بقلم: هيام فاروق
لم يمر أسبوع إلا ونسمع عن حادث إضطهاد أو ممارسة عنف ضد الأقباط سواء من الإخوة المسلمين أو من جهات أمنية، وأخيرًا جاءنا "المحافظ/ عادل لبيب" بإصدار أوامره بهدم مبنى تابع للكنيسة في محافظة الإسكندرية، وبسبب هذا القرار غضب قداسة البابا منه واعتذر لأبنائه الأقباط في الإسكندرية عن عدم إلقاء عظته الشهرية، ودام هذا الحال قرابة 3 شهور لاستنكاره لقرار السيد المحافظ، مع أن ذهاب قداسة البابا أو عدمه لا يعني شيء بالنسبة للمحافظ مهما ناحوا ولاحوا أقباط الإسكندرية.. ولكنه حدث مر عليه الكثيرين قبلي ولكني أكتب اليوم بصدد التعتيم الظاهر على المصالح العامة للأقباط..
فقد شاهدت برنامج إخبارى على قناة الحياة الحمراء، وكان هناك اتصال هاتفي بين أحد مُذيعي البرنامج والدكتور ثروت باسيلى وكيل المجلس الملي، والحقيقة أعجبني جدًا رد الدكتور ثروت عندما سُئل: هل هناك خلاف بين قداسة البابا والسيد محافظ الإسكندرية؟ فأجاب قائلاً : أولاً لا يوجد أحد مفوض بالرد عن لسان قداسة البابا سوى قداسة البابا نفسه.. أما أنا أؤكد أنه لا يوجد خلاف شخصي بينهما، ولكن الذي أريد أن أقوله: اذهبوا بأنفسكم لتروا ما فعله المحافظ، وانظروا بأنفسكم هل المبنى مُهدم أم غير مُهدم؟ هذا كل ما أستطيع قوله. وانتهت المحادثة إلى هذا الرد البليغ، وبعدها عقّب المذيع على إجابة الدكتور ثروت قائلاً: أعتقد أن أبلغ شهادة هي إجابة الدكتور ثروت باسيلى عن سبب الخلاف بين قداسة البابا والسيد محافظ الإسكندرية.
انتهى الحديث ولكنه لم ينتهِ بعد.. إلى متى نصمت؟ إلى متى سنظل نتكلم على صفحات النت؟ وأين المسئولين المفوضين بالدفاع عنا من الأساقفة الذين لهم حق الكلمة الأولى في قضايانا القبطية كقضية أبونا متاؤس وهبة المحبوس ظلمًا وفوضت له الكنيسة محامين وسيعطى 60 نيشانًا ويرتدى الزي الكهنوتي مرة أخرى عند خروجه بعد 5 سنوات كما قال الأنبا بيشوى ونحن صامتين طوال 5 سنوات؟
بالله عليكم لماذا لا يذهب أحد الأساقفة إلى قناة الشفاء والمعجزة والحياة وسات 7 -حيث أن هذه القنوات تبث من الخارج وليس لأحد سلطان داخلي عليها-، ويعطي لهم مجمل الأحداث الأسبوعية التي نتعرض لها نحن الأقباط وكهنتنا وأديرتنا وكنائسنا لتنشر على الملأ وفي الفضائيات وليس على صفحات النت الغير متاحة للجميع؟
لماذا لا نعرض كل قضايانا بكل شجاعة من قِبَل المسئولين والرعاة ونفتح هذه الدمامل والخراريج ليتم علاجها وإستئصالها إن أمكن؟ ليت آبائنا يكرسون بعض أوقاتهم التي يظهرون فيها على بعض الفضائيات دون داعي، ويأخذون استجواباتهم في جرائد صفراء وحمراء وخضراء وأحيانًا يفقدون الصواب بنطق أسماء بعض الآباء الكهنة المشهود لهم بقوة تمجيد اسم الرب مثل أبونا (مكاري يونان) الذي نطق اسمه أحد الأساقفة باسم (صبرى يونان) دون أدنى اعتبار لقدسية كهنوته المقدس، وهكذا الأنبا تكلا باسم تكلا ونسى أنه يومًا ما كان اختيار الرب له بالكهنوت مثله تمامًا.
ليتنا نبدأ من الآن بإرسال طلباتنا الملحة في عرض قضايانا على الفضائيات بمصداقية كاملة دون تهوين أو تهويل، وبطريقة هادئة تليق بحقنا كأبناء ملك الملوك ورب الأرباب.
و ليتنا أيضًا نتحدث كمسيحيين من كل الأمم والقبائل والشعوب وليس كأرثوذكس فقط أو كاثوليك فقط أو بروتستانت فقط، فقد حزنت جدًا عند نشر خبر في موقعنا المبارك هذا عن صلاة أخوة أحباء من البروتستانت من كنيسة النعمة حيث طردهم رجال الأمن وأكملوا صلاتهم في الشارع ممتزجة بدموعهم وهم يرنمون ترنيمة ما أبهاك ما أبهاك، كم كان منظرًا حزينًا للغاية.. ألا نتعاطف مع هؤلاء؟ وما أدهشني أني علمت أنه قد تم إنقاذ هؤلاء من قِبَل رجل أعمال أرثوذكسي من أراخنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هذا هو عمل النعمة يا أحبائي.. هذا هو الإنجيل الذي نقرأ فيه عن مثل السامري الصالح وعن المحبة وليتنا نستنير ونتشجع ونتكلم ونجاهر وندافع عن حقوقنا بالحق والسلطان الممنوح لنا كأبناء الله.
من المؤسف والمحزن أن أسمع عن أحد القساوسة البروتستانت كالقس إكرام لمعي الذي كان يجب أن يشترك مع أبونا مرقس عزيز في تأييده بإلغاء المادة الثانية من الدستور بدلاً من مهاجمته على غير حق ومهاجمة قداسة البابا الذي أحيانًا يستخدم سلاح الصمت كأقوى وأردع سلاح للدفاع عن حقوقنا نحن أبناءه الأقباط، لا أن نؤيد قرارًا نراه جميعنا خاطئًا حتى أن بعض إخوتنا المسلمين المعتدلين يرفضونه معنا، ليس لأننا داخل الدولة فلا بد أن نؤيد كل ما يصدر ضدنا.
لا.. لا.. لا.. ليتنا كلنا أبونا مرقس عزيز.. وإن كنا لا نستطيع أن نكونه أو نكون مثله في قوته وشجاعته التي لم تختلف أبدًا أثناء تواجده فص مصر من خارجها..
فلنصمت ولندع من هو قادر أن يتكلم فليتكلم. |