CET 00:00:00 - 04/08/2009

مساحة رأي

بقلم: سامح سليمان
النقد هو أساس النضوج الفكري والعقلي للفرد،المؤدى لحدوث تطور حضاري وانسانى للمجتمع.
فالركيزة الاساسيه التي قامت عليها النهضة في أوروبا هي إعلاء قيمه العقل فوق كل سلطان وحرية نقد كل التابوهات المقيدة لحرية الفكر والإبداع إن الخوف من النقد وإعلاء قيمه النقل والتسليم واعتماد التلقين كأسلوب تعليمي يؤدى إلى قتل الإبداع وتقييد حركه التطور الطبيعي للحياة نحو الأفضل و الأنسب وتكريس ثقافة التجمد و الركود وعبودية الماضي.
فالمجتمع الذي يقوم بتقديس أفكار وأقوال الآباء والأجداد وتحريم وضعها تحت مجهر الفحص واستبيان مدى صلاحيتها للبقاء في حيز الوجود وامكانيه التطبيق. هو مجتمع حكم على نفسه بالموت وعلى عقول أبنائه بالعقم وهذا هو ما يحدث في مجتمعنا بمختلف فئاته ومؤسساته.
فبسبب الابتعاد عن العلم،وعدم تحكيم العقل واحتقارة،ومساواة التفكير والتجديد بالكفر والزندقه( باعتباران كل من تمنطق فقط تزندق) صار المحدد لحياة وسلوك الانسان مدى توافقه مع قيم و تقاليد وأعراف المجتمع باعتبارها المرجع والدليل والدستور (حتى وان كانت قيم قبليه عشائرية متخلفه لا تتناسب مع بنيه المجتمع الحضرى)، واتساقه مع حكم واقوال الاباء والاجداد باعتبارها نقيه طاهرة مقدسه،وصالحه لكل زمان ومكان،وفيها النجاة والخلاص،وبها سنصبح اقوى الامم بل واعظم الامم جمعاء!!!
فنحن مرضى بتقديس كل ما هو قديم بدعوى الاصاله و الحفاظ على تراثنا المعصوم!!
جاعلين من إنسان الماضي سيدا متسلطا وحكما على إنسان الحاضر والمستقبل!
محمود كرم(إننا أمه مغرمه بالماضي عن جدارة وافتتان وبشكل عام  نستحضرة دينيا وخطابيا وثقافيا وحتى سلوكيا  نستحضرة بكل مكوناته ومحتوياته ألمشهديه والروائية والنقليه والشفاهيه لنقيم فيه وننغلق عليه ونبنى منه حاضرنا ونتكئ عليه في مستقبلنا القريب والبعيد،...ألمشكله المريعه في أن يبقى الماضي مهيمنا على الحاضر،يسلبه إرادة الحركة والتغير ويسلبه منطقيه العصر ويدفع به في دائرة الانغلاق والتعصب ويلقى عليه قيودة وأغلاله) الحوار المتمدن26\12\2006
إن الإبداع والمبدعين في كافه المجالات في مجتمعنا مقهورين،مضطهدين، يعانون من التربص بهم،مقيدين بقائمه طويلة من المحظورات الممنوع الاقتراب منها سواء بالنقد أو حتى مجرد التفكير في وضعها تحت مجهر الفحص العقلاني،إن اغلب ما يكتب ويمارس  ويطبق هو عبارة عن اجترار لما  شرعه وتداوله الأولون بغض النظر عن مدى عقلانيته،واختلاف عصرنا وتطورة.
د.خالد منتصر:(أنا مندهش من عصبيه المجتمع الهستيرية تجاة الاختلاف،وعدم تحمل أو التسامح مع الأخر،كل واحد منا يريد مجتمعا كقطيع من أغنام توائم مستنسخه....كلنا أصبنا برغبة حارقه في آن نتحول إلى ألهه مصغرة تمشى على قدمين  وتهدى الناس بالعافية وتؤمن بان رأيها هو الأيمان المطلق والصواب المطلق وكل ماعداة كفر والحاد)صوت الامه14/4/2008
إن ألمحافظه على القديم  سمه من السمات الاساسيه للشخصية العربية،فنحن نميل إلى الثبات والاستقرار ونخاف من التجديد وقد انعكست هذة ألسمه على حياتنا بصفه عامه  وعلى فكرنا الديني بصفه خاصة فنحن نتمسك بالأفكار ألتقليديه التي ورثناها بدون وقفه لمناقشتها وتحليلها على ضوء العقل والمصلحه والتغيرات الثقافيه والاجتماعيه والسياسيه التى يمر بها المجتمع بل والعالم اجمع.
د..مكرم نجيب(يستطيع اى متابع لطريقه التفكير السائدة فى المجتمع ان يلمس بوضوح ان المناخ العام كثيرا ما يعوق حركه التجديد.فالماضى بسيطر على الحاضر فى كل شئ وخطابه له الصوت الاعلى فى مناقشه كل قضايانا المعاصرة...وعندما ناتى الى مناقشه الامور الدينيه بالذات نعود لنعيش فى الماضى ورجاله ونختلف حولهم وحول اجتهاداتهم)(اشكاليه الفكر الدينى)
