بقلم: زهير دعيم
إنّها بركات.....
بركات تدخل صالونك فتشيع الدفء والإيمان في النفوس ، فتُفرح القلوب ، وتُنعش الأرواح ، فيعلو الحمد والتسبيح والترنيم .
بركات منذ أن رأت النّور والربّ يتمجَّد ويزيد مجدًا ، فيعلو ويتعالى ، ويسمو ويتسامى ؛ وهو مُستحقّ .
بركات أحبّ أن أعدّدها واذكر أسماءها ، ولكنني أخاف أن أقع في النسيان والسهو ، فهي في ازدياد ونمو..
الحياة ، الشّفاء ، الكرمة ، نور سات ، سات 7 ، المعجزة ، أغابي، عشتار وغيرها .
قنوات فضائية مباركة حقًّا ، تحكي العربية الفصحى والمحكية بكل اللهجات حتى المغربية والفارسية .، تحكي عن يسوع والخلاص ، وتنقل الخبر السارّ بأسلوب مشوِّق ، قريب من القلب والوجدان ، فلا يستطيع لسانك إلا أن يُردّد ويُرنِّم ويقول : مجدًا...قدّوس قدّوس.
كنا إلى سنين خلت وفي كثير من المناطق ، حتى في جليل الربّ والأرض المقدسة برمتها ، كنّا نعيش جفافًا روحيًا ، فلا يعرف غالبيتنا الا أسماء الأعياد ، ولا نفقه الا بالقشور . نعرف عن الرّاعي ، نعرف اسمه ونعتز به باللسان فقط ، ولكننا في سوادنا الأعظم ما عرفناه حقًّا وما اختبرناه ، وما شاركناه حياتنا وأرواحنا وبيوتنا ، وما حمل عنّا همومنا وأتعابنا ، لأنّنا ما دعوناه.
لقد جاء العلم والتقنية ، فدخل النور الحقيقي إلى كلّ بيت ، وغدا الترنيم عادة جميلة ، وامّحت حواجز الطوائف ، وبات المسيح هو الرأس ؛ لأنه كذلك ، واضحي يسوع هو الشَّبع والماء الحيّ لحياتنا ونفوسنا.
أنا لا أنادي الآن بمحو الطوائف ، رغم انني احبّذ ان يكون جسد الربّ واحدًا في كلّ شيء ، ولكنني أنادي الآن بالوحدة في الإيمان ، والوحدة في التبشير ، والوحدة في الصلاة والصوم والعطاء والبناء ، واظهار الوجه الجميل والحلو لأحلى اله وأروع سيّد.
أكاد أطير فرحًا وأنا أرى قسّيس إنجيلياً يستضيف كاهنًا ارثوذكسيًا او كاثوليكيًا في برنامج ما ، او بالعكس كاهنا يستضيف قسًّا ، فيروح الكلّ يحكي عن الملك/ وعن أفضاله وفدائه ، فنزرع الأمل في النفوس التعبى ، وننزع الشؤم والأوهام وبذرة الشرّ والشيطان.
لست افشي سرّا إن قلت لكم أنّ تلفازي في غرفة نومي لا ينام ، يبقى يبثّ الوعظات والترانيم والتسبيح ، فكلّما هجرني الكرى رحت أشارك في الترنيم والتسبيح والتمجيد .
نضرع إلى الربّ الإله أن يديم علينا نعمه وفضائياته ، ووعّاظه ، وأن يزيدها ويمدّها بالمدد والعون ، وأن يلتفت إلى مئات وآلاف الفضائيات التي تبثّ البشارة بكل لغة ولهجة من لغات ولهجات العالم ، حتى تصل البشارة الى كل ركن وزاوية وزُقاق ، وحتى تذوق كلّ نفس حلاوة السيّد ، ومذاق الخلاص الطيّب ، وحتى نركن كلّنا الى الصّدر الحنون الذي لا يرفض احدًا ، بل يقبل كلّ الناس من كل شعب وقبيلة ولسان وأمّة .
هيّا نصلّي لأجل هذه القنوات المسيحية ، ولأجل كل من حمل لواء البشارة وطاف وجال ينشر الخبر العظيم المفرح.
هيّا نُصلّي لأجل القائمين على هذه القنوات ، التي لعبت وما زالت تلعب دورًا كبيرًا في التثقيف الروحيّ ، في زمن مضى كان الغبار والركود يملآن الأجواء.
دعونا نُمجّد الربّ دومًا...فإنّه يستحق وأكثر . |