CET 00:00:00 - 31/07/2009

مساحة رأي

بقلم : عـادل عطيـة
ما أكثر النصوص الكتابية المقدسة ،
التي ترافقنا في ذاكرتنا ،
وتُذكرنا :
باننا غرباء ونزلاء على هذه الأرض !
وما أكثر الذين لم يدركوا بعد ، في أي غربة هم يعيشون !
هل هي غربة الإبتعاد عن الله ؟
هل هي الغربة عن الوطن الأصلي ، كغربة : ابراهيم ، واسحق ،ويعقوب ؟
هل هي الغربة بالنبذ ، والترك ، والنسي ، والاهمال ، والاضطهاد ؟
هل هي غربة القديسين عن العالم ؛
لأنهم يثقون في المسيح ،
ويصدقون مواعيده ،
ويتركون كل شيء لأجله ،
ولا يبتغون لأنفسهم سوى أن يكونوا في معيته ؟
على المرء أن يشعر دوماً : بالغربة ، أو : الاغتراب
وفي ذات الوقت لاندين من يحس بوطئته 
على ألا يتخلى لهذا السبب عن مخزون فرحه ،
وألا ينكبّ فقط على إنشاد أغنيات الحزن والشكوى ،
وألا يفعل كما فعل : " الغريب الرومانتيكي " ،
الذي صوره : " جوته " ،
في رائعته : " آلام فرتر "
فيستعذب الألم ،
ويجد بطولته في الانتحار !
فكم من هبات تأتي عن طريق الأحاسيس المهيبة السامية ،
التي تبعثها الغربة في النفس ،
وتشكل ملامح العظمة في الإنسان !
فالغربة ،
تدربنا على ألا نكون رهينة لاجلال الآخرين لنا ، أو: تجاهلهم !
والغربة ،
تصد إنساننا العتيق ، وتوقف سير شرورنا ، وتحثنا على أن  :" نسير زمان غربتنا بخوف " !
الغربة ،
تجعلنا ألا نغتم إذا لم نكن ممن جادت عليهم الدنيا بمباهجها وخيراتها ،
وتعلمنا ألا نحب الاقتناء العاثر ؛
لآننا سنعود فارغي اليدين من كل شئ في العالم ،
سوى ما بقلوبنا المملوءة من الايمان ،
ويدانا التي تحملان ثماره !
الغربة ،
تذلل عاطفة العالم ،
وتثير فينا اشتياقاتنا الابدية ؛
فنتطلع إلى وطننا الحقيقي حيث الديار المخصبة ذات المنظر البهي !
والغربة ،
تجعلنا دائماً في حالة استعداد تام ؛ ليعط كل واحد منا : حساب وكالته !
الغربة ،
الساكنة في القلب المسيحي ،
تتخطى الجانب المأسوي ،
إلى اختيار المجد :
حيث " نسعى كسفراء عن المسيح "
فياله من فكر مقدس مجيد ، أن نكون : سفراء
ولو في سلاسل الغربة
فنؤدي أمانة إيماننا ،
ونجعل من الغربة عمراً من العطاء :
نقدم الخير ما طالت يدنا ،
ونعطي المحبة ما ملكت قلوبنا
ويا لها من عظمة !
أن نحمل سمات وصفات الوطن السماوي ،
الذي اتينا منه
وسنعود إليه
وأن نعيش كما يحق للدعوة التي دعينا إليها :
فنكون لون ابيض يتمشى وسط الناس في قداسة :
تُرى ، وتُسمع ، وتُحس من الآخرين !
ونحمل النور الإلهي المطمئن والشافي للمنزعجين ،
والمنكسري القلوب ،
والمطحونين تحت هموم الحياة ،
والغارقين في عرق ملذاتهم ،
والمستعبدين بأسلوب ، أو : بآخر
فتكون حياتنا : مجداً لإلهنا ، ومليكنا ، ورئيسنا الأعظم !
   نكن غرباء وسفراء !
لنكن الشخص الأكثر شبهاً للمسيح !
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

الكاتب

عادل عطية

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

زبانية الجامعة !

هروب..

غرباء وسفراء !

رسالة طفل

ليست النهاية بعد!

جديد الموقع