نحن بحاجه شديدة إلى مراجعه تراثنا الفكرى والاجتماعى والدينى وتنقيته مما علق به من أفكار تدعو إلى تقديس الذل والجهل والسذاجة تحت مسمى الروحانية،وتاليه وعصمه القيادات تحت مسمى طاعه اولى الامر،واحتقار وازدراء الجسد وتحقير رغباته بدعوة الموت عن العالم،أفكار تدعو إلى التسليم والانقياد الأعمى بدعوى الأيمان،أفكار تدعو إلى الإقلال من شان المرآة وتقييدها وتكفير كل من اختلف عنى في الفكر بدعوة الغيرة على الدين!!.
وبحاجه إلى إحلال خطاب ثقافى وخطاب سلوكى وخطاب ديني يتلامس مع إنسان القرن الواحد والعشرين خطاب عقلانى متجدد يعتمد على التساؤل والمناقشه والفهم  وليس على التسليم والتلقين والخطابات المخدرة المغيبه للعقل.
ق.رفعت فكرى(لابد من تغيير لغة الخطاب الديني حتى يساعد على إعمال العقل وليس تغييبه إننا كثيرا ما نقدم عظات مسكنه ومخدرة للناس تعلمهم أن يعيشوا حياة التواكل والكسل،والله هو الذي يتولى الاموربطريقه معجزيه وما عليهم إلا أن يقفوا مكتوفي الايدى وكثيرا ما تقدم منابرنا عظات تحوى عينات تدعو الناس إلى الهروب من الواقع ليحلقوا في عالم أخر من الغيبيات....أن مشكلات القرن المقبل  تحتاج لمفكرين مبدعين،الالفيه ألثالثه تحتاج لقادة ورعاة أصحاب فكر مبدع يتمتعون بقوة ألحجه والبرهان عميقوا الفكر واسعوا الإطلاع نافذوا البصيرة حتى يكونوا قادرين على مواجهه التحديات)(اوراق للتنوير)
لن يحدث تقدم ونهوض سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي  بدون صراع فكرى وجدل حر عقلاني ونقد غير مشروط (أن التغيير المبدع المتمرد العقلاني الناقد المغربل للسلف الذي يناقش الثوابت والمسلمات والبديهيات،لهو المناعة الحقيقية للأوطان والتي تقوى مع الزمن وتبنى شعوبا ناضجة واعية مستنيرة متحضرة،وليس أطفالا قصرا أو مجتمعات (ناقصة عقل ودين)تحتاج حماية ومنعا وتسلطا وقهرا).(د.منى حلمي:روز اليوسف)
بل أن الحياة ذاتها عبارة عن صراع فالإنسان منذ أن وجد وهو يحيا في صراع مع قوى الطبيعة ومع الكائنات الأخرى بل وأيضا مع نفسه.ولكن مع اختلاف أنواع
وأشكال الصراع التي خاضها الإنسان ومازال يخوضها، أرى أن أكثرها تأثيرا في حياته هو الصراع الفكري لأنه المحدد لردود أفعاله تجاة ما يمر به من مواقف وما يطراء عليه وعلى العالم حوله من تغير. فأفكار الإنسان هي المحددة لأرائه عن  نفسه و الحياة وبالتالي لسلوكياته وأفعاله.إن الصراع الفكري هام واساسى لحدوث نمو عقلي وصقل وبلورة للقاعدة الفكرية للإنسان.
فالعقل الذي لم يمر يوما بمرحله من الصراع الفكري هو عقل راكد متبلد غير باحث عن الصواب قيدته قدسيه الاعتقاد المتوارث والخوف من الشطط والخروج عن إجماع القدماء و ثوابت المجتمع.
(فالتسليم هو مشنقه العقل)
وترجع أهميه الجدل وصراع الأفكار أن من خلال الصراع الناشئ عن صدام الفكرة الأولى(القديمة أو ألسابقه) مع الفكرة ألثانيه (المختلفة)يحدث شئ من ثلاث أما(إحلال ألثانيه محل الأولى) أو (بقاء الأولى ورفض ألثانيه) أو (نشوء فكرة ثالثه إما مزيج من الأولى وألثانيه أو فكرة جديدة بالكلية) ولكن يوجد العديد من الاسئله ألهامه التي تطرح نفسها ،والتي من الصعوبة البالغة الاجابه عنها وهى(كيف أو متى يبداء الصراع)(هل لابد من وجود قاعدة فكريه ارتكازيه للصراع الفكري أم يجب دخول الصراع بعقليه مجردة خاليه من اى تحيز أو اعتقادات مسبقة ؟)( وان كانت الاجابه هي حتمية العقلية المجردة، فكيف نخلو من التحيز وهو جزء من طبيعتنا الانسانيه؟)،( وهل توجد مرحله معينه ينتهي عندها الصراع أم أن توقفه مرتبط بتوقف دقات قلب الإنسان؟)
(وللحديث بقيه)

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق