CET 00:00:00 - 12/07/2009

المصري افندي

بقلم: جورج رياض
منذ أيام حصل المفكر الكبير د. سيد القمني على جائزة الدولة التقديرية في مفاجأة غير متوقعة، بسبب كتابات الرجل الجريئة والتنويرية التي تساند الدولة المدنية وتحارب فكرة الدولة الدينية الثيوقراطية ومريديها من المهووسين والمتطرفين الذين يتزايدون في مجتمعنا يوم بعد يوم، والجائزة تدل بحق على شجاعة وزير الثقافة فاروق حسني الذي كثيرًا ما يُحَارب بسبب أفكاره وآرائه التقدمية الصريحة.
وللأسف لم يرد المتشددون أن يفوتوا فرصة فوز د. سيد القمني بالجائزة وانتهزوا ذلك ليعبروا عن أنفسهم ويظهروا في صفحات الجرائد وبعض القنوات الفضائية بمظهر حماة الدين والمدافعين عن العقيدة باعتبار أن فوز القمني بهذه الجائزة يشكل تهديدًا –حتى ولو كان رمزيًا– لفكرة الدولة الدينية  وتهديدًا لعرشهم في الاستحواذ على عقول وقلوب المواطنين البسطاء.

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن معارضتها لفوز القمني بجائزة الدولة التقديرية، واتجه البعض لرفع دعاوى قضائية ضد وزير الثقافة على اعتبار أن فوز المفكر الجليل بالجائزة هو أمر موجّه ضد الإسلام –من وجهة نظرهم– واتجه البعض الآخر لتحليل التغيير الرسمي في موقف الدولة والذي طرأ بشكل مفاجئ وتمثل في إعطاء أحد رموز العلمانية ومحاربة التشدد الديني لجائزة بهذا الحجم، واعتبروا أن هذا الأمر يأتي في سياق محاولات فاروق حسني المتعددة لاستمالة الغرب والفوز بمنصب مدير عام اليونسكو، ومنها اتخاذ الوزير قرارًا بترجمة كتابين عبريين ليتم طرحهما في مصر.
في حين رأىَ البعض الآخر أن الدولة تتخذ بعض القرارات الجريئة خلال الفترة الماضية لخلق مناخ يمكن أن يساعد وييسر من عملية التوريث، ومن هذه القرارات أيضا تخصيص 64 مقعدًا للمرأة في مجلس الشعب بشكل يمكن أن يعيد للمرأة كرامتها المفقودة في هذا المجتمع الذكوري، وتعيين شخص ليبرالي مستنير على رأس مؤسسة الأهرام وهو د. عبد المنعم سعيد، والذي بدأ بالفعل حملة إصلاح داخل الجريدة العريقة بهدف استعادة دورها التنويري والمدني، وكذلك عودة الريادة لهذا الصرح الكبير بعد أن فقد بريقه خلال الفترة الماضية لصالح العديد من الصحف اليومية المستقلة.

وبغض النظر عن هذه التحليلات فإن فوز د. سيد القمني يمثل خطوة رمزية للإمام نحو استعادة المجتمع المصري لعقله ودوره التنويري، وهذا في حد ذاته أقلق المتشددين وأفزعهم من خلال اعتراض مبالغ فيه، وأتساءل هنا لماذا هذه الثورة على فوز شخص بجائزة؟ وفي المقابل حالة من الهدوء التام تجاه قضايا خطيرة تمس سلامة المجتمع وأمنه مثل انتشار البلطجة والمخدرات والتحرش بالفتيات، ولماذا يقبل الإخوان بالمهادنة مع الحزب الوطني والحكومة في قضايا خطيرة تتعلق بغياب الديمقراطية والفساد وحتى قضايا اعتقال القياديين الكبار للجماعة في حين يصرون على رفع الدعاوى القضائية اعتراضًا على فوز أحد الأفراد بجائزة!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق