CET 00:00:00 - 21/07/2009

مساحة رأي

بقلم : نشأت عدلى
غَضِبَ الرب على الكتبة والفريسيين وأخرج من فمه الطاهر ويلات كثيرةعليهم ( متى – 23 ) وذلك بعد أن كلمهم  كثيرا عن المحبة والإيمان والعدل مع شعب الله الذى أخرجة من مصر بذراع قوية ، ولكنهم لم يصغوا إليه ،  وصار كمازح فى اعين أصهارة ، لأنه كان يريد أن يجمعهم كفرد واحد تحت مظلتة ، مظلة الحب والإيمان الصادق الذى لا يحتمل الرياء ، كان يريد أن يكون كل أبنائه جسد واحد فى الإيمان والسلوك والمحبة ، الكهنة والشيوخ والفريسيين والشعب ، ولكنهم رفضوا ، حفاظا على صورة مكانتهم ومناصبهم ، لئلا الرومان يأتوا ويأخذوها منهم ويصبحوا بلا وظيفة وبلا منصب يستمدون منه قوتهم وتحكّمهم فى الشعب الذى يطيع فى سكوت دون أية تفكير ،  لثقتة وتأكده من  أمناتهم عليه وعلى وصية الله التى  يعرفونها أكثر منه ، لذا كان فى طاعتهم ، دون أية مناقشة أو تفكير ، واستغل الكهنة والكتبة هذه الطاعة وهذا الخضوع والخنوع أقصى إستغلال بدءأ من المتاجرة فى هيكل الرب ، إلى كل وسيلة تحافظ على زيادة مورد أرباحهم دون نقصان ، ولم يعنيهم فى الشعب ومشاكله إلا عشوره وبكوره ، وبعد هذا مُباح له أن يفعل مايشاء ، لقد نسىَّ الكهنة والكتبة والفريسيين قوانين الله وشرائعة أمام إغراءات عديدة ، ونسوا قوة الله التى أخرجتهم من مصر ، وكيف خرجوا !! بل كيف عالهم فى البرية أربعين سنه يقتاتون من خير الرب وبركاته كجسد واحد ،  إلى أن أوصلهم إلى أرض الميعاد بعد نُصرتهم على كل من حاول أن يعتدى عليهم سواء إنسان كان أم حيوان  ،  بل كانت عنايتة فائقة إلى الدرجة التى تجعل الإنسان يرتمى فى حضن الله حبا ووفاءً ، فهاهو يقول على لسان زكريا - 2 - من يمسكم يمس حدقة عينى !!!! لمن هذا يارب !!؟؟ لنا نحن !! نعم لكم أنتم  ولكن إن حافظتم على عهدى وإتبعتوا وصيتى وكنتم واحدا فىَّ .

عناية الله بشعبة ورعايته لهم لم تُعلّم الكهنة أنه بقوة الرب وقدرته يفعل كل شيئ ، وبقدر ما نقترب منه بهذا القدر عينه بل أكثر يقترب هو منا ويحوطنا بذراع قوية لا يستطيع أن يغلبها أعتى عتاة المسكونة ، ليست إذن بقوة الكتبة والفريسين الأولياء عليه ، أو حتى بصلاتهم  ، بل بقوتة هو فقط  ،  وبإرادتة هو فقط ،  لئلا ننخدع فى مظاهر للتقوى ليست بموجوده لديهم ، فهاهو الرب يحذرنا منهم فى ذات الأصحاح متى 23 قائلا على كرسى موسى جلس الكتبة والفريسيون ، فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه ..لكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون .... و كل اعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم و يعظمون اهداب ثيابهم* 6  و يحبون المتكا الاول في الولائم و المجالس الاولى في المجامع* 7  و التحيات في الاسواق و ان يدعوهم الناس سيدي سيدي* 8  و اما انتم فلا تدعوا سيدي لان معلمكم واحد المسيح و انتم جميعا اخوة* 9  و لا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السماوات* 10  و لا تدعوا معلمين لان معلمكم واحد المسيح* 11  و اكبركم يكون خادما لكم* 12  فمن يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع* 13 .

