CET 00:00:00 - 26/07/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
جلس المواطن الفالتة النابغة في بلاد "الفتة" الشهيرة التي تقع على الحدود الجنوبية الشمالية الغربية اللولبية لبلاد ما وراء البحار وهو حزين مهموم لأن الحكومة قررت إلغاء الموالد الشعبية والدينية بسبب أنواع الأنفلونزا المتفشية دة غير التيفود وبقية الأمراض المعدية، ودة طبعًا مش على مزاج حضرة المواطن، لسببين الأول: أنه عامل نفسه متدين ومصدق، التاني لأنه مش فارقة معاه موت من حياة لأنه عايش وكأنه ميت.
المهم أنه في بلاد الفتة محدش بيسمع حد ولا صوت يعلو على صوت الفتوى، فطبيعي جدًا أن المواطن يتضجر ويتذمر ودة حقه وطبيعي برضه أن حكومته تطنش وتكبر. 
المهم أن المواطن غضب واحتج وعارض وشجب وأدان كالعادة في كل موقف والحكومة احتارت مش عارفة تعمل إيه عشان تتخلص من زن المواطن، ولكن بهلول المسئول خلصها من حيرتها وأشار على مسئوليها بفكرة عبقرية ألا وهي: بما أن الشعب بتاع بلادنا بلاد الفتة هو شعب غلبان وبيعاني من الهبل أشكال وألوان وعامل نفسه بتاع الدين والإيمان .... إحنا ممكن نستغل النقطة دي ونعزف بمهارة على الوتر دة.
فتعجب أحدهم وقاطعه: وضح إزاي يا عبقري عصرك وأوانك ومتسرحش بينا وللا فاكر نفسك في حوار تليفزيوني؟!
فأجابه بهلول المسئول بابتسامة صفراء مصطنعة: الموضوع بسيط حضرتك، وهو بما أن الشعب بيعاني من تعاطي مخدرات التدين إحنا نسعده ونديله جرعة مكثفة، ونمرر كل قرارات حكومة بلدنا المصونة بالأفيونة اللي أدمنها الشعب (الدين) وكل قرار ننفذه من غير ما نتعب أو نحتار من خلال مجلس الفتة المحلي لصناعة الفتوى، وبكدة نخلص من زنه وهمه.
ودلوقتي إحنا نطلع عضو من أعضاء مجلس الفتة المحلي على شاشات التليفزيون ويقول أن حضور تلك الموالد في ظل وجود الأوبئة لا يجوز شرعًا وبكدة هتلاقي الشعب هدي وأرتاح، وكل مشكلها وليها حل في مطبخ الفتة بتاعنا.
فسكت الجميع وأبدوا إعجابهم وموافقتهم بالفكرة وقالوا: معاك حق يا بهلول يا مسئول لكن هنعمل إيه في حكاية الحج والعمرة؟ خصوصًا أن وصل لبلدنا موضوع النقابات دة وبقى عندنا نقابة أطباء مسئولة ووزارة صحة كمان، ولو قولنا شيء غير اللي بيقوله العلم هتلاقي منظمة الصحة العالمية هتنتقد تصرفاتنا المحلية؟
فسكت بهلول للحظات وقال: نفكر وأكيد هنلاقي لها حل، ما أنا قلتلكم مع مطبخ الفتة مفيش مستحيل وكل أزمة ليها طريقة.
شكره رئيس المسئولين على مجهوده العظيم، وذهب للاجتماع برؤساء مطبخ الفتة المحلي للاتفاق على شئون البلاد والعباد.

عادي في بلادي: نواجه كل الأزمات بطرق علمية فتوية وبعد كل ذلك يدّعي البعض أننا بدولة مدنية!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق