الهجمة المرتدة

بقلم: ماجد سمير
زكريا صبي القهوة الشهيرة في الجيزة واسم شهرته فتحي، ومافيش حد عرف العلاقة بين زكريا وفتحي وإزاي واحد اسمه الحقيقي مالوش دعوة بإسم الشهرة، خرج من الوردية حزين جدًا لأن الأهلى إتغلب من حرس الحدود، وطول الشغل كان متعصب جدًا لدرجة إنو زغق مع الزباين ومع المعلم صاحب القهوة وكان ممكن الليلة ما تعديش على خير، روّح البيت وأول ما دخل على مراته سألته مالك؟ قال أنا زهقان ما تتكلميش كتير، الست أم العيال هو مسميها كدا رغم إنهم ماخلفوش غير ولد واحد بس زكريا أو فتحي هو ومراته ربوا إخواته الثلاثة اليتامى فعلشان كدا سماها أم العيال ردت عليه وقالت آه يبقا الأهلي إتغلب... سكتت شوية وكملت كلامها وقالت هما كانوا بيلاعبوا مين؟، جوزها رد من تحت الضرس وقال حرس الحدود، ضربت أم العيال على صدرها وقالت يا نهار أسود هما حرس الحدود سابوا الحدود وقاعدين يلعبوا كورة؟.... بالذمة دا كلام؟، صرخ فيها وقال بس ياولية إنا مش ناقص اسكتي.
أم العيال زي كل الستات مغلوبة على أمرها أخذت الكلمتين وراحت داخلة المطبخ وهي بتكلم نفسها وبتقول: لازم كل واحد يشوف شغله.. إيه الحرس اللي يسبوا اللي وراهم ويقعدوا يلعبوا، هو كل الناس في البلد دي مقضيينها كدا لعب وبس، وفضلت تقول كلام كتير كله في نفس السكة لحد ما جاه صوت جوزها من برة، إنتِ بتكلمي نفسك، إتجننتي وللا إيه، حضري لنا لقمة ناكلها، ضحكت وقالت له لما اكلم نفسي أحسن ما اكلم حد غريب، هو أنت ماسمعتش الأستاذ فوزي المحامي اللي ساكن فوق وهو بيقول الواحد يكلم نفسه أحسن ما الأمن يتهمه إنو بتخابر مع حد أجنبي والموضوع يبقا تدخل في الشئون الداخلية، ضحك الراجل أبو إسمين حسب ما أم العيال بتحب تناديه لما تتدلع عليه فراحت طالعة من المطبخ وهي ماسكة الكبشة وقالت له أيوة كدا اضحك يا راجل هي الدنيا ناقصها نكد بلا أهلي بلا زمالك.. وضحكت وقالت له ما يمكن الحدود غلب الأهلى لأنه كان عايز يهرب حاجة برة أو لجوة.. فيديو مثلاً وللا غسالة.
وبعد شوية طلعت ومعاها العشاء وقالت له يا راجل أنت مش فاكر الأستاذ فوزي لما قعد يقول لك إن الأهلي والزمالك دول الأفيون اللي ساطلين الشعب بيهم، ولما أنت رديت عليه طب ما أوربا وبقية الدول فيها كورة وناس بتشجع ومجانين أكثر مننا، قال لك أيوة بس الناس دي بتلعب وقت اللعب وبتشتغل وقت الشغل لكن إحنا سايبين كل حاجة وبنلعب وعملنا اللعب جد وركزنا فيه زيادة عن اللزوم ومع ذلك مش عارفين قواعد اللعبة ودخلنا عليها الدين وبقينا بنفوز علشان إحنا مؤمنين وربنا راضي عنا تمام الرضا والأهلى نادي القيم والأخلاق علشان كدا بيحقق بطولات وعنده لاعب مؤمن وخلوق، طب الموقف أيه دلوقتي بعد ما إتغلب، دخل فوزي في نفس اللحظة وقال الله ينور عليكي يا أم العيال وبص على زكريا أو فتحي وقال له بصوت ساخر إن ربنا كان زعلان علشان الخطة الجديدة بتعتمد والعياذ بالله على الهجمة المرتدة.