CET 00:00:00 - 04/08/2009

مساحة رأي

بقلم: جرجس بشرى
فور تحولها إلى المسيحية ونوالها نعمة المعمودية إتصلت بي الأخت الفاضلة نجلاء محمد الإمام "كاترين" وقالت لي وكادت تطير من الفرح "أنا أصبحت مسيحية، وبقيت عروسة للملك المسيح"، لقد كانت نبرة صوتها تؤكد أنها تعيش حالة فرح حقيقية لم تتذوقها من قبل، فرح ليس من الأفراح العالمية التي يسعد بها الناس في المُناسبات والأعياد أو بعد تحقيق رغبة عالمية زائلة كانوا ينتظرونها بشوق ولهفة، نعم كانت نبرة صوتها هذه المرة تُشعِر من يستمع إليها أنها تعيش حالة من الفرح السماوي الذي لا يُعبر عنه، وقالت لي أن هذه الفرحة لم يتذوقها إلا من اختبر حلاوة الرب المسيح، وهي فرحة يشعر بها المتنصرين أكثر من المسيحيين بالوراثة!!
في الحقيقة لقد شعرت بالخجل أمام نفسي عندما سمعت نجلاء "كاترين" وهي تقول هذا الكلام، وعتبت على المسيحيين الذين هاجموها لمجرد أنها أعلنت عن إيمانها بالمسيح مهما كانت مبرراتهم التي يسوقونها لنا تبدو معقولة، فإعلان نجلاء عن مسيحيتها بهذه القوة غير المعهودة يحمل في طياته دلالات كثيرة وإشارات هامة.. فإعلان نجلاء عن مسيحيتها على الملأ وبهذه القوة لم يُكن أبدًا طلبًا للمال والشُهرة وإنما تعبيرًا عن فرح سماوي لا يُعبر عنه، لم تستطع هي أن تكتمه في نفسها لأنه ليس كأفراح هذا العالم، ولو كانت نجلاء طالبة للمال والشُهرة لحصلت على المال الوفير، فهناك من عرضوا عليها في أحد البرامج التليفزيونية وعلى الهواء مبلغًا يمكن أن يجعلها تعيش عيشة رغدة هانئة ولكنها رفضت بكل إباء الإنصياع لشروطه التي رأت أنها عُنصرية!! حاسبة عار المسيح أفضل من كل خزائن المُنافقين الذين يشترون ذمم بعض مخلوقات الله تعالى بالمال.
لقد كانت نجلاء تضع نصب أعينها أن إيمانها بالمسيح سيجلب عليها ضيقات كثيرة وآلامًا متنوعة كقول المسيح، وسيُثير ضدها عدو الخير وأعوانه، وهو ما حدث بالفعل لدرجة أن هناك من اتهموها بأنها سُحاقية وهناك من وصفوها بالعاهرة!! دون سند ولا دليل!!
إن إعلان نجلاء عروس المسيح عن إيمانها لم يكن طلبًا للمال والشُهرة وإنما كان بمثابة صرخة مدوية نابعة من ضمير حقوقية واعية تكشف من خلالها للعالم كله حجم ومُعاناة المتنصرين في مصر الحبيبة التي تتغنى حكومتها المتأسلمة بالحرية وحقوق الإنسان!!! ولتبين للعالم كله حجم الإرهاب النفسي الذي يتعرض له المتحولين من الاسلام للمسيحية من قبل أناس جهلاء لا يعرفون بل ولا يفهمون الإسلام فهمًا صحيحًا "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفُر" و"ولكم دينكم ولي ديني".
من المؤكد أن إيمان نجلاء لا يضيف للمسيحية شيئًا ولكن من المؤكد أنه يُضيف إليها تعزيات سمائية لا يُعبر عنها، هذه التعزيات التي تظهر بقوة في أوقات الضيق، ولن أكون مُبالغًا إذا قُلت أن نجلاء بمجاهرتها بإيمانها في وسط هذا المناخ المسموم والمتطرف ما هو إلا نوعًا من أنواع الشهادة الحية للمسيح، فالشهيد في المسيحية هو الذي يشهد للمسيح بأعماله وأفعاله كل يوم، وهو ذلك الشخص الذي يتقبل الآلام والإفتراءات والضيقات بفرح من أجل المسيح، وهو الذي يحارب ليس مع دم ولحم ولكن مع أجناد الشر الروحية منتصرًا بالمسيح للبر والفضيلة، فلا يوجد للمسيحيين أو للمسيحية أعداء سوى الشياطين الذين يريدون أن جميع الناس يهلكون وإلى معرفة الضلال يقبلون.
إنني أطالب عبر هذا المقال الجهاز الأمني في مصر بحماية المتنصرة المصرية نجلاء محمد الإمام "كاترين"!!! وأطالب الحكومة بوضع حد لمهزلة التضييق على الحريات الدينية في مصر، واحترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان في هذا الشأن، وأقول للحكومة والمتعصبين أن الأديان السماوية لا تحميها أبدًا القوانين الوضعية والأذرع البشرية، بل قوة الأديان السماوية تكمن في قوة صاحبها القادر على كل شيء!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢١ صوت عدد التعليقات: ٣٧ تعليق