بقلم: مايكل فارس
تحالف أم صراع؟ علاقة الأمن بالإثنين لم ولن تكون واضحة المعالم، فتارة تتسم بالتحالف وتارة بالصراع!! فما الدور الذي يقوم به الأمن ولماذا؟
الأمن هو السلطة التفيذية لقرارات الحكومة.. والكثير من تحركاته في القضايا الكبرى تكون رؤية سياسية. فكثيرًا ما تجد تصرفات الحكومة شبة متناقضة، فتجدها تعتقل الإخوان وتضيق عليهم الخناق، ومن الجهة الأخرى تجدها تفرد لهم ولمن يعتنق أفكارهم مساحات في الإعلام الحكومي والجرائد القومية مساحات لا حصر لها مثل فهمي هويدي وزغلول النجار و.....!
فلماذا كان الإعتقال للقيادات ولماذا الترويج لأفكار هذه القيادات في الإعلام الحكومي؟
تجد وزراء الحكومة يحاولون إثبات تدين الحكومة ويثبتون أنهم اكثر التحاء من الإخوان، فلا يمر قانون ولا يعرض في مجلس الشعب إلا وتجدهم يلهثون وراء المشايخ لاستصدار فتوى؛ فمثلاً مشروع قانون مثل نقل الأعضاء الذي سيخدم كل البشرية لم يتم صدوره حتى الآن للإختلاف في الآراء الفقهية؟؟
الأمن.. والكنيسة!! يتهم الكثيرون البابا شنودة بأنه "يلعب سياسة" ولا يعلمون أن كل قرارته محسوبة عليه، لا يعلمون أنه لا يستطيع أن يعادي الدولة!! وكيف يعاديها؟ فهل يُعقل بعد تلك الفتن الطائفية التي تضرب جذورها مناطق متفرقة في مصر وإن دلت فلن تدل إلا على مدى الثقافة التي وصل إليها الأخوة المسلمين في هذه المناطق! فكيف يفكرون؟ عندما يسمعون أن كنيسة سوف تُبنى تقوم الدنيا ولا ولن تقعد؟ فما المانع من بناءها؟
هنا الملاذ الوحيد بعد الله هو حماية الأمن! فهل سيحمي الأمن الأقباط المتضررين لو اعتدى عليهم هؤلاء الذين لا يرغبون في بناء كنيسة؟ هنا مربط الفرص.. ماذا سيحدث لو هاجمت الكنيسة مواقف الأمن وتخاذله وتواطئه لاستكمال مسلسل الاعتداء على أقباط قرية ما عند رغبتهم في بناء كنيسة مثلاً.. هل سيرد الأمن الصاع صاعين ويتغاضى أو يتخاذل عن الاعتداءات كعقاب للكنيسة.. مجرد سؤال؟
لن أدافع عن البابا شنودة ولكن.. الواقع وطبيعة الأشياء والحياه تؤكد أنه لا يستطيع معاداة الأمن ولا الدولة.. خوفًا منه على الأقباط، فلنتخيل أنه هاجم إعلاميًا تخاذل الأمن والدولة والذين هم بشر وأشخاص.. ماذا سيحدث؟ هل سيتحول هؤلاء الاشخاص لملائكة ولا يعيرون الهجوم اهتمام؟ أم أن هناك رد فعل مختلف؟ ماذا سيكون رد الفعل؟ هل عند حدوث فتنة طائفية سيتخاذلون وكأنها رسالة للكنيسة؟ أو أنها ورقة ضغط على الكنيسة! بمعنى أن تشددهم الأمني وحمايتهم للأقباط مرهون بشرط ثابت هو سكوت قيادات الكنيسة لتبدو الأحداث أن الوحدة الوطنية في أعلى قمتها..
تجد على النقيض في الإعلام الحكومي.. العمة السوداء تعانق البيضاء ويا له من الحب العجيب.. موائد الإفطار وزيارة رموز الدولة السياسية والدينية لقيادات الكنيسة لتكتمل صورة اللوحة الموجهة للعالم.
التناقض.. فإن كانت علاقة قيادات الدولة جيدة بالكنيسة فلماذا تحدث فتن طائفية في مصر؟ هل الدولة والأمن لا يعرفون حلها أم أنهم يعرفون ويتجاهلون؟
بالتأكيد يتجاهلون.. فلو أصدروا قانون دور العبادة الموحد فلن تحدث 99% من الفتن الطائفية في مصر.
أخيرًا.. الدولة تأخذ الكنيسة والإخوان أوراق ضغط على بعضهم البعض، فتجد الحريات الفكرية للإخوان في الإعلام عكس الكنيسة، وتجد اعتقالات الإخوان مقابل السماح والتخاذل عن الفتن الطائفية والتي يدفع ثمنها الأقباط كرسالة للكنيسة.. فالأمن يلعب بالطرفين حتى يكون هناك مساحة للتحكم في أكثر القوى المحركة في الشارع المصري.
|