CET 00:00:00 - 13/07/2009

المصري افندي

بقلم: إسحق إبراهيم
قال الدكتور أحمد نظيف "رئيس الوزراء" خلال لقائه طلبة الجامعات بمعسكر أبوقير في الإسكندرية "إن مصر ما زال أمامها مشوار لتحقيق النضج الذي يضعها في مصاف الدول المتقدمة"، وأضاف "نحن مطالبون بأن نسرع العجل شوية للحاق بركب من تقدم عنا من الدول الأخرى، مصر عايزة ناس تفكر وتنتج وتجتهد ويكون عندها طموح وقدرات منافسة في مجالات العلم والفن والإبداع لازم نعمل كده بنفسنا ومش حنأجّر ناس من بره تعمل لنا كدة".
أصابت كلمات الدكتور نظيف الحقيقة تمامًا، فالمسافة شاسعة بيننا وبين العالم المتقدمة، نحن نتقدم للخلف كما يؤكد المفكر الدكتور مراد وهبة، والعالم يسارع الزمن تجاه التقدم الحضاري والإنساني. نحن ما زالنا نفكر بمنطق الحلال والحرام ونضع عشرات الخطوط الحمراء لقتل حرية الفكر والإبداع بينما في البلدان المتقدمة لا سلطان على حرية العقل الإنساني. فنحن سلّمنا مصائرنا إلى العمائم لتحدد لنا في أي اتجاه نسير، وأي مجال نختار، وأصبحت مصائرنا مرهونة بميولهم وأهوائهم.

من المسئول عن هذا الوضع؟!
بالتأكيد توجد مسئولية مشتركة يتحمل المواطنون جزءًا منها لسكوتهم على التخريب الذي يحدث للبلد لكن هناك مسئولون آخرون، النظام الحاكم والحكومة والدكتور نظيف نفسه. ماذا قدمت حكومته لرعاية البحث العلمي وحرية التفكير والإبداع؟! هل استخدمت الحكومة وسائل التأثير المملوكة للدولة (الإعلام – التعليم – منابر الثقافة) في خلق تيار عام مؤيد للعلم والفن والإبداع؟ ألم تخضع الحكومة لابتزاز المتعصبين والمتشددين دينيًا في كثير من القضايا!!

الطموح والقدرات المنافسة في مجالات العلم والفن والإبداع تأتي من التعليم الجيد الراق الذي يقدم فرصًا متساوية لجميع المصريين للرقي، فتعليم الحفظ والتكرار لا ينتج إلا نماذج مكررة غير منتجة، فتغيب القدرات ويضيع التميز، هذا إضافة إلى أنه في ظل غياب الكفاءة والفرص المتساوية لن يتولد الطموح أو الرغبة في التغيير للأحسن.

معالى رئيس الوزراء.. لا ننتظر من الخارج من يأتي ليصنع تقدمنا، فالخارج لن يؤجر لنا ناس يحتاج إليهم في استمرار تفوقه وحضارته، فالأمر متروك لكم، فنحن نحتاج إلى أفعال لا أقوال.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق