CET 00:00:00 - 16/07/2009

مساحة رأي

بقلم: نادر فوزي
قبل أن تسن قلمك وتشرع في قتل كل من يكتب أي فكرة تتعارض مع اقتناعتك أو أفكارك، تريث قليلاً فلربما تكون على خطأ أو ربما يكون صاحب الرأي المخالف له وجهه نظر قد تكون مقنعة.

بدأت تلك الأفكار أو المقالة كما تحب أن تسميها بتلك المقدمة لعلي أحتمي بها من السهام النارية التي يرشقني بها الأقباط اخوتي في المسيح في كل شيء أكتبه يتعلق بالكنيسة أو بقداسة البابا، ولقد كنت أخذت عهد على نفسي أنني أحاول أن أبدأ محاولات للإصلاح داخل كنيستي قبل أن أطالب بإصلاح المجتمع المصري وقبل أن أطالب بتغيير الدستور..
وعندما اقول محاولات للإصلاح الكنسي فلست بمصلح اجتماعي ولست أهل للقيام بهذا الدور، ولكن كإبن من أبناء كنيسة أنتمي إليها لي الحق أن أقول رأي قد يختلف عليه الجميع ويتفق القليل، ولكن ما زال لي الحق أن أقوله ولا يستطيع أحد أن يرشقني بالحجارة لمجرد أن أقول رأي.

إن ما يحدث من الشعب القبطي هو سبب كل البلاء وليس شخص بعينه، ولكنه موروث اكتسبناه من المسلمين الذين عايشناهم أكثر من ألف وربعمائة عام ومن سياسة القهر التي تحملناها تلك السنين، تولّد لدينا شعور بأننا لا نستطيع أن نمس الكنيسة حتى بأفكارنا أو نطالب بتعديلات قد تساعد على خروجنا من حاله الإحباط والتخبط والتردي الذي نعيشها الآن..
إن العصمه للسيد المسيح وحده الذي قال من منكم يبكتني على خطية والذى قال أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله، وذلك معناه أن الجميع -وأقول الجميع- يخطئون، ولكن الشعب القبطي كان له رأي آخر في أن كل من يلبس زي الكهنوت سواء كان راهبًا أو قسًا معصوم من الخطأ ولايجوز انتقاده أو حتى الإقتراب منه، وأن كل من يجرؤ أن يتفوه بلفظ يكون خارجًا عن طاعة الكنيسة وليس ببعيد أن يتم تكفيره -وهو موروث إسلامي ليس للمسيحيه شأن به-، وأصبح الإرهاب الفكري هو سمة من سمات الأقباط، وأصبحنا نسمع أن الآراء السياسية موحى بها من الروح القدس وأن البابا ظل الله على الأرض وأن طاعة الأساقفة من طاعه الله وأن الاعتراض هو رجس من عمل الشيطان.

إن من حقي الاعتراض على أن أُحرم من المناولة لأسباب سياسيه تتعلق بزياره لمهد السيد المسيح، ومن حقي الاعتراض على صلح المصاطب في كل حالة اضطهاد نتعرض لها، ومن حقي الاعتراض على كاهن مثل صليب متى ساويرس الذي كال الاتهامات والبذاءات للجميع دون عقاب رادع من القيادة الكنسية بل وفتح مدرسة لتعليم القرآن ولم نسمع كلمة اعتراض من الكنيسة، ومن حقي الاعتراض على أن الكنيسة تشجب قتل مروة في ألمانيا ولا تقول كلمة عن حرق الكنائس أو اضطهاد الأقباط، ومن حقي الاعتراض على ترك رهبان أبو فانا وحدهم في مواجهة بطش محافظ المنيا وجبروت العربان المسلمين وتنكيل وتلفيق التهم من مباحث أمن الدولة... من حقي الاعتراض على المادة الثانية في الدستور كمواطن مصري ولا أقبل أن أسمع أن الكنيسة لا تعترض عليها فالكنيسة هي الشعب وليس رجال الدين فقط، ومن حقي أن أعترض على إيقاف كاهن انتمى لحزب الغد في الوقت الذي هناك كهنة منضمون للحزب الوطني.
من حقي الاعتراض ومن حقك أن تختلف معي دون تكفير أو إهانة... لكن أن تكفرني لأني اعترضت على أشياء تسيء للكنيسة وللمسيحيين فهذا إرهاب فكري، أما عن الإرهاب الديني فذلك هو الموضوع القادم.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق