العنصرية تتأجج في أوساط المهاجرين الاسرائيلين الجدد

وغالبية يهودية تدعم تشجيع العرب على الهجرة
 ليس غريباً أنّ العنصرية الإسرائيلية باتت ظاهرة مستفحلة في جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي، ولكن ما يثير الانتباه أنّ التقرير الذي أصدره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يشير رسمياً إلى تفاقم العنصرية تجاه الفلسطينيين في الداخل بالمقارنة مع تقارير سنوات سابقة.
وأن غالبية يهودية تدعم تشجيع العرب في الداخل على الهجرة من البلاد، وترتفع هذه النسبة في وسط المستجلبين الجدد، خصوصاً من دول الاتحاد السوفيتي سابقاً.

بالإضافة إلى ذلك، تشير المعطيات، التي نشرت على موقع المعهد الالكتروني الدعم الآخذ بالاتساع لسحب الحقوق السياسية من العرب، علاوة على أن الغالبية ترى ضرورة في قصر الحقوق المدنية على من يسمونهم بالمواطنين المخلصين للدولة العبرية، علاوة على ذلك، بيّن التقرير أنّ نسبة عالية في وسط اليهود تعارض إخلاء المستوطنات من الضفة الغربية المحتلة، وأن هذه النسبة ترتفع في وسط المهاجرين الجدد.
وفي مجال حرية التعبير عن الرأي ترى غالبية اليهود أنه يجب منع توجيه انتقادات حادة للدولة. ويتضح أيضاً من التقرير أن غالبية اليهود غير راضية عن الديمقراطية، وأن الغالبية الساحقة من المهاجرين الجدد يرون في الأسباب الأمنية والاقتصادية محفزات أساسية لمغادرة البلاد.

وبيّن التقرير أنّ 89 بالمائة من الإسرائيليين يعتقدون بوجود فساد في إسرائيل، وأن 50 بالمائة منهم يعتقدون أن السياسيين يعملون في السياسة من أجل الربح الشخصي، مقابل 34 بالمائة فقط من العرب يعتقدون كذلك، وأن 22 بالمائة من العرب فقط يوافقون على الادعاء بأن الوصول إلى القيادة السياسية يقتضي أن يكون السياسي فاسدا، مقابل 47 بالمائة في وسط جمهور المهاجرين الجدد من الاتحاد السوفييتي.
وتركز التقرير للعام الحالي 2009 في تقدير مدى اندماج المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي في المجتمع الإسرائيلي من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأشار المعهد إلى أنّ الاستطلاع تمّ في آذار (مارس) وشمل شريحة سكانية تمثل البالغين، ووصل عدد المشاركين في العينة إلى 1191، تم استطلاع آرائهم بثلاث لغات هي العبرية والروسية والعربية.

وبحسب التقرير فإن المهاجرين من الاتحاد السوفييتي قد اندمجوا، على الأقل، من الناحية السياسية، إلا أن المعطيات تشير إلى مخاوفهم من عدم قدرتهم على التأثير فيما يدور حولهم، وهم على قناعة أقل بشأن مدى رغبتهم في العيش في البلاد، وليسوا على ثقة من أنهم يريدون أن يعيش أبناؤهم هنا، حتى أولئك الذين مضى على هجرتهم من الاتحاد السوفييتي 20 عاما. كما تبين من التقرير أن 53 بالمائة من اليهود يدعمون تشجيع العرب في الداخل على الهجرة، في حين تصل النسبة إلى 77 بالمائة في وسط المهاجرين الجدد.
وفيما يشير إلى الدعم الواسع نسبيا لسحب الحقوق السياسية من العرب في الداخل، تبين أن نسبة من يعارضون القول يجب أن يكون هناك أغلبية يهودية للقرارات المصيرية للدولة قد تراجعت إلى 27 بالمائة، بالمقارنة مع 38 بالمائة في العام 2003. كما تبين أن 38 بالمائة من اليهود يعتقدون أنه يجب أن يكون لليهود حقوق أكثر من حقوق غير اليهود، وكانت النسبة موزعة كالتالي: 43 بالمائة من المهاجرين القدامى، و 23 بالمائة من المهاجرين الجدد (النسبة هنا منخفضة لأن هناك نسبة كبيرة من المهاجرين الجدد من غير اليهود).

وقال 48 بالمائة إنهم ليسوا على استعداد لإخلاء مستوطنات خلف الخط الأخضر في إطار الاتفاق الدائم، في حين يوافق فقط 37 بالمائة على إخلاء مستوطنات منعزلة، وفقط 15 بالمائة يوافقون على إزالة كافة المستوطنات. وفي المقابل فإن مواقف المهاجرين الجدد أكثر تطرفا، حيث تبين أن 64 بالمائة لا يوافقون على إخلاء مستوطنات في إطار الحل الدائم، وفقط 30 بالمائة يوافقون على إخلاء مستوطنات منعزلة، و6 بالمائة فقط يوافقون على إخلاء كافة المستوطنات.
وقال 61 بالمائة إنهم غير راضين عن الديمقراطية في إسرائيل، في حين قال 28 بالمائة إن هناك ديمقراطية أكثر من اللازم، أما بالنسبة لحرية التعبير عن الرأي فقد أكدت غالبية الإسرائيليين إنها ترفض السماح بتوجيه انتقادات حادة للدولة.
وبينما قال 74 بالمائة إنهم يؤيدون حرية التعبير عن الرأي مهما كان الموقف، فإن 58 بالمائة منهم يوافقون على أنه يجب منع إلقاء خطابات تتضمن انتقادات حادة للدولة.