بقلم: عادل عطية
أعشق قراءة وسماع ومشاهدة الأعمال الفنية ، التي هي وليدة ترجمة حية لشخصيات إنسانية نبيلة عاشت بيننا ، وأثمرت خيراً وعطاء ، أكثر من الموضوعات المُولفّة .
فالخيال ، قد يعبّر عن واقع ، لكننا لا ننسى أنه وليد خيال . أما الواقع ، ولو جسده الخيال ، فإنه يبقى في أعماقنا واقعاً ، يناجي أرواحنا ، ويستنطق شهامتنا ، ويستثير نفوسنا للسير على الدرب .
إن العمل الإنساني المتلفز بعنوان : " فارس الرومانسية " ، يبهرنا بشخصية : يوسف السباعي، الإنسان الذي أحب الإنسان كما هو إنسان !
واقع حقيقي ، حوّلناه بتصرفاتنا التي طرحتها الأنانية المفرطة إلى خيال . ليس لعدم قدرة الواقع أن يظل واقعاً ، ولكن لعدم قدرتنا نحن على الإحتفاظ بمجد هذا الواقع في حياتنا . وهذه هي قدرتنا المؤسفة على التحوّل والتغيّر الردئ .
إننا نفتقد هذه الشخصية العظيمة في واقعنا المرير ، واقع ، عرفت فيه رئيساً للتحرير ، يرفض بإصرار الإيمان نشر أي موضوع لأي شخص كانت تربطه علاقة برئيس التحرير السابق لرئاسته ! ، ويتجاهل بإشمئزاز رساماً قديراً ، تجرأ وأبدى ملاحظة فنية صادقة مخلصة تتعلق بالمطبوعة ، ولكنها لم ترق لكبريائه !
واقع، عرفت فيه مشرفة على صفحة بإحدى الصحف الاسبوعية ، تحاول وأد أعمال زميل لها لدى صحيفة أخرى !
ولا أريد أن أذكّركم بمنطق الشللية المريض المأخوذ به في الكثير من منافذ النشر ، والذي اصابنا بالشلل ، وأفقدنا القدرة على الخلق الفني !
فهل من فارس جديد ، كيوسف السباعي ، يصغي ، ويشجع ، ويساند ، ويملأ وطنه بأزاهير الفكر والإبداع ؟! |