متى يتم ذلك؟

الراسل :  ألبير ثابت
في فترة الزمن الجميل كانت درجة التعليم والثقافة محدودة، كذلك وسائل الإعلام والفضائيات كانت غير منتشرة ومتطورة، فكان هناك نوع من الانسجام والارتباط والتآلف والود بين نسيجي الأمة علي كافة المستويات سواء في العمل وعلى مستوي الجيران وفي المدارس والجامعات ...الخ .
 حتى في المجالات التجارية لدرجة أن والدي كان معه شريك مسلم في أحد مشاريعه التجارية قبل فترة الستينات وكان يثق فيه ثقة كاملة.
 المشكلة قد ظهرت منذ أكثر من ثلاث عقود نتيجة عمليات التحريض والتعصب وكراهية الآخرين من قبل بعض المشايخ المشهورين والأئمة المتشددين، ومن جماعة الإخوان المسلمين الذين ينشرون دعوتهم وأفكارهم في الخفاء كذلك الجماعات الإسلامية التي شجعها الرئيس الراحل أنور السادات، وتصاعدت وتيرتها مع بداية الثمانيات.
كما أن انتشار الفكر الوهابي المتشدد في مصر في هذا التوقيت، وقيام الثورة الإسلامية في السودان
، وقبلها أفكار الثورة الإيرانية، وظهور الفضائيات الطالبانية ومشايخ البزنس في العقد الأخير وغيرها من الأحداث المؤسفة ساعد على ارتفاع وتيرة التعصب، والاحتقان الطائفي، وظهور مشكلة التمييز الديني بين نسيجي الأمة بصورة محزنة ومؤلمة.
 فكانت النتيجة ما نشاهده حالياً في الشارع المصري من عمليات إعلان للهوية والفرز الملموس كوضع (الحجاب ) على الرأس كنوع من التمييز ، ووجود المصلقات والصور والرموز الدينية في المحلات وبعض الشركات والمصالح الحكومية ، وعلى السيارات كلفظ الشهادتين، وفي الأسفل سيف مسلول، بما يشبه كثيراً العلم السعودي، وكلمات \" كلنا فداك يا رسول الله \" ، وهي العبارات التي شاعت بشدة وعلى نحو كثيف عقب الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، التي كانت فرصة لإطلاق حالة التعصب وتفجر الاحتقان بإعلان صارخ للهوية على نحو غير مسبوق فى تاريخ مصر.
عموماً نريد نشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك، والبعد عن المغالاة، نريد تجديد وتطوير لغة الخطاب الديني نريد الإسراع في نزع فتيل الاحتقان الطائفي ؟! .... متى يتم ذلك.... لست أدري !!! 

على موضوع : الجهل بالأخر