بقلم: عماد توماس
ربما لم يكن الطالب الأمريكى بجامعة هارفارد الأمريكية "مارك زوكربيرج" مؤسس الفيس بوك في عام 2004، يدرك أن اختراعه سوف يستخدم على نطاق واسع من الاحتجاج "الإفتراضي" والجهاد الإلكتروني والنضال عن بعد.
فلم يكن يهدف مارك أن يكون موقعه شبكة اجتماعية للتواصل بين الأصدقاء عبر العالم، لكنه بدأ فكرة موقعه بتبادل الآراء والصور والأنشطة بين زملاءه الطلبة في جامعة هارفارد وأن يظلوا على تواصل بعد التخرج، ثم تطورت الفكرة إلى انضمام الطلبة الجامعيين من جامعات أخرى، وفي سبتمبر 2006 كانت النقلة الكبرى للفيس بوك عندما فتح مارك الموقع لكل من يرغب في الإنضمام إليه من كل البلاد والأعمار، وارتفع عدد الزوار وصار الموقع من أشهر المواقع على الانترنت. وبدأت فكرة إنشاء "جروبات" إنضم إليها أصحاب الاهتمامات المشتركة سواء جروبات رياضية لتشجيع أندية معينة، أو جروبات اجتماعية أو ثقافية...إلخ.
وتطورت الفكرة إلى إنشاء جروبات لحركات الاحتجاج على الفيس بوك، وذاع صيت الفيس بوك في مصر بعد نجاح حركة 6 ابريل أثر اعتقال الطالبة إسراء عبد الفتاح -الفتاة المصرية التي دعت إلى إضراب السادس من أبريل وأنشأت جروب على الفيس بوك باسم حركة 6 أبريل وشارك في هذا الجروب أكثر من 71 ألف شخص-، وهناك مجموعات احتجاجية أخرى انضم لها آلاف المواطنين مثل جروب: لا للتجنيد الإجباري - لا لسجن أبونا متاؤس وهبي - مش عايزيين الإخوان - إعلان الحرب على الوهابية - إحنا فراعنة مش سكلانس - مهندسون ضد الحراسة.
وأحدث هذه الجروبات هو "أقباط من أجل مصر"، الذي يدعو لتنظيم إضراب قبطي عام مع حلول رأس السنة القبطية في 11 سبتمبر القادم.
الشيء الإيجابي في هذا الجروب "الإفتراضي" أو هذه الحركة الاحتجاجية أنها وضعت مطالب محددة وعادلة مثل إقرار قانون موحد لبناء دور العبادة وإلغاء جلسات الصلح العرفية وتقديم الجناة الفعليين إلى المحاكمات العادلة.
ورغم هذا إلا أنني لا أعتقد أن هذا الجروب سيكون مؤثرًا في حركة احتجاج عملية، لكنه سيكتفي نظريًا بحشد عدد من "المناضلين عن بعد" الذين يمارسون السياسة من أمام شاشة كمبيوتر ولوحة مفاتيح ويتخفون وراء أسماء مستعارة!!
الذين يريدون أن يحصلوا على حقوقهم عليهم دفع ثمن نضالهم وتكلفة احتجاجهم.. ولا اعتقد -حتى الآن- أنا هناك عدد كبير من الأقباط لديه استعداد لذلك!! |