CET 00:00:00 - 28/07/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

تقرير: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
صدر حديثًا عن دار ومكتبة الحرية كتاب "سؤال في الكنائس" لشيخ الإسلام أبي العباس تقي الدين ابن تيمية، تحقيق وتعليق الدكتور جمال أبو زيد.
يسرد المحقق في تقديم الكتاب معنى كلمة "الكنيسة" بأنها كلمة سريانية معناها مجمع أو اجتماع. وكلمة "كنيسة" في العهد الجديد مترجمة عن الكلمة اليونانية "إكليسيا" ومعناها "جماعة مدعوة لغرض ما". وهي تشير دائمًا إلى جماعة ولا تشير أبدًا إلى مكان للعبادة، وفي غالبية الحالات تشير إلى جماعة محلية من المؤمنين. ومع أن كلمة "كنيسة" أصبحت كلمة مسيحية، إلا أنها كانت تستخدم قبل العصر المسيحي للدلالة على أي جماعة دعيت لغرض معين، مثل دعوة المواطنين في مدينة معينة لمناقشة شئون مدينتهم العامة.
غلاف الكتابوقد استخدمتها الترجمة السبعينية (السبتوجنت) (Septuagint) للعهد القديم (التوراة) لترجمة كلمة "كهال" العبرية التي كانت تدل على جماعة إسرائيل كشعب الله، وبهذا المعنى قال استفانوس عن موسى: هذا هو الذي كان في الكنيسة في البرية.
ويضيف المحقق أن كلمة "إكليسيا" جاءت في العهد الجديد في اليونانية 115 مرة ترجمت في ثلاث مرات منها إلى "محفل" أي اجتماع. وكانت الكلمة عند اليونانيين تشير إلى جماعة لها حكم ديمقراطي ذاتي، وعند اليهود تشير إلى جماعة دينية يخضع أعضاؤها للملك السماوي، وعند المسيحيين تحمل كلا المعنيين، فهي تشير إلى اجتماع من جماعة أحرار يجتمعون في ديمقراطية دينية ولكنهم يدركون تمامًا أن حريتهم تنبع من طاعتهم لمليكهم السماوي.
ويرى المحقق أن شيخ الإسلام ابن تيمية -العالم والفقيه المعروف- له فتاوى تتعلق بأوضاع الكنائس في ديار الإسلام، في كتابه "مجموع فتاوى ابن تيمية" المجلد الثامن والعشرون جمعت في كتاب بعنوان "سؤال في الكنائس"، رأى الكاتب أن يحققه لصلته بالكنيسة المسيحية ولأهميته كمصدر موثوق به يغطي هذا الموضوع الدقيق الذي تشح فيه المصادر، وقد اجتهد المحقق قدر طاقته ليقدم للقارئ معلومات قد لا يجدها في كتاب آخر. ليفتح الطريق أمامه لتوسيع مجال إطلاعه وكشف المزيد من المعرفة من خلال البحث والقراءة المستمرة.

وينفى الكاتب أبي العباس تقي الدين ابن تيمية دعوى وجود الكنائس بالقاهرة من عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على اعتبار أن مدينة القاهرة بنيت بعد عمر بن الخطاب بأكثر من 300 سنة.
ويشير المحقق أن ابن عباس سئل: هل للمشركين أن يتخذوا الكنائس في أرض العرب؟ فقال: أما ما مصر المسلمون فلا ترفع فيه كنيسة، ولا بيعة، ولا صليب، ولا سنان، ولا ينفخ فيها ببوق، ولا يضرب ناقوس، ولا يدخل فيها خمر ولا خنزير. وما كانت من أرض صولحوا صلحًا, فعلى المسلمين أن يفوا لهم بصلحهم. وتفسير ما مصر المسلمون: ما كانت من أرضهم أو أخذوها عنوة. رواه البيهقي، ج 9، ص 202.

ويختم المحقق كتابه بفصل عن "الشروط العمرية" وهي الشروط التي وضعها عمر بن الخطاب وشرطها على أهل الذمة حين صالح نصارى الشام كتاب وشرط عليهم فيه:
1- أن لا يحدثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديرًا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب.
2- ولا يمنعوا كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاثة ليالي يطعمونهم.
3- ولا يؤووا جاسوسًا.
4- ولا يكتموا غشًا للمسلمين.
5- ولا يظهروا شركًا.
6- ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام أن أرادوه.
7- وأن يوقروا المسلمين.
8- وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس.
9- ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم ولا يتكهنوا بكناهم.
10- ولا يركبوا سروجًا.
11- ولا يتقلدوا سيفًا.
12- ولا يبيعوا الخمور.
13- وأن يجزوا مقادم رؤوسهم.
14- وأن يلزموا زيهم حيثما كانوا.
15- وأن يشدوا الزنانير علي أوساطهم.
16- ولا يظهروا صليبًا ولا شيء من كتبهم في شيء من طرق المسلمين.
17- ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم.
18- ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربًا خفيفًا.
19- ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين.
20- ولا يخرجوا شعانين.
21- ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم.
22- ولا يظهروا النيران (الشموع) معهم.
23- ولا يشتروا من الرقيق ما جرت فيه سهام المسلمين.

وإذا خالف "النصارى" شيئًا مما اشترك عليهم فلا ذمه لهم وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١٧ تعليق