بقلم: مجدي جورج
في أحداث الكشح الأولى فى أغسطس 1998 توفى حارس دسوقي من عائلة الكراشوة المسلمة بالقرية وحيث انه كان يتناول الخمر الذى اعتاد على شرائه(كما يقول د. وليم ويصا فى كتابه الكشح الحقيقة الغائبة) من كرم تامر ارسل المسيحي فقد ظن أهله انه مات مسموما وأشاعوا فى القرية ان كرم دس له السم فى الخمر رغم انه لم يتم عرضه على الطبيب الشرعى ليقرر صحة ذلك من عدمه. بعدها ببضعة أيام تم العثور على جثتي كرم تامر ارسل وسمير عويضة حكيم المسيحيين مقتولين بجوار المدرسة الابتدائية . وهنا بدأت لعبة الأمن القذرة فبدل من البحث والتحري وراء الخيوط الكاشفة للقتلة والبحث وراء الإشاعات المصاحبة لموت حارس دسوقي كي يصل للقاتل الحقيقي وجدنا رجال الأمن يتوجهون إلى الأب جبرائيل عبد المسيح راعى كنيسة الملاك بالكشح قائلا له الموضوع عندكم اى بما معناه ان يتبرع احد المسيحيين بحمل الجريمة وهذا هو ما اعتاد الأمن عليه فى مصر فى مثل هذه الحالات وذلك للاتى :
- حتى لا يتهم الضباط بالتقصير فى العثور على القتلة .
- وحتى لا يتهموا ان فى مناطق خدمتهم وقعت إحداث طائفية.
- وللحقد الدفين في نفوس معظمهم تجاه المسيحيين. .
لكل هذا فأنهم يبحثوا عن الطرف الأضعف ويلبسوه الجريمة وفى ظنهم ان المسيحيين هم الطرف الأضعف الذى سيقبل الظلم ويصمت وهو ما بدؤوه فعلا فابتدءوا فى القاء القبض على المئات فى الكشح رجالا ونساء اطفال وشيوخ وعذبوهم للحصول منهم على اعترافات كاذبة بإلصاق التهمة باى مسيحيي ولكن الكنيسة في الكشح والأنبا ويصا اسقف البلينا لم يصمتا على هذا الظلم وصعدا الامور الى جهاز امن الدولة ثم الى مدير امن سوهاج ثم الى وزير الداخلية ولم يكتفي الأنبا ويصا بالافراج عن المظلومين بل ظن اننا فى بلد ديمقراطي يمكن ان يجازى ضباط الشرطة المسئولين عن هذه المهزلة فتقدم بشكوى ضدهم وأوصل صوته الى منظمات حقوق الإنسان فى الداخل والخارج وهذا كله خط احمر بالنسبة للنظام وللأمن. ولم يغفر الأمن للأنبا ويصا وللكنيسة تدخلها بل كافئ الضباط المسئولين عن التعذيب وقرر معاقبة الكنيسة فى شعبها الأعزل وهو ما حدث في أحداث الكشح الثانية التى راح ضحيتها 21 شهيد مسيحي بعد ان انسحب الأمن متعمدا تاركا لمسلمي القرية والقرى المجاورة المسلحين يالاسلحة الآلية ارتكاب مجزرة لن ينساها التاريخ.
هذا مع بعض الفروق هو ما حدث فى الأيام الأخيرة فى عزبة بشرى مركز ببا بمحافظة بنى سويف حيث قام الاهالى المسلمين بتكسير وتحطيم بيت كان يقيم فيه الأقباط الشعائر الدينية الخاصة بهم واعتدوا عليهم وعلى زراعاتهم وذلك أيضا فى حضور الأمن وبتشجيع منه وعندما وقف لهم الأنبا اسطفانوس وصمم على موقفه بضرورة بقاء هذا المنزل مفتوحا كي يؤدى فيه الأقباط شعائرهم وقال ان من حق الأقباط تحويله لكنيسة قرر الأمن أيضا معاقبة الأسقف والكنيسة على موقفهم.
فقام الاهالى في منطقة ليست بعيدة وفى عزبة جرجس بمركز الفشن المجاور لمركز ببا بحرق منازل الأقباط وممتلكاتهم وذلك بتحريض من الأمن الذي أشاع بينهم ان الأقباط بصدد تحويل المنزل الذي يقيموا فيه شعائرهم الدينية إلى كنيسة.
يا سادة أن الامن كان فى الماضي يقف الى جوار المظلومين ويقف ضد الظلمة والمعتدين وكان الى حد ما يحمى من يجور إليه من الأقباط ولكن مع تغلغل التطرف ابتدأ رويدا رويدا يتحول الى الحياد مع انه لا حياد بين الظالم والمظلوم وياليته الآن اكتفى بهذا الحياد بل انه للأسف تحول الى الوقوف فى صف القتلة والمجرمين ضد الأقباط العزل المسالمين.
ما حدث فى الكشح وما حدث في بني سويف حدث مرات عديدة في معظم إنحاء الجمهورية من شمالها إلى جنوبها فالأمن أصبح لا يطيق رؤية رجل دين مسيحيي قوى يقف إلى جوار رعيته ويدافع عنهم بل يريد مسيحيين أذلاء تابعين يرضون بما يمن عليهم أسيادهم ولكن انا اقول لهم
أن : هذا العصر انتهى بلا رجعة فلن تجدوا المسيحيين أذلاء راضين بحالهم المتردي بل ستجدوا مسيحيين جسورين فى الحق مناضلين من اجل حقوقهم المغتصبة حتى استعادتها وسنستطيع القضاء على هذا الجور والظلم والعدوان بالاصطفاف صفا واحدا كنيسة وشعبا وكل محب للخير ومدافع عن الحق فى مواجهة هؤلاء القتلة والمجرمين الذين يريدون إعادتنا لعصور الذل والهوان والذمية .
مجدي جورج
Magdigeorge2005@hotmail.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|