إحتفالية وطنية بالأم ودورها فى نشر ثقافة السلام

خاص الاقباط متحدون- تقرير- عماد توماس
فى امسية مصرية اصيله، تعبر عن أصالة وعراقة شعب مصر عندما يلتف حول قضية مشتركة، احتشد جمع غفير من المسيحيين والمسلمين مساء الجمعة 13 مارس 2009،   بالكنيسة الانجيلية بأرض شريف، بشبرا، احتفالا بتكريم  الأمهات المثاليات مسلمات ومسيحيات.
بدأت الإحتفالية بتراتيل وتسابيح فى حب مصر، تفاعل معها الحضور، انشدها المنشد الدينى الاستاذ تامر العجمى ، تلاها  ندوة ثقافية بعنوان "الأم ودورها فى نشر ثقافة السلام "
حيث رحب القس رفعت فكرى فى بداية الندوة بالسادة الحضور، وأشاد بدور المراة فى العالم ودور المصلحين الذين وقفوا فى صف المراة مثل رفاعة الطهطاوى والشيخ محمد عبده وقاسم امين، واعتبر ان السلام كلمة جميلة فى معناها رغم صغر حروفها، وهى مطلب انسانى على المستوى الفردى، فكل انسان يتمنى أن يحيا فى سلام بينه وبين نفسه وعلى المستوى العائلى، فكل انسان يحتاج أن يعيش فى سلام مع جميع أفراد اسرتة، وعلى المستوى الوطنى، الانسان الناضج هو من يحب أن يعيش ابناء الوطن الواحد فى سلام.
واعتبر فكرى، أن اهم شئ فى ثقافة السلام أن يقبل الانسان الآخر، أى كان هذا الآخر بصرف النظر عن لونه وجنسه ودينه.
تحدث فضيلة الشيخ ابراهيم رضا، إمام مسجد الهجين بالترعة البولاقية بشبرا، مشيدا بتكوين الشعب المصرى، وان الاختلاف والتنوع حكمة أرادها الله وقال ان الأم هى الأم لا تختلف فى المسيحية أو الاسلام ، هى التى تبنى وتعمر وترفع شان الامة،  وهى صانعة ومنتجة، معتبرا ان أول مصنع عرفته البشرية هى الأم، لأنها هى التى تلقى الدرس تلو الدرس، لذلك عظمت الأديان الأم. "وبالولدين إحسانًا" وأضاف رضا، أن للام دورا أساسيا فى تربية الأجيال، فهى صاحبة رساله خصها الله بها. وان الله جعل الجنه تحت أقدام الأمهات.
ثم تحدثت الاستاذة الدكتورة مرفت اخنوخ، استاذ بكلية طب جامعة عين شمس، واستاذ بكلية اللاهوت الانجيلية بالعباسية، عن الدور الواعى فى تربية الأبناء ليس فقط للأم لكن للأباء أيضًا، وقدمت بعض النصائح لجعل الطفل يشعر بالسلام، عن طريق فهم طبيعة الطفل، وقبول الطفل كما هو، وذكرت الدكتورة مرفت اخنوخ فى نهاية كلمتها مثل السيد المسيح عن السامرى الصالح ودعت لتعليم اطفالنا ان يصنعوا الرحمة مع الجميع .
أما الأستاذ الدكتور مصطفى النبراوى الاستاذ بكلية الزراعة-جامعة الازهر، والمشرف العام على مرصد الحرية والديمقراطية فى دول حوض النيل، فبدأ كلمته بتهنئة كل أم مصرية، مضيفا أن كل الأمم التى تقدمت كانت تملك رصيد من الامهات الصالحات اللاتى استطعن تقديم مواطنين صالحين للوطن. معتبرا ان ثقافة الوطن تكون صحيحة عندما يحتوى الوطن على كل ألوان الطيف فى المجتمع.
وأشار النبراوى إلى ان الام هى نواة الأسرة، وقدم ثلاثة قيم يجب أن تتحلى بها الأم الواعدة
أولهما قيمة المحبة: فإذ استطاعت الأم الواعدة أن تكرس قيمة المحبة فى أبنائها فى مرحلة التأسيس والتعليم الأساسى، فإنها بذلك تنجح فى تقديم نماذج صالحة للمجتمع، واعتبر النبراوى ان القياس الحقيقى للمحبة يتم من خلال أفراد مختلفين وليس متشابهين.
القيمة الثانية برأى النبراوى هى قيمة المشاركة، أن تشارك الام فى دوائر انسانية فى المجتمع المصرى بصرف النظر عن دوائر المشاركين.
القيمة الثالثة هى الاعتراف واحترام وتقدير الآخر: أى عدم انكار الآخر الذى يعيش معى، والقناعة بتقديره واحترامه، وافراز آلية لاحترام التنوع والاختلاف، معتبرا ان المشكلة ليست فى التنوع لكن فى ادارته.
واعتبر النبراوى أن من اهم المشاكل التى يعانى منها المجتمع المصرى هى تنامى التعصب، والحكم المسبق على الأخر بدون موضوعية فى الحكم. ودعا النبراوى الأمهات فى ختام كلمته إلى تجنب تربية الطفل على ثقافة تدعو للتمييز.
الدكتورة ناجية عبد المغنى، نائب رئيس جمعية التفتح الخلقى المصرية، عرضت بعض الصور المعبرة التى تشير الى رسالة الأم فى العالم بتخريج  أطفال يذهبوا لينيروا العالم.
وقالت الدكتور ناجية ان السلام يبدأ من مرحلة "الحمل" فتعصب الام ينعكس على الجنين.
اختتم القس رفعت فكرى-راعى الكنيسة- الندوة بدعاء ردده على مسامع الحضور تقول كلماتة
يارب اجعلنى اداة لنشر سلامك
حيثما توجد الكراهية اجعلنى أبذر بذار المحبة
وحيثما توجد الاهانة اجعلنى أبذر بذار العقل
وحيثما يوجد الباطل اجعلنى أبذر بذار الحق
وحينما يوجد الشك اجعلنى أبذر بذار الايمان
وحينما يوجد اليأس اجعلنى أبذر بذار الرجاء
وحينما يوجد الظلام اجعلنى أبذر بذار النور
وحيثما يوجد الحزن اجعلنى أبذر بذار الفرح
وفى نهاية الاحتفال انشد المنشد تامر العجمى اغنية "ست الحبايب يا حبيبة" نالت تفاعل واعجاب الحضور، ثم تم تكريم ستة أمهات مثاليات "ثلاثة مسلمات وثلاثة مسيحيات" لهن قصص كفاح في تربية الأبناء ، وأبنائهن لهم بصمات واضحة في المجتمع. هن بحسب الترتيب الأبجدى
1- الحاجة/ أمال محمد مصطفى " لديها 5 ولاد و 5 بنات"
2- السيدة/ بلبل ويصا يعقوب " توفى زوجها منذ 10 اعوام"
3- الحاجة/ فوزية احمد سراج "لديها 7 ولاد وبنات وتوفى زوجها منذ 12 عام)
4- السيدة/كوثر محمد النواوى "كانت تعمل فى وزارة الصحة وساعدت اشخاص كثيرين فى العلاج على نفقة وزارة الصحة"
5- السيدة/ مريم دانيال جندى " كافحت من اجل تربية ابنائها"
6- السيدة/ منيرة ابراهيم مسعد " توفى زوجها منذ 50 عام وقامت بتربية بناتها"