CET 00:00:00 - 18/07/2009

مساحة رأي

بقلم: عادل عطية
في فيلم: "الله محبة" للكاتب الدكتور القس: "كينيث بيلي"، قصة عن عمدة قاس، ومتحجّر القلب!
امتد ارتفاعه وصلفه إلى أن يطلب من أعوانه المردة أن يجبروا شعبه على الهتاف بحبهم لشخصه العظيم!
وامتد جبروته وشره إلى أن قتل أحد أطفال القرية!
وهكذا دوّت صافرة البداية.
وكأن موت الطفل أحيا ثورة كانت مدفونة في القلوب، فخرجت القرية عن بكرة أبيها حاملين المشاعل التي تصنع ثقوبًا في جناح ليلها الطويل الدامس، متظاهرين، ومنددين، وطالبين الانتقام منه...

فإذا بحكيمهم يظهر في وسطهم، متألقًا بالوقار، ومستثمرًا قوة الاحتجاج، قائلاً: "لو قتلتم العمدة الظالم؛ فقد يأتي بعده من هو أكثر ظلمًا، وأكثر قسوة منه، ويفشل القتل في حل المشكلة!
ولا النواميس بقادرة على حلها، فناموس الله رغم أنه موجود إلا أنه لم يمنع القاتل من أن يقتل، ولم يمنع السارق من أن يسرق، فالخوف من العقاب لم يمنع الشر من إنتشاره على الأرض!
لذلك، املأوا قلوبكم بالحب، ولتكن ثورتكم: ثورة حب.

الحب قوة، وأقوى بكثير من أي قوة تحاول التغلّب عليه.
بالحب، سيتغيّر مجتمعنا، ولن يكون في وسطنا: قاتل، أو سارق ، أو خائن.
بالحب، سنعيش في سعادة غامرة متدفقة ...".

ولكن الجماهير الغاضبة تقاطعه بصرخات الأسف واليأس: "إن الحب أسلوب الضعيف، وإن الحق مع القوي الشديد البأس".

ويصوّب الحكيم مفهومهم المزّيف عن القوة: "القوة لا تعني الإنفلات وإطلاق الغضب على هواه، وننسى في خضمها: إنسانيتنا".

ويناشدهم: "جربوا الحب؛ فالله محبة، ومحبته وافرة جدًا، وواضحة في كل مكان: في الأنوار، والأصوات، ورائحة الموسم.
وحكمته اقتضت أن يكون الحب هو قانونه على الأرض.
ولكي نغلب كل مشاكلنا؛ فلنتبع هذه المحبة"
... ... ...
إن توجيهات الحكيم ليست مجرد جزء من سيناريو وحوار في فيلم ديني، إنها أعظم من ذلك وأبقى.
إنها دعوة مباركة لكل واحد منا؛ ليعرف حقيقة الحب، وقيمته، وتأثيره، وأنه الله ومن الله وبالله ولله.
حب خالد، وليس بدائي، يولد كنزوة، ويعيش كحلم، وينحدر كنجم قبل الفجر!
حب باذل، يمكّننا من أن يلبس كل واحد منا حذاء الآخر؛ ليحس بأحاسيسه!
وحب غافر، فقد لا نستطيع أن نقدم الحب للأشياء التي تؤلمنا وتزعجنا، ولكننا نستطيع أن نقدم التسامح والصبر والاحتمال في كل موقف وكل حال!
... ... ...
بهذا الحب، ننتصر بالله على الشر، ويحل ملكوت السماء على أرضنا!
عـادل عطيـة

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

الكاتب

عادل عطية

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

رسالة طفل

ليست النهاية بعد!

رؤية.. ورؤية

ثورة حب!!

البحث عن فارس

جديد الموقع