نظرية المؤامرة

الراسل: سامي يوسف
يوجد لدى المصريين وباقي شعوب بلدان الشرق الأوسط اعتقاد راسخ بنظرية المؤامرة, وحسب تلك النظرة فإن أكبر وقائع تاريخنا الحديث ما هي إلا نتائج المخططات التي وضعتها القوى العظمى, فانفصال سوريا عن مصر عام 1961, وحرب اليمن عام 1962, وكارثة الخامس من يونيو/حزيران عام 1967 وعدم استكمال عملية العبور العظيمة لقناة السويس عام 1973 لتحرير سيناء كلها، وزيارة أنور السادات للقدس بعدها بأربع سنوات, وتوقيع معاهدة كامب دافيد بين مصر وإسرائيل...إلخ، كل ذلك ليس إلا نتائج مباشرة وترجمات عملية لتلك المخططات التي يعتقد الكثيرون انها وُضعت من طرف القوى العظمى ليسير التاريخ وفق مخططاتها وأهوائها.
من بين كل فئات الشرق الأوسط تجد المتأسلمين أكثرهم ترويجًا لنظرية المؤامرة, والماضي القريب الذي يعود لأقل من ثماني سنوات وجدنا من الخبثاء من يطلق إشاعة ضلوع إسرائيل في أحداث 11 سبتمبر -بادعاء مكوث 2000 يهودي من العاملين في برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك لعلمهم مسبقًا بالهجوم(!!)-، وكذلك وجدنا من البلهاء من يصدقها بل ويكررها بدون وعي حتى تغيرت كلمة (يهودي) إلى كلمة (إسرائيلي) في بعض صور تلك الكذبة.
الإشاعة أطلقتها وزارة الداخلية السعودية بعد أن اتضح وجود خمسة عشر سعوديًا من مجمع التسعة عشر من المجرمين الذين نفذوا الهجوم.
الإخوان وباقي الفرق المتأسلمة يرون -ويروجون في أدبياتهم- أن تاريخ منطقتنا هو تاريخ الصراع بين الإسلام والمسيحية واليهودية، وأن الحروب الصليبية لا تزال مستمرة ولكن من خلال أشكال مختلفة, بل ويعطون للعامل اليهودي أهمية كبري, فهم يعزون له جل كوارث المنطقة بدون أدنى تفكير في مسئولية الحكام -وإلى حد أقل, الشعوب- عن كثير من تلك الكوارث.
عندما خطب رئيس أمريكي محدود الذكاء في جنوده عام 2003 مشيرًا إلى أهمية الحرب في العراق خانه التوفيق, فاستخدم كلمة crusade بدلاً من كلمة campaign, قامت القيامة ولم تقعد حيث استخدم المتأسلمين البعد التاريخي للكلمة ومعناها الحرفي -حرب صليبية- بدلاً من البعد المعاصر والمعنى المجازي وهو الحملة ضد مبدأ معين.
على موضوع: أمريكا أو إسرائيل!!