مخاوف من فتنة طائفية في مصر إذا سمح للأقباط بإقامة الموالد

الصوفيون يهددون بالخروج من الأحزاب وعدم المشاركة بالإنتخابات
الصوفيون: أبعاد سياسية وراء إلغاء الاحتفال بمولد السيدة زينب  
أكد الصوفيون أن احتمال حدوث فتنة طائفية بسبب إنفلونزا المكسيك او (إيه/اتش 1 ان 1) وارد إذا سمحت الحكومة بإقامة موالد أخرى، وأعربت الطرق الصوفية في مؤتمر صحافي شارك فيه عدد من الطرق منها العزمية، والشبراوية، والشهاوية، والجوهرية، أن قرار منع الموالد قد ألحق أضرارًا بالغة بالصوفيين الذين يسترزقون من هذه الموالد، معربين عن خوفهم من تحول هؤلاء الى مجرمين بسبب إلغاء هذه الموالد.
وكان عبد العظيم وزير، محافظ القاهرة، قد اصدر قرارًا بمنع إقامة مولد السيدة زينب لتجنب انتشار فيروس إنفلونزا (ايه/اتش1 ان1 ) حيث يتوافد جموع غفيرة من الصوفيين إلى هذا المولد سنويًا، يصل عددهم تقريبًا الى مليون ونصف، وهو ما قد يسبب كارثة. وقرر المحافظ الاكتفاء بصلاة المغرب في حضور رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور نائب الدائرة، واتبع محافظ القاهرة محافظتي كفر الشيخ والغربية في القرار.

وجاء قرار عبد العظيم وزير بعد إعلان غرفة الأزمات المركزية بمجلس الوزراء قرارها بإلغاء الموالد في كل محافظات الجمهورية، تخوفًا من أن تصبح مرتعًا خصبًا لانتشار الوباء، بسبب ازدحامها الشديد في أجواء سيئة التهوية، وذلك بناء على توصية من لجنة تم تشكيلها لدراسة القرار، ضمت ممثلين عن وزارة الصحة ووزارة الأوقاف والجامعات ونقابة الأطباء ومنظمة الصحة العالمية.
تسبب القرار فى امتعاض الصوفيين، اذ رأى بعضهم أن وراء القرار أبعادًا سياسية، بينما ضربت بعض الطرق بالقرار عرض الحائط وأقامت موالد كما حدث فى مولد السيد البدوي بأقصى جنوب مصر وفي مولد سلامة الراضي، والحامدية الشاذلية.

وخيم حفل تأبين المطرب الاميركي الراحل مايكل جاكسون على المؤتمر واستغل الصوفيون عدم منع الحكومة الأميركية للحفل وحضور اكثر من 11 ألف شخص في انتقاد قرار الحكومة بمنع إقامة الموالد، واعتبر الشيخ علاء أبو العزايم شيخ، الطريقة العزمية، القرار مبالغًا فيه بالنظر الى موقف الحكومة الأميركية من حفل تأبين المطرب مايكل جاكسون قبل اسبوعين، الذي حضره الآلاف من الناس والزحام، على الرغم من وجود نسبة كبيرة مصابة بإنفلونزا المكسيك، وأعرب أبو العزايم عن خشيته من "قيام الدولة بعد ذلك بمنع صلاة الجمعة والتراويح للسبب نفسه"، وأوضح ان الصوفية لن يسيروا على نهج الإخوان المسلمين ويحتجوا في الشوارع، ولن يقوموا بأعمال إرهابية اعتراضًا على قرار المنع قائلاً " إننا لنا وظيفة وهي التربية على الأخلاق وليس في برامجنا التظاهر".
أما شيخ الطريقة الحبيبية محمد الجبيبي فقال إنّ الطرق الصوفية لن تسكت وستضغط على الحكومة لإلغاء قرار منع الموالد، ملمحًا الى خروج أبناء الصوفية من الأحزاب السياسية، وعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وقال ان محافظ القاهرة "استقوى بقراره على الصوفية لكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك مع النادي الأهلي".

وأكدت الطرق الصوفية في بيان لها، حصلت "إيلاف" على نسخة منه، ان الحكومة اذا سمحت بإقامة موالد أخرى في إشارة الى موالد المسيحيين بعدما منعت الصوفيين فإن "حدوث فتنة بسبب قرار المنع وارد". ويحفل شهر أغسطس/آب بموالد قبطية عديدة على رأسها مولد السيدة العذراء في الأيام الأولى من شهر آب/أغسطس، ويجذب أيضًا أعداد غفيرة من الأقباط. وأعرب الصوفيون أيضًا في البيان عن خشيتهم ان" يكون قرار المنع مقدمة لإلغاء الحج والعمرة "، وقد دعا وزير الصحة الى عدم ذهاب الاطفال والشيوخ ومن يعانون من الامراض المزمنة الى العمرة هذا العام تجنبًا للإصابة بالفيروس بعد ان توفيت اول حالة لسيدة مصرية قادمة من السعودية بعد ادائها للعمرة.
وطالب الصوفيون في البيان عبد العظيم وزير بالعدول عن القرار، مشيسرين الى انه " تسبب فى أضرار مادية بالغة بالتجار الذين يترزقون من الموالد، وتخشى الطرق الصوفية من تحول هؤلاء لمجرمين "، واكدوا انه إذا كانت إقامة الموالد في المساجد "يمكن أن تساعد على انتشار أنفلونزا المكسيك إلا أن السرادقات لا يمكن أن تكون كذلك لأنها جيدة التهوية".