بقلم: خالد القشطيني |
كثيرا ما سألني البعض هل ما أرويه عن الحب والهيام بالحسان وأنا في هذه السن المتقدمة، حقيقي أو ضرب من التبجحات الذكورية والاختلاقات الصحافية أو الفنية؟ يتقاعد المرء في الخامسة والستين. ما الذي يمكن أن يفعله بالسنوات الطويلة المتبقية إلى الثمانين وما بعد الثمانين؟ هذا هو السؤال. من العيب والخطر أن يقضيها في اليأس والملل من الحياة ومجرد الجلوس انتظارا للموت. ذكر لي الدكتور وسام قندلا أن أحد مرضاه في سن التاسعة والثمانين يزوره كل شهر ليأخذ منه وصفة فياغرا. قلت له، أليس في ذلك خطر ومغامرة يا عزيزي، أن تعطي هذه الحبوب لرجل في هذه السن؟ قال لا. مجرد طلب هذه الحبوب يعني أن الرجل متشبث بالحياة والاستمتاع بها والتعلق بروح الشباب وحيويتها. وهذا نصف المعركة ضد المرض والعجز والخرف وكل علل الشيخوخة. ممارسة الجنس صحة للبدن والنفس وأحسن مزيج للرياضة بالمتعة. كثيرا ما يشعر البعض بصدمة عندما يعرفون عمري الحقيقي. فرغم صلعتي الشاسعة، أبدو للكثيرين أقل من سني، ألبس بنطلون الجينز، وأتنقل على الدراجة، وأرتاد مقاهي وحانات الشبيبة، وأشارك في النشاطات الشبابية، أحضر حفلات موسيقى البوب وأبادر للرقص، وأكتب بقلم شبابي وأستجيب لآخر مستجدات الفكر والعلوم، وأهيم بالحسان وأتنقل من هوى إلى هوى. ربما كانت هذه الروح مسؤولة عن تمتعي بصحة لا بأس بها وتجنب معظم أمراض الكبر، والحمد لله، بل وحتى إعطائي سيماء شبابية نسبيا كما ذكرت. في كثير من الأحيان أجد نفسي أكثر تطورا من أولادي، نائل وآدم. وبدون شك، أنظر للجيل الحالي من الشباب العرب نظرة شفقة، كقوم متخلفين، متشبثين بالماضي، وهاربين من وجه الركب الحضاري لإنسان القرن الواحد والعشرين. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |