بقلم: عصام نسيم
الدكتور محمد عماره هو مفكر اسلامي لا غش فيه فهو مثال حي واضح لعقلية من اجل الدفاع عن عقيدتها وما تؤمن بها ترك الموضوعيه جانبا وابعد العقل والمنطق عن ما يقول وابتعد عن التاريخ الحقيقي والواقع المعاش ليعيش في جبال الوهم ويحاول ان يقنع الجميع بهذا الوهم فهو صدق ما يدعيه ثم سعي في ان يصدقه الجميع ايضا !!!!
ففي حديثه الاخير في برنامج العاشره مساءا تحدث كثيرا وكعادته عن الفنته الطائفيه ملقيا اللوم في كل شئ علي الكنيسه والاقباط نافيا واقع مرير واليم يعيشه الاقباط يتحدث دون ان ينطق احد ليقول ما مدى الظلم والتعسف والاضطهاد الذي يعيشه الاقباط في بلدهم مصر !
ينكر الحقيقيه ويدعي الباطل الذي يعشعش في عقله فقط يدعي بالمشروع القبطي ويردد كلاما فارغا عن هذا المشروع وزعمائه وكيف ان التطرف بدء عام 1971 فقط ويدعي انه المفكر الاواحد الذي طرح هذا السؤال رغم ان كثيرين جدا سواء من المسلمين المعتدلين العاقلين او الاقباط قد طرحوا هذا السؤال وكانت الاجابه هي ان التطرف بدء مع حقبة الرئيس الراحل السادات والذي عقد صفقه قذره مع الاخوان المسلمين وقادتهم فبعد ان كان الرئيس جمال عبد الناصر القى بهم في السجون وكسر شوكتهم بعد محاولة اغيتالهم له جاء السادات ولان السادات لم تكن له شعبيه في الشارع مطلقا وكان الشارع كله ناصري يعشق عبد الناصر فاخرج هؤلاء الافاعي من السجون ليقضوا علي الناصريين ويستيريح ويجلس علي كرسيه متطمئنا ,
ليبدء عهد جديد من التطرف ضد الاقباط في فتره السبيعنات والثمانينات .
فكيف يتجاهل المفكر الاسلامي الكبير والذي ذكر كلمة (انا ) في الحلقه عشرات المرات هذه الحقيقه الواضحه وضوح الشمس كيف يتجاهل التطرف الذي زرعته الجماعات المتطرفه التي توالدت من جماعة الاخوان المسلمين كيف تجاهل ان الارهاب والتطرف في السبيعنات لم يكن ضد الاقباط فقط بل تحول وتحور ليكون ضد المجتمع ككل وراينا احداث ارهابيه في المجتمع كله اقباط ومسلمين وسائحين اجانب وبالطبع كان للاقباط كالعاده نصيب الاسد ولكن السؤال هل كان التطرف الحادث في المجتمع ككل من هؤلاء الارهابيين كان سببه المشروع القبطي الذي يزعم به المفكر الاسلامي ؟!!!
كذلك الجميع يعلم ان السادات دفع فاتورة اطلاقه لهؤلاء الافاعي من الجحور دفع الثمن حياته واغتيل علي ايدي من اطلاق سراحهم واعطهم الحريه وقتل وهو في عز مجده وحوله حرسه الحديدي كله قتل علي ايدي هؤلاء القتله المتطرفون كدليل قوي علي مدى التطرف الذي وصل له المجتمع في هذه الحقبه السوداء وايضا نعلم انه كان هناك مخطط لان تتحول مصر الي دوله اسلاميه تحكم بالشريعه مثلما حدث في ايران قبل عامان من هذه الاحداث فقط كان المخطط لقيام ثوره اسلاميه ولكن نشكر الله الذي لم يسمح بمثل هذه الاحداث فمصر ليست ايران...
والسؤال ايضا الذي نوجه للمفكر الاسلامي هل كان اغتيال السادات ايضا من ضمن المشروع القبطي !!!!!
اما النقطه الاخرى التي نتعرض لها هي المشروع القبطي العنصري طائفي سيطر علي الكنيسه من 71 يقول مصر ليست عربيه ولابد من الغاء الماده الثانيه من الدستور ثم يقفز الي محاضرة الانبا توماس في اميريكا والتي اثارت جدلا كبيرا وغضب المسلمين لا لشئ الا لان الاسقف قال ان القبطي يشعر بالاهانه عندما يقال عليه انه عربي !
والغريب والعجيب انه عندما قالت له المذيعه انه في المقابل هناك مشروع وهابي متشدد فيرد قائلا ( مصر لا تقودها الوهابيه مصر بلد الازهر والاعتدال))!!!
ايضا عندما طرحت المذيعه استفسار للمفكر الاسلامي عن المشروع الاسلامي والذي تدعمه جهات من الخارج قائله :::
انت عارف ان في جهات في دول الخليج العربي او اموال وهابيه كثيره دخلت مصر من السبيعنات وربما حتي الان في تدعيم وتسليح افكار متطرفه للغايه!؟
العجيب هنا كان في رد الدكتور محمد عماره علي هذا السؤال حيث قال ( تقسيم مصر شئ لا اسوى بين مشروع يريد خلع مصر من هويتها وحضارتها وبين مشروع عايز الولد يربي دقنه ويقصر التوب ويكسر التلفيزيون ده كلام هبل ! وكون مشروع تتبناه الكنيسه من 71 يريد تغيير هوية مصر وخلع مصر من عروبتها واسلامه ده شئ اخر )))))
حقا يا دكتور عماره قلت بالصواب ( ده كلام هبل )
ويتضح بالطبع من حديث المفكر الاسلامي عدة امور في حديثه اهمها هي
الكراهيه الشديده للكنيسه ولقداسة البابا !!
فكل كلامه تدل علي هذه الحقيقه ومن خلال هذه الكراهيه ينكر الواقع ويزيف التاريخ ويزيف الحق ويحوله الي باطل وينكر الارهاب والتطرف والاضطهاد والتعسف الذي يمارس ضد الاقباط منذ عقود في حقهم في العباده او حتي الحياة الطبيعيه مستندا الي اوهام تعشعش في عقله وعقل من هم علي شاكلته !!!
فاي مشروع هذا الذي يدعيه المفكر الاسلامي !
بالطبع الكنيسه القبطيه والاقباط علي مدار تاريخهم لم يعرفوا المشاريع الخارجيه ولا الداخليه ولم يعرفوا المؤمرات ولا الخيانه لوطنهم او حتي الوطن الذين يعيشون فيه ولم يعرفوا التمرد او العصيان ولكن المفكر الاسلامي يقرء التاريخ الاسلامي جيدا حيث يجدها مليئه بهذه الاحداث فالحكم الاسلامي من اول الخلفاء وحتي اليوم قائم علي المؤمرات والدسائس والخيانه والقتل والدماء !!!!
كل ما يريده الاقباط هو الاعتراف بحقهم في العباده والحياة الطبيعيه دون تعصب او تطرف او سلب لهذه الحقوق ,اما عن الهويه والحضاره التي تدعي ان الاقباط يريدون خلعها عن مصر بمشروعم الوهمي فنقول لك اي هويه واي حضاره هل تستطيع ان تقول لنا هوية مصر هل هي مصريه ام عربيه التي تقصدها ان قلت مصريه فنحن مصريين حتي النخاع وان قلت عربيه فنقول لك لا يوجد ما يسمي بالحضاره العربيه ولم يعرفها التاريخ والدليل الاكبر ان السعوديه منبع العرب واللغه العربيه لم توجد بها اي حضارات علي مدار التاريخ الي يومنا هذا وكل ما حدث هو ان العرب بغزوهم واحتلافهم للبلاد الكثيره اخذوا من حضارتها وكونوا حضارات مختلفه مثلما حدث في مصر والعراق وبلاد فارس .
اما عن اللغه العربيه فنحن نعم نتكلم العربيه ولكن ليس لاننا نتكلم العربيه نكون عرب فنحن لسنا عرب وهذه حقيقه تاريخيه وعرقيه ولا داعي لان تتشنج حضرتك من هذه الحقيقه فالاقباط وكثيرين من المسلمين هم مصريون من احفاد الفراعنه (قدماء المصريين ) ننتمي الي نسل حام بن نوح اما العرب فموطنهم بلاد العربيه وهم من نسل سام بن نوح اي ليس بيننا وبينهم اي علاقه وان كانت جاءت قبائل واحتلت مصر وعاشت وتزواجت وانجبت من مصريين فهذا ليس معناه اننا كاقباط اصبحنا عرب فالاقباط احتفظت استقالهم العرقي والثقافي علي مدار تاريخهم .
وهكذا نقول اننا لسنا عرب ليس هذا امر مخالف للواقع وعندما نقول ان هويتنا مصريه قبطيه ليس امر خاطئ رغم ان ثقافتنا اليوم ثقافه بها الكثير من الثقافه العربيه ولكننا مازلنا نحتفظ بهويتنا القبطيه في كثير من نواحي حياتنا ..
اما عن الماده الثانيه من الدستور فحتي كثير من عقلاء المسلمين يطالبون بالغاء هذه الماده لانها ضد المواطنه وضد المساوه والعدل وكثير من المشاكل والقضايا التي لا تحل للاقباط اليوم سببها هذه الماده فلماذا التمسك بها وهل هذه الماده هي الدليل علي ان مصر دوله اسلاميه ؟!!!!
اما النقطه الاخرى التي اتضحت من حديث المفكر الاسلامي وكانت فعلا محزنه للغايه هي الدفاع عن التطرف والتعصب والارهاب الذي مارسته الجماعات الارهابيه ومازلت ضد الاقباط والمجتمع ككل ومحاولته التهوين من هذا التطرف ومحاولة جهات عديده داخل مصر وخارجها في اسلمة المجتمع المصري ومحو الهويه القبطيه والسعي في عدم اعطاء الاقباط اي حق لهم والادعاء بالباطل والكذب بامور غير حقيقه ضدهم ولكن لماذا العجب والمفكر نفسه هو احد اقطاب هذه الجماعات واحد داعمي هؤلاء فكل ما يقوله ويصرح به يدعم هذه التطرف والارهاب الممارس ضد الاقباط فهو ينكر كل الارهاب والتطرف الذي يمارس من بداية السبعينات ويختزله في مجرد اطلاق لحيه او تقصير ثوب او تكسير تلفزيون !!!!! انه امر مدهش حقا هل يعتقد المفكر الاسلامي ان من يشاهدونه ويسمعونه هم من الاطفال حتي يصدقوه ما يقول ؟!
ولكن كما قلنا انه يدافع عن مبدء يؤمن به وفي خلال هذا الدفاع يقول اي شئ حتي لو كان كذب او زيف او قلب للحقائق والواقع .
ويكفي قول الدكتور المفكر الاسلامي عندما يقول ان بناء الكنائس هو استقواء وتغيير لهوية الدوله !!!!!
فهل يصدر هذا الكلام من عاقل ؟!!!!
هل بناء الكنائس للاقباط ليصلوا ويتعبدوا فيها هو استقواء وتغيير لهوية الدوله ؟!!!
هل ينكر هذا المفكر ان الكنائس موجوده في مصر قبل ان يوجد شئ اسمه الدين الاسلامي وقبل ان يكون هناك شعوب تسمي بالعرب فوقت ان كان العرب مجرد قبائل مشتته في الصحراء كانت الكنائس تملئ مصر وتعمرها !
هل يجهل المفكر الاسلامي ان عدد الكنائس في الاسكندريه فقط كان بالالاف وقت الغزو العربي ولكن بفضل الغزو والاحتلال جاء القرن العشرين ولم يكن في الاسكندريه سوى كنيسه واحده للاقباط وهي الكنيسه المرقسيه وكنيسة الامير تادرس في المدافن !!!!
فمن اذن الذي غير هوية البلد وهدم الكنائس ومنع بناءها والي يومنا هذا يتم منع الكنائس للصلاه فيها هل مجرد بناء كنيسه يغيير في هوية الدوله من وجهة نظرك , اذن ما رايك في بناء الجوامع والجمعيات الاسلاميه وبكثره في بلاد الغرب فهل هو سعي في تغيير هوية هذه البلاد واسلمتها كما حدث في بلاد الشرق ولكن باسلوب اخر ..
الحقيقه ما يقوله المفكر عماره هو اسقاط لما يقوم به المسلمون في بلاد الغرب من محاولة لاسلمه هذه المجتمعات وهم يسعون بكل طاقتهم باستغلال الحريه الممنوحه لهم في هذه البلدان لنجاح مخططهم ولانه يعيش هذا المخطط فهو يعتقد ان الاقباط يصنعون هذا الشئ نفسه ناسيا ان الاقباط هم اهل هذه البلد وهم مصريون اصلاء وليسوا اجانب او غرباء او جاليات جاءت من الخارج ...
فالاقباط مصريون رغم انهم يتحدثون العربيه فهم مصريون رغم انهم يعيشون في بلد يقال عنها انه بلد عربيه فهم ايضا مصريون فكل هذا مجرد تزييف للقشره الخارجيه فقط ولكن الجوهر والاصل هم اننا مصريون ولم ولن نكون عربا يوما ما .... |