بقلم: جورج فايق
يكتب جمال البنا في جريدة المصري اليوم سلسلة مقالات بعنوان ( تطور الخطاب القبطي من المودة والخلاص إلى الخصومة والصراع )
كنت قد قرأت أول حلقة في هذه السلسلة و لم أتابع الباقي إلى أن قرأت اليوم الحلقة الخامسة المنشورة اليوم و لا أعتقد أن مضمون الحلقات سوف يختلف عن العنوان فالأستاذ جمال يتهم الخطاب القبطي بأنه أصبح لإثارة الخصومة و الصراع بعد أن كان يتسم بالمودة و الخلاص
و لا أعرف على أي دليل يستند جمال البنا في ذلك الاتهام؟
كما لا أدري أي نص في الإنجيل يمكن أن يستند عليه أي واعظ كان في المسيحية لإثارة التعصب و الخصومة و الصراع و الكره ؟
و أسمح لي يا أستاذ جمال أن أوجه لك ثلاثة أسئلة فقط و أرجو منه أجابتها بصراحة لأن إجابة هذه الأسئلة سوف يترتب عليها أما أن نصدق كلامك و نحاول أن نرجع بالخطاب القبطي إلى روح الإنجيل أو أما أن يتبين عدم صدقك و تفقد أي مصداقيته لك لدينا
الأسئلة هي كالأتي : _
1 _ في أي كنيسة كانت سمعت خطاب متطرف و متعصب ؟
2 _ ماذا كان مضمون و محوي هذا الخطاب ؟
3 _ و ما هي الآيات الإنجيلية التي أتت في هذه الخطبة لكي تدعم زرع الكره و الخصومة؟
هل تستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة ؟ بالطبع من وجهة نظرنا لا يوجد هذا الخطاب المزعوم في أي كنيسة مسيحية كانت لا داخل مصر و لا خارج مصر
لكن بالطبع الإجابة المعهودة سوف تكون هو الخطاب الموجود في قناة الحياة الفضائية و الهجوم فيها على الإسلام و نبي الإسلام من قبل القمص زكريا بطرس و تلاميذه
بالطبع هذا كلام ليس منطقي لأن قناة الحياة ليست هي الخطاب المسيحي بل هي قناة فضائية لا تتبع أي كنيسة و لا تستند في هجومها على الإسلام على الإنجيل أو على أي كتب مسيحية أخرى بل تستخدم كتب الإسلام نفسه مثل كتب التراث الإسلامي و التفاسير الإسلامية و كتب الحديث و غيرها من الكتب الإسلامية و قد جاءت هذه القناة بعد عقود من الهجوم على معتقدات غير المسلمين في شتى وسائل الأعلام و عندما بدأ الرد عليهم و الهجوم بالمثل على الفضائيات و الانترنت أصبحنا نسمع نغمة احترام العقائد و الأديان بالرغم أن هناك قنوات كثيرة أرضية و فضائية كانت و مازالت تهاجم عقائد اليهود و المسيحيين و غيرها من العقائد
و أنا لست بصدد الدفاع عن قناة الحياة أو الهجوم عليها و أنما أقول فقط أنها لا تمثل الخطاب المسيحي متصوراً أن إجابة الأستاذ جمال البنا سوف تتضمن أسم هذه القناة التي لها هدفها و توجيهاتها بعيد عن سيطرة أي كنيسة و لا تملك أي كنيسة تغير سياستها
فالكنائس المسيحية يا أستاذ جمال على اختلاف طوائفها تستند على الإنجيل في عظاتها أو خطابها والإنجيل يا أستاذ جمال كلمة الله الحية التي لم تعرف النسخ و التأويل و التبديل
يا أستاذ جمال الإنجيل لم يهادن غير المؤمنين في بعض الآيات و في آيات أخرى يأمر بإذلالهم و قتلهم
اله الإنجيل لا يعرف تجهيز الجيوش و أعداد العدة و المركبات لتخير الشعوب أما الأيمان أو الجزية أو القتال
لم يصف الإنجيل غير المؤمنين بأعداء الله و لم يأمر الإنجيل بقتل المخالفين أو المرتدين لأن الله عند المسيحيين أقباط أو غير أقباط هو أله المحبة و السلام و رسالته للجميع واحدة هي المحبة و أي خطاب لا يحث على المحبة و السلام ليس بمسيحي
و أخيرا يا أستاذ جمال لم يرسم الإنجيل يوماً على علماً و معه سيفان و كلمة أعدو كما فعلت جماعة الأخوان المسلمون التي أسسها أخيك الأكبر لنشر الإرهاب في شتى بقاع الأرض و لذلك جماعة أخوك أولى منا بهذه المقالات ربما يهديهم الله و يتخلوا عن إرهابهم و لكنك لا تهدي من أحببت و الله يهدي من يشاء
جورج فايق
George_faik@hotmail.com |