لم ينتبهوا إلى هذه التحذيرات والويلات بل لا يهمهم من الرعاية إلا نجوميتها ، وتحيات الناس لهم ، والقول ياسيدى ، هذه هى الرعاية بالنسبة لهؤلاء الكتبة والفريسين ، ولعدم طاعتهم لوصايا السيد المسيح وكبريائهم الشخصى بأنهم هم حُماة التوراة ، صبَّ السيد المسيح عليهم ويلاته ( 8 ويلات ) ، لأنهم لم يدركوا مقدار البركة التى يأخذونها  ويعيشون فيها ، ولم يشعروا ببركة الرب تحل عليهم لعدم صدقهم ، ولأخذهم الوظيفة الدينية ستار لتحقيق أهداف أخرى ، الله لايوجد فيها ، أجندتهم ليس موضوعها الله والخدمة الحقيقية لشعبه  ، الله فى ظاهر الأجندة ولكنه ليس بداخلها وبالتالى ليس فى داخلهم ، لم يكن الحب الإلهى هو الدافع لجمع الشعب ورعايته ولكنه المنصب والوجاهه  ، لم يدركوا أنها ليست كوظيفة أو مهنة أو ميراث ، بل حب وعشق إلهى من القلب وخدمة لشعبه ،  وكانت سياطهم فقط على فقراء هذا الشعب ، أهملوا حقّ الله فى التعليم السليم للشعب فأهمل الله حقهم ، وجازى الشعب على توانيه وصمته ، لم يهتم الكتبة والفريسين أن يجعلوا الشعب إخوة متحابه ، بل كانوا متربصين كل ٌ للأخر ، ومتصيدين لأخطاء الغير مُغضين النظر عن أخطائهم بل هم مُغفليها بل ناسين أن لديهم أخطاء لأنهم بلا خطية ، أو معتقدين أن الله سيغفر لهم خطاياهم بالإكراه مكافائة لهم على تعبهم فى خدمتة ، وصدقوا أنفسهم فى أدوارهم التى لعبوها بمهارة ، لم يرجعوا إلى ماضيهم ويتعظوا من قوة الله التى سارت معهم رحلة حياتهم  ، بل كانت على لسان الذين يعرفونهم ، فقد نصحَ أحيور اليفانا رئيس جيوش نبوكد نصر قائلا له عن هذا الشعب ..

(يهوديت – 5 )  و حيثما دخلوا بلا قوس و لا سهم و لا ترس و لا سيف قاتل الههم عنهم و ظفر 1لم يكن من يستهين بهؤلاء الشعب الا اذا تركوا عبادة الرب الههم* 18  فكانوا كلما عبدوا غير الههم اسلموا للغنيمة و السيف و العار* 19  و كلما تابوا عن تركهم عبادة الههم اتاهم اله السماء قوة للمدافعة* 20  فكسروا امامهم ملوك .. هذه شهادة لشعب الله الواحد ولكن الفريسين والكتبة لم يفهموا أو أن يتعظوا هم وشعبهم ومدينتهم .. ولما لم يجد منهم فائدة صبَّ عليهم لعنتة الأخيرة – يا اورشليم... يا قاتلة الأنبياء ...كم مرة أردت أن أجمع أولادك ....... ولـــــم تــــــريـــدوا .. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا -  وهى للأن تعانى من هذا الخراب  ونحن أيضا سوف نعانى منه إن لم نستجيب إلى نداء الرب .

إن ندائه بسيط ولا يحتاج إلى مجهود ، الله بذاته يريد أن يجمع أولاده تحت جناحه ليبسط عليهم رعايته ويشملهم بسلامه ويحميهم من العالم الذى تأذينا منه كثيرا ولازلنا ، فلا زالت أورشليم منتظرة شعب الله ليتوب وتتوب معه وبه ، الشعب جميعا , ولا زال الله منتظر أن نأتى إليه جميعا جاثين الركب ليتغاضى عن أزمنة الجهل . 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق

الكاتب

نشأت عدلي

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

أورشليم الـمُنتـَظرة

رحلة حب

الضحكات الباكية

قضية تتمخض

دمـعـة عــاصيـه

جديد الموقع