CET 08:19:14 - 18/07/2009

أخبار عالمية

الأهرام - برلين‏:‏مازن حسان

بعد مرور أكثر من أسبوعين علي حادث اغتيال مروة الشربيني داخل محكمة دريسدن‏,‏ احتدم الجدل في المانيا حول تفسير الدوافع الحقيقية وراءه‏,‏ وانقسمت الآراء ما بين مؤيد للموقف الرسمي الألماني الذي تبنته المستشارة الألمانية ميركل وجميع المسئولين وهو أن الحادث رغم بشاعته لا يتعدي كونه حادثا فرديا لشخص متطرف معاد للأجانب وليس للإسلام ولا يعبر عن الوضع الحقيقي للمسلمين في المجتمع الألماني وما يتمتعون به من حريات‏.‏ وبين من يري أن جميع ملابسات اغتيال مروة الشربيني داخل ساحة القضاء الألماني بما في ذلك التدخل الخاطئ لرجل الشرطة الذي أطلق الرصاص علي زوجها بدلا من القاتل‏,‏ إنما هو انعكاس لتيار متنام في الإسلاموفوبيا في ألمانيا يرفض الألمان أنفسهم الاعتراف بوجوده‏,‏ وتتبني هذا الموقف الاتحادات الإسلامية في المانيا والمنظمات المناهضة للعنصرية والمنظمات اليسارية المناهضة للتطرف اليميني في ألمانيا‏.‏

مروة الشربينيويعكس تناول الصحف الألمانية للحادث الآن هذين الموقفين‏:‏ فهناك من يتهم المسلمين بمحاولة استغلال الحادث الذي لا يوجد خلاف حول بشاعته‏,‏ ولكن تفسيره بأنه نتاج مناخ معاد للإسلام إنما هي محاولة لتحويل الأنظار عن الانتقادات الموجهة للاسلام والمسلمين في خارج وداخل المانيا‏.‏ ومن بين أصحاب هذا الرأي كتاب معروفون مثل فولفجانج جونتر ليرش في صحيفة فرانكفورتر الجمانية الشهيرة‏.‏

وتعبر صحيفة هاندلزبلات الألمانية عن الرأي الآخر فنشرت تعليقا وصفت فيه رد الفعل المتأخر للحكومة الألمانية وتعاملها مع الحادث باعتباره حادثا فرديا ولا تريد أن تمنحه حجما أكبر من ذلك‏,‏ بأنه تصميم علي عدم الاكتراث مشيرة إلي أن الإدعاء بأن اعتداء من هذا النوع يواجه برفض كامل من جانب المجتمع الألماني كما يجيء في التصريحات الرسمية لهو أمر غير صحيح‏!!‏ أما موقع هايزة اونلاين‏,‏ فقد انتقد تناول كثير من وسائل الإعلام للحادث باعتباره ذا دوافع عنصرية معادية للأجانب وهونفس الدافع الذي ينطلق منه المحققون‏,‏ رغم أن كل الملابسات تشير إلي أن العداء هنا واضح للضحية بسبب ديانتها‏,‏ كما جاء علي لسان القاتل نفسه عندما تعدي عليها باللفظ وايضا داخل قاعة المحكمة‏.‏ لذلك يطالب الموقع بتناول القضية من هذا الجانب والتصدي لتيار العداء للإسلام في ألمانيا‏.‏

لاشك في أن تيار العداء للمسلمين يشتد في المانيا‏,‏ ووفقا لدراسة آجراها عالم الاجتماع الألماني فيلهلم هايتماير من جامعة بيليفلد‏,‏ فإن‏29%‏ من الألمان يطالبون بوقف هجرة المسلمين لبلادهم‏,‏ في حين يشعر‏39%‏ منهم أنهم غرباء في بلادهم‏,‏ في حين يري‏60%‏ أن الإسلام لا يتماشي مع القيم الألمانية والغربية‏.‏ ويساعد في تغذية هذا الشعور برفض المسلمين بعض القوانين التي تؤدي إلي زيادة عزلة المسلمين في المجتمع الألماني‏,‏ مثل حظر ارتداء الحجاب كما يقول رئيس كتلة الخضر في برلمان ولاية بادن فور تمبورغ فينفريد كريتسمان‏.‏ ويري السياسي الألماني‏,‏ وليس وحده الذي يتبني هذا الرأي أن من بين أهم أسباب زيادة الهجوم علي الحجاب هو منع المحجبات من العمل في المؤسسات الألمانية ودفعهن للعزلة وتوجيه نظرة دونية لهن‏,‏ مما يشجع تيار الإسلاموفوبيا في المانيا‏.‏

كذلك يشهد المجتمع الألماني في الآونة الأخيرة نشاطا واضحا للحزب القومي المتطرف والذي دشن أخيرا في ولاية توزنغن الشرقية حملة عداء جديدة ضد مساجد المسلمين وبدأ في شن هجوم علي المسلمين والإسلام في الولاية علي أمل كسب أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية المقبلة‏.‏

من الواضح أن الرأي العام الألماني يمر الآن بمرحلة دراسة وتحليل جريمة اغتيال مروة الشربيني وهناك توجه قوي تدعمه السياسة بالتعامل مع الجريمة باعتبارها جريمة معاداة للأجانب في ألمانيا تصبح مروة الشربيني بموجبها الضحية رقم‏142‏ لتيار العنف اليميني والعداء للأجانب منذ إعادة توحيد ألمانيا عام‏1990...‏ غير أن تيارا آخر يحارب لفت الانتباه إلي أن مروة هي الضحية الأولي لتيار الإسلاموفوبيا في ألمانيا الذي بدأ يتنامي بشكل واضح منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر‏2001‏ لذا تطالب الاتحادات الإسلامية الحكومة الألمانية عن حق‏,‏ بالتعامل مع إغتيال مروة من هذه الحقيقة وتطالبها بالا تكتفي بتنظيم منتديات للحوار مع المسلمين وحثهم علي الإندماج في المجتمع الألماني ولكن أن تتصدي كذلك لمنابر الكراهية ضد المسلمين علي شبكة الإنترنت والبدء بحظر مواقع تحرض الألمان ضد الجاليات المسلمة مثل موقع الطاعون الأخضر وبروكولنيا وغيرها‏...‏

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع