عرض: سحر غريب يفتتح الكتاب بالفصل الأول وعنوانه (حتى يطير الدخان) ويتكلم فيه عن التلوث الذي صار من معالم الحضارة المصرية الحديثة التي تبهر السواح والأجانب مع الزبالة والفهلوة ليحلوا محل أهرام الجيزة الثلاثة. ويعتقد الكاتب أنهم لو قاموا بعمل دراسة علمية لوجدوا أن مركز ثقب الأوزون يقع مباشرة فوق جراج وزارة الداخلية، فما عليك إلا أن تتأمل أي سيارة بوكس مكتوب عليها بحروف فاخرة (شرطة) ولكن لا تطل النظر فكلها ثوان ويلتهم الدخان أحرف لوحة الأرقام قبل أن يبتلع السيارة بالكامل ويمتد ليخنق المواطنين من حوله ليتغير الشعار الشرطي للمرة الألف ويكون أكثر واقعية (الشرطة في خنقة الشعب). وفي فصل آخر بعنوان (البحبحاني) تكلم الكاتب فيه عن مفتي ماركة أبو جهل وتخيل لقاءًا تليفزيونيًا مع هذا البحبحاني فيقول الكاتب يخرج علينا هذا المفتي الفاضي والذي أنفق آخر أربعة أيام في تمشيط ذقنه التي من فرط طولها يعبئها في عدة أكياس للحفاظ عليها، ويحرم كل شيء في الحياة وفي نهاية البرنامج تبدأ في إعداد عدتك للإقامة الدائمة في جهنم وبئس المصير، فمثلاً هذا الذي حرم الصور حتى تلك التي في المراجع العلمية، فخبرني بالله عليك ما هو الحرام في صورة سرطان الخلايا الليمفاوية تحت الميكروسكوب؟! هل هي صور مثيرة والعياذ بالله... أم أن السرطان الليمفي عورة وإحنا مش عارفين؟ وعند الأكل أكتشف أن الطعام هناك له طقوسه الخاصة فالأرز يتم تنقيته أثناء الأكل، والخضار يجب أن يُوضع عليه أطنان من الملح حتى يطغي على طعمه الذي ليس له طعم، هذا قبل أن تكتشف بأن الملح غير صالح للاستخدام الآدمي أساسًا، أما السلطة فيبدو أنها مضروبة بالشبشب، والفاكهة لا تؤكل، والطامة الكبرى كانت في الخبز الذي كان صلبًا للغاية، استحالة يؤكل أو يُقطع إلا بمنشار كهربائي، ثم تمكن منه اكتئاب المدينة الجامعية وأكتسب صفة التتنيح والسنتحة واللتين تعرفان طبيًا بمتلازمة المدينة الجامعية. وفي فصل (الصين صديقي) يقول الكاتب أنه يحب الصين جدًا جدًا كأي مواطن مصري غلبان والذي يجد أمامه منتجًا مصريًا مخسوف الجودة وآخر صينيًا متميز الجودة والسعر لا يقارن، فيتجه لاإراديًا لتشجيع صناعة الصين. (التعليم كالماء والهواء) هو عنوان أحد الفصول وفيه يقول الكاتب أن التعليم كالماء والهواء متاح للجميع وضروري ومجاني ولكن يبدو أن التعليم قد ناله ما نال الماء والهواء من تغيير وأصبحنا كما قال الأستاذ أحمد رجب "نحن البلد الوحيد الذي تكلف فيه مجانية التعليم أضعاف أضعاف ما لو كان التعليم بمصاريف"، ثم أكد أن تلك المقولة ستبقى ثابتة وصحيحة على مر الأعوام لتثبت عبقرية الأجداد، ولكن وجب تعديلها قليلاً أو كثيرًا لتتماشى مع التغيرات الراهنة في مجتمعنا لتصبح كالتالي: وفي فصل (الضرائب مصلحتهم أولاً) تحدث فيه الكاتب عن شعارات الحكومة لتشجيع المواطنين على دفع الضرائب ثم تساءل: أليست نسبة العشرين في المائة نسبة مبالغ فيها في حين أنك في بلدنا تدفع الضرائب ثم تذهب للمستشفى فيطالبونك بإحضار القطن والشاش والبنج والأوكسجين، ولو أتممت جميلك وأحضرت طبيبًا وممرضة يبقى كتر خيرك. وفي فصل بعنوان (الفن الساقع) يتكلم الكاتب فيه عن برودة أعصاب أزواج نجمات الأغراء وتكلم عن السينما النظيفة وهي السينما الخالية من القبلات والمشاهد الساخنة، ثم أورد بعض النصائح التي تقدمها فنانة مُعتزلة لكل بنات جنسها كي تحتفظن باحترامهن وملابسهن في الفيلم ومنها على سبيل المثال ادعاء الإصابة بالبرد الدائم ويستحسن أنفلونزا الطيور وذلك درءًا للقبلات، تصوير الأفلام كلها شتاءً فالشتاء سُترة، مع اختيار أبطال الفيلم من نجوم الزمن الماضي فكلهم كبروا وماحدش بقى يفكر في الكلام الفاضي دة، ثم جابتها من الآخر واقترحت فكرة الاعتزال حتى تريح بالها وتربي عيالها. فصل آخر بعنوان (قف للمعلم) ويتكلم فيه الكاتب عن التطور الذي نال من مكانة المعلم الذي كاد أن يكون رسولاً في بيت الشعر الذي كتبه أحمد شوقي، هذا المدرس الذي تطور كثيرًا عن المدرس البدائي في العصور الوسطى حيث كان يعلم أبناء الطبقة الراقية والراغبون في التعليم مؤديًا رسالته بكل نزاهة... أصبح الآن يعيش على الدروس الخصوصية ويتغذى على أموال أولياء الأمور، وانتشر بين الطلبة شعار جديد يقول: وفي فصل (عنق الزجاجة) وكتب فيه: عنق الزجاجة المصطلح الذي نعبر به عن كل أزمة نمر بها... وكل مهمة صعبة يتطلب منا إنجازها.. نمر بعنق الزجاجة قبل الامتحانات حين نكتشف أننا قد أضعنا وقتًا طