بقلم: مجدي جورج
للصحافة والإعلام والأضواء سحر يوقع الكثيرين في حبائله من ضعاف النفوس ومن المتهافتين على الشهرة والتلميع، فيجد فيهم الصحفيين صيدًا سهلاًَ ويستطيع الصحفي من هؤلاء استنطاق هؤلاء المتهافتين وتوجيه دفة حديثهم إلى الوجهة التي يريدها موقعًا صاحبنا المتهافت في أخطاء لا تعد ولا تحصى.
وهناك نوع آخر من المتهافتين وفيه نجد أن المتهافت يسرع من نفسه ولأجل أغراض في نفسه ولمصالحه الخاصة، نجده يدلي بتصريحات وأقوال أكثر من المطلوب منه بل وأكثر من أن يستطيع ذو الشأن الإدلاء بها.
النوع الأول تذكرته عندما قرأت حديث بجريدة الأهرام المسائي أدلى به أحدهم وصف من قبل المحرر بأنه من أبرز نشطاء المهجر بأستراليا، وحقيقة لا أعرف ما هو المقياس الذي استخدمته الجريدة كى تقول أنه أبرز نشطاء أقباط المهجر في استراليا؟
ولكن هذا هو دأب الصحافة المصرية دائمًا، فهي تحاول اصطياد بعض المتهافتين من أصحاب "عبده مشتاق" كي تزرع الشقاق بين أبناء الحركة القبطية، فعلتها الصحافة المصرية سابقًا مع بعض المتهافتين ولمّعتهم كثيرًا وعندما استنفذت الصحافة والنظام غرضه منهم انحسرت عنهم الأضواء فجأة كما لمعوا فجأة.
وهنا لن أناقش كل ما قاله ذلك الناشط ولكني سأرد عليه بنقاط بسيطة:
- نحن نعرف أيها الأخ الفاضل أن الكلام غير ممنوع في مصر حاليًا ولكن هل تعرف لماذا هو غير ممنوع الآن؟ السبب يرجع في جزء كبير منه إلى نضال الأقباط في الخارج الذين تمكنوا من بث روح الانتقاد والاعتراض للجميع في مصر من خلال مؤتمراتهم التي عقدوها في الخارج ومن خلال مظاهراتهم التي ما كان يجرؤ احد على تنظيمها في الداخل، ولكن الآن تم كسر هذا التابو ورأينا أطياف من الشعب في داخل مصر تقف مع الأقباط وتخرج في وسائل الإعلام المختلفة منتقدة الظلم والاضطهاد الواقع على الأقباط، وما كان لهؤلاء ان يتحركوا ويتكلموا لولا أقباط الخارج.
- الكلام كما تقول غير ممنوع الآن في مصر ولكن للأسف الأفعال ممنوعة، فالكل يعرف بمدى الظلم الواقع على الأقباط بما فيهم الظلمة أنفسهم ولكنهم لا يغيرون شيئًا، لذا لا بد من استمرار العمل من الخارج أيضًا كي تتحول الأقوال إلى أفعال تترجم على الأرض لصالح الأقباط، طبعًا مع عدم إهمال العمل من الداخل فالعمل متكامل بشقيه الخارجي والداخلي.
- تقول معترضًا على المؤتمر القبطي الأخير الذي عُقد بالنمسا لا يجوز للأقباط أن يدعو شخصية من السلطة النمساوية لمؤتمرهم، أفلا تعلم يا سيدي أن مسلمي البوسنة والهرسك دعوا الأمريكان والأوربيين ليس إلى الضغط الدبلوماسي فقط بل إلى التدخل العسكري ضد الصرب حتى تمكنوا من أقامة دولتهم، وفعل مثلهم ألبان كوسوفو وكونوا دولتهم المقتطعة من صربيا، ونحن لم نطلب إلا بعض الضغوط الدبلوماسية من دول العالم الحر على النظام المصري كي ينال القبطي حقه ويعيش في بلده متساوي في الحقوق والواجبات مع جاره المسلم، ولم نطلب أبدًا أكثر من هذا، فهل حلال على الجميع وحرام على الأقباط فعل ذلك؟
النوع الثاني من المتهافتين تذكرنه عندما قرأت التصريحات التي أدلى بها أحد الأطباء المسيحيين المشهورين -له قضية شهيرة تتعلق بانتظاره سنوات ليأخذ تصريح بناء كنيسة وما زال ينتظر- لصحيفة المصري اليوم والذي كان كاثوليكيًا أكثر من البابا كما يقول المثل، وأكتفي عليه بالرد في الآتي:
- لم يخرج أبدًا أي مسئول في مصر ليدعي ولو مرة واحدة أن الحكومة قد أعطت للمسيحيين تصاريح ببناء 250 كنيسة في عام 2005 رغم كل ما كُتب حول المظالم التي يتعرض لها الأقباط في هذه النقطة، ورغم أن كل الاعتداءات التي تتم على الأقباط الآن سببها هذه المشكلة ولكن رغم ذلك لم يستطع أي مسئول مهما كان أن يدّعي أن الحكومة قد منحت الأقباط هذا العدد الكبير من التصاريح، بل لم يدّعيه علينا كبار الإسلاميين المتطرفين الذين ادّعوا أن الأقباط يملكون نصف ثروة مصر، ولكن للأسف فعل هذا رجل قبطي منا وهو شريف دوس.
- يطالب الرجل أقباط المهجر بوقف أنشطنهم السلبية كما يدعي ويقول أنه الآن فإن المسلمون يزودون عن الأقباط، وهذا كلام فيه شيء من الصحة ولكن سبب زود المسلمين المستنيرين عن الأقباط هو الأقباط أنفسهم الذين تمكنوا من نقل معاناتهم إلى شركائهم في الوطن، والآن تأتي سيادتك وبدل من أن تقول استمروا وأكملوا المسيرة تقول لنا توقفوا لأن هناك أناس يدافعون عنكم، متناسيًا المثل القائل "ماحك جلدك إلا ظفرك"، فهل نترك هؤلاء المستنيرين وحدهم ونقف من بعيد لنتفرج عليهم وهم يُقتلون كما فعلوا مع فرج فودة أو تُصادر أعمالهم كما فعلوا مع كل الشرفاء والمستنيرين؟!!.
- تقول يا رجل أن هناك مؤتمرات قد عقدت في الداخل بين بعض أقباط الخارج والداخل وبين ممثلي الأمن القومي أي المخابرات، فقل لى بالله عليك ما هي نتائج هذه المؤتمرات؟
وهل ملف الأقباط ملف قتلة ومجرمين ليناقش مع جهات أمنية أم هو ملف حقوق إنسان وملف تشريعي يجب أن يُناقش مع التشريعيين والمهتمين بحقوق الإنسان؟
- وتضيف يا رجل أن ممثلي الأمن تفهموا مطالبكم وأظهروا الدراية الكاملة للتمييز الواقع ضد الأقباط وقالوا أن الأمور ستُحل تدريجيًا، أفلا تعرف يا سيدى أن دولتنا قادرة ويدها قوية وإذا كانت تريد التغيير ستجرى التغيير فورًا وليس تدريجيًا كما خدعوكم وقالوا لكم ذلك وما زالوا يقولونه بحجة التوازنات المعتادة، أي أننا لا نستطيع أن نعطيكم حقوقكم كاملة خوفًا من الإسلاميين.
يا سيدى النظام قادر ولكنه لا يريد إعطاء الأقباط حقوقهم فلا تنخدع فيهم.
فى النهاية أردد بيني وبين نفسي المثل القائل "ربى اكفني شر اصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم".
Magdigeorge2005@Hotmail.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|