رفع منافسو الرئيس المرشّح عبدالعزيز بوتفليقة شعارات «التغيير» في سباق الرئاسيات المقبلة المقررة في 9 نيسان (أبريل) المقبل، في حين رفع بوتفليقة رسمياً شعار «جزائر قوية آمنة». وبينما اختار المرشح موسى تواتي راية «من أجل التغيير والسلطة للشعب»، حمل المرشح علي فوزي رباعين شعار «البديل والقطيعة». أما مرشح الإسلاميين محمد السعيد فاختار «التغيير الآن وليس غداً».
وتقاطعت شعارات المرشحين الخمسة المنافسين لبوتفليقة في مطلب «التغيير»، بينما ركّزت خطابات أنصار بوتفليقة على «الاستمرارية»، ما يؤشر الى أن الحملة الانتخابية التي تنطلق الخميس المقبل، سيتصادم فيها خطابان. الأول لمرشح وراءه حظوظ واسعة للاستمرار على رأس هرم السلطة، والثاني موحّد بين خمسة مرشحين يصفهم كثير من المراقبين محلياً بأنهم «أرانب»، في إشارة إلى أنهم ليسوا مرشحين جديين في مواجهة بوتفليقة.
ورفع موسى تواتي، مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية للرئاسيات، شعار «من أجل التغيير والسلطة للشعب». ويكرّس هذا الشعار، بحسب ما يقول المرشح، أدبيات الحزب وخطاباته التي تتضمن الدعوة المستمرة إلى تغيير العقليات التي تحكم الشارع السياسي والذهنيات التي تسيّر دواليب الحكم، من جهة، وارجاع السلطة الى الشعب من خلال احترام ارادة الناخبين ووقف مختلف عمليات التزوير ومستوياتها وتقليص هامش تدخل الإدارة في عمل المنتخبين واحترام المؤسسات المنتخبة كالمجالس المحلية والبرلمان. ونسب تواتي إلى شعاره ألوان العلم الجزائري الأحمر والأخضر والأبيض.
أما الرئيس المرشح لولاية ثالثة عبدالعزيز بوتفليقة فاختار اللون الأزرق الذي يرمز إلى «الأمل»، وحمل شعار «جزائر قوية وآمنة»، وهو يعكس برنامجه الانتخابي الذي يرتكز على الاستمرارية في جهود المصالحة الوطنية، وأيضاً التنمية الاقتصادية، وفق قناعات الاستمرارية على كل المستويات، أي في برامج الإصلاح والمخططات التنموية وفي مكافحة الإرهاب.
وكان شعار بوتفليقة الأكثر حضوراً في الشوارع والمدن الكبرى بسبب طغيان صور الرئيس ولافتاته الانتخابية الزرق التي تم توزيعها وتعليقها قبل بدء الحملة الانتخابية. وأُعلن أنه سينشّط ست تجمعات كبرى فقط ويبدأ حملته من عاصمة الأوراس باتنة في شرق الجزائر.
أما علي فوزي رباعين المرشح لرئاسيات نيسان (أبريل) المقبل عن حزب «عهد 54»، فرفع شعار «البديل والقطيعة» عنواناً لحملته الانتخابية. ويصف مقربون منه هذا الشعار بأنه يحمل الكثير من الدلالات المرتبطة بقناعات الحزب وتوجهاته. ويصف رباعين نفسه بـ «مرشح الفقراء»، ويقول إن المرحلة تتطلب تحديد ماهية القطيعة إذ «يجب إحداث القطيعة مع الممارسات البالية ومع كل السلوكات التي تمسّ بصدقية الدولة وكرامة الشعب». ويقول إن كلمة «البديل» اختيرت لتكون مرافقة للقطيعة لما تحمله من الدعوة الى اعتماد بديل سياسي يكرّس الحريات ويتكفل بانشغالات الجزائريين.
ويبدو شعار الإسلامي محمد السعيد مطالباً بتسريع «التغيير»، وهو اختار لنفسه اللون الأخضر القريب من قلوب أنصار التيار الإسلامي، وشعاره «التغيير الآن وليس غداً». ويطرح محمد السعيد شعاره الذي انتقاه من برنامجه الانتخابي انطلاقاً من تصوراته السياسية في السابق ضمن حركة «الوفاء» غير المعتمدة. ويعتقد محمد السعيد أن الظرف مناسب أكثر من أي وقت مضى لإحداث التغيير من دون انتظار الآتي من المرحلة المقبلة.
وفي حين رفع المرشح الإسلامي الثاني جهيد يونسي شعار «فرصتكم للتغيير» لحملته الانتخابية، يقول جمال بن عبدالسلام، مدير حملته، إن هذا الشعار ينطوي على قناعات بامكان «إحداث التغيير وكسر حاجز اليأس الذي صنعته سياسات السلطة وانجازاتها الوهمية».
وتبقى المرشحة لويزة حنون وفيّة لخطاباتها المدافعة عما تسميه «السيادة الصناعية»، ويذكر قريبون منها أنها ترفع شعار «الوحدة الوطنية»، وذلك على خلفية نظرتها الاقتصادية ورفضها لـ «رأسملة» العديد من القطاعات بغالبية مالية أجنبية، وترى ذلك خطراً على وحدة البلاد.
|