أسماء الأقباط بين البعد القومي والديني

بقلم: د. فوزي هرمينا ابراهيم
أولا البعد القومي :
ترتبط الأسماء ارتباطا عضوياً بثقافة البلد في بعديها القومي والديني وعندما نتعرض لدراسة أسماء الاقباط بمصر لا نستطيع غض النظر عن تاريخ هذا البلد الذي يمتلك واحدة من أعرق وأقدم الحضارات في العالم . ورغم الغزوات المتعددة التي تعرض لها هذا الوطن الغالي عبر التاريخ من الأثيوبيين والهكسوس والفرس والأغريق والرومان والعرب والعثمانيين والمماليك والفرنسيين ثم أخيراً الانجليز
إلا أن الجذور التاريخية الممتدة في عمق الزمن جعلت التأثير الثقافي لكل هذة الغزوات ضئيلاً ..... !!! فمازالت الابعاد التي تربط المصريين بجذورهم الحضارية والقومية والوطنية وثيقة لم تتزعزع
ورغم إيمان الأقباط بالديانة المسيحية إلا أنهم احتفظوا بأسمائهم المصرية القديمة لأرتباطها ببعض المعبودات والمعتقدات المصرية الاصيلة والقديمة
ويسجل لنا التاريخ عدداً من مشاهير القديسين في كنيستنا القبطية الاورثوذكسية العريقة والحافظة للأيمان المسيحي السليم والمستقيم الذين يحملون هذة الأسماء .. وإليكم بعض الامثلة
* الأنبا بلامون السائح : ومعني إسمة ولد آمون أو عابد آمون وهو مؤسس نظام الشركة الروحانية الرهبانية القبطية . ومعلم الأنبا باخوم وتحل ذكري نياحتة في 25 أبيب
* آمون ومعني إسمة ( الالة المختفي ) ويحمل الاسم كثير من الشهداء والقديسين أشهرهم الانبا آمون مؤسس رهبنة نتريا ونياحتة في 5 طوبة والشهيد آمون أسقف إسنا وتحل زكري نياحتة في 14 كيهك
* الشهيد ( صرابامون ) ومعني إسمة مجد آمون وهو أسقف نقيوس وتحل ذكري شهادتة في 28 هاتور
* فلامون ومعني الأسم عين آمون ومنة تحور الأسم الي ( فليمون ) وهو أحد الرسل السبعين
* باخوم إسم مصري معناة ( الباشق ) وهو أحد أنواع الصقور وهو رمز الالة حورس ويحمل هذا الأسم الأنبا باخوم أب الشركة ومؤسس نظام الرهبنة الديرية وتحل ذكري نياحتة في 14 بشنس
* أتوم وهي إحدي المعبودات المصرية القديمة ويحمل ذلك الاسم شهيد مصري في سبيل إيمانة الاورثوذكسي وتحل ذكري شهادتة في 8 أبيب
* مكاري ( مقارة ) وتفسير إسمة ( ما : بمعني مكان بمعني روح , را : بمعني رع ) وذلك طبقاً لتفسير الراحلة ايرس حبيب المصري
وهناك تفسير آخر بمعني المطلوب .. والتفسيران قريبان في المعني من بعضهما البعض . والقديس مكاري من آباء الرهبنة القبطية الاورثوذكسية ومشاهيرها وتحل ذكري نياحتة في 27 برمهات
* ( أينس ) وهو صيغة من إيزيس أحد أضلاع الثالوث المصري الشهير مع اوزوريس وحورس أشهر المعبودات المصرية القديمة ويحمل إسم ( أينسي ) شهيد مصري أستشهد مع أختة ( تكلا ) في سبيل إيمانهم الاورثوذكسي وتحل ذكري نياحتهما في 15 كيهك
* أبيب : وهو إسم شهر قبطي كان مخصصاً لعبادة ( أبيض أو أبيب ) وهو الثعبان الكبير الذي أهلكة حورس
 ويحمل كثير من الاقباط اليوم أسماء مصرية خالصة لا ترتبط بأسماء القديسين إعتزازاً بقوميتهم المصرية العريقة وعلي سبيل المثال
رمسيس . أحمس . تحتمس . مينا . سيتي . خفرع
ومن أسماء النساء إيزيس ونفرتيتي ونفرتاري ... وهذا علي سبيل المثال
حتي تسمية المولود الآن مرتبط بعادة مصرية قديمة خالصة وهي ( السبوع ) وهو اليوم السابع لميلاد الطفل ويرتبط الاحتفال بي السبوع بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية المصرية الخالصة وهي كالاتي :
توضع صرة بها سبع حبات من البذور المصرية الشهيرة مثل القمح والشعير والارز والفول والعدس والحلبة والبرسيم ( ويوضع البرسيم إعتقاداً في منعة للحسد ) ثم يوضع الطفل في غربال ويدق لة بهون نحاسي وتحملة أمة وهي ترتدي ثوباً أبيض وتوقد ثلاث شمعات كل شمعة بإسم معين وتوضع في إبريق فخاري إذا كان المولود ذكراً أو في قلة فخارية إذا كان المولود أنثي .. والشمعة التي تستمر موقدة أطول مدة بين الشمعات الثلاث تسمي المولود علي الاسم التي تحملة هذة الشمعة وسبب ذلك الاعتقاد أن الشمعة الاخيرة ترمز لطول عمر الطفل ..... !!! ؟؟
وتقام في السبوع طقوس دينية يقوم بها الكاهن تسمي بصلاة (( الحميم او الطشت )) وهي إستحمام الطفل بماء بة قليل من الملح بعد صلاة الاب الكاهن عليها .. ثم توزع الحلوي علي الحضور من الكبار والصغار ويقدم بعض الضيوف (( النقطة )) وهي هدايا عينية أو نقود تقدم للطفل

ثانياً البعد الديني :
يحمل غالبية المصريين الاقباط أسماء تدل علي مسيحيتهم ومها
مرقص . صليب . جرجس . حنا . متي . لوقا . وكل الشخصيات الموجودة في الكتاب المقدس سواء كانت مذكرة او مؤنسة يحملها المصريون الاقباط كنوع من التبرك والتيمن بهم
مما سبق يدل علي عراقة الشعب القبطي الاصيل المحب لوطنة وتراب بلدة ولذلك علي مر التاريخ سواء القديم او الوسيط او الحديث بالرغم من الاضطهادات والعزابات والالمات التي ألمت بالشعب القبطي لم ولن يجد قبطي واحد خان بلدة لان القبطي مصر بالنسبة لة وطن يعيشة في داخلة في قلبة في وجدانة ... !! بعكس الاعراب الغزاة الذي إنتمائهم ليس لتراب هذا الوطن إنما لجهات أخري مخربة ومدمرة ودليلنا علي ذلك قول المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمون طز في مصر وابو مصر ...... !!! وعجبي ؟