CET 00:00:00 - 16/07/2009

مساحة رأي

قصّة للأطفال بقلم : زهير دعيم
يا للصُّدفة !!
لقد جاء صراخ الذئب الصغير هذه المرّة ، تمامًا مع صياح الدّيك الذي يعلن قدوم الفجر الباكر، فانتفضت الذئبة الأمّ من نومها للمرة الخامسة على التوالي ، وبدأت تعانق ابنها المُتوجّع وتتحسّس برفق رجله المكسورة والمعصوبة.

ماذا تفعل ؟!
إنّه يتوجّع ويتألم كثيرًا ، فكلما زارها النوم صرخ الصغير بألمٍ ، فتقوم تتحسّس قدمه والحزن يملأ  كيانها.
كنتُ اتمنّى أن أكون في مكانك يا صغيري تقول وهي تحاول أن تخفي الدّموع في عينيها، وتلوم نفسها لأنّها سمحت له قبل ثلاثة أيام أن يركض ويقفز فوق الصّخور ، حتى انه سقط في إحدى المرّات فوق صخرة قاسية ، فصرخ بشدّة ، وحملته وأسرعت به إلى جارها الطبيب ؛ وهو ثعلب شيخ يضع نظّارات سميكة على عينيه.
فحص الطبيب الذئب الصّغير ، وفي الحال تأكد أنّه قد كسر قدمه، فأسرع وقام بتجبيرها ، والبكاء والصراخ يملآن المكان .

ويصرخ الذئب الصغير من جديد ، فتعود الذئبة إلى نفسها والى الواقع المُرّ.

يا الهي !!  ماذا أفعل وقد نفد الطعام من المغارة ، فها هو اليوم الثالث ، وأنا ألزم المغارة بجانب ابني ولا اخرج للصيد ، عليَّ أن أفعل شيئًا. ونظرت من طَرَف عينيها الى صغيرها وابتسمت ...إنّه يغفو ...إنّه يغفو ، حمدًا لله.
وقامت في الحال ، وتسلّلت من المغارة بصمتٍ وحذر ، واتجهت نحو الحقل الأخضر الواسع ، فهناك تكثر الأرانب والحيوانات الأخرى.
ونظرت من بعيد ، ولكنها لم ترَ شيئًا ، فاقتربت بحذر واختبأت خلف صخرة كبيرة وانتظرت بصبر، وطال الانتظار ، واحسّت بالجوع ، ومرّ بفكرها ولدها المتوجّع الذي تركته في المغارة فتضايقت وصرخت ولدي ...ولدي!!
وعاودت النَّظر ، ولم تُصدِّق عينيها في هذه المرّة ، إنّها ترى غنمة كبيرة ترعى في الركن البعيد ....نعم غنمة .وضحكت في سرّها ، لقد عوّضها الله عن أيام الجوع السابقة !!

اقتربت الذئبة بحذر ، وتقدمت رويدًا رويدًا ، ثم ركضت من بعيد باتجاه الغنمة ،  وما أن رأتها الغنمة تركض نحوها حتى خافت خوفًا شديدا، وأخذت تركض هاربة وهي تنادي حمَلَها الصغير .
اخذ الحمل يركض ويستغيث وهو يجرّ رجله المكسورة والمعصوبة ، والغنمة الأم تركض تارة للأمام وطورا تعود الى صغيرها.تشجعه.
امّي ، أمّي أرجوك لا تتركيني...أمّي ...أمّي.

وجمدت الذئبة في مكانها ....جمدت لحظات طويلة ، ثمّ عادت مسرعةً  إلى المغارة ، وأخذت تعانق صغيرها وتشدّه بقوّة الى صدرها ، والدّموع تسيل على خديها.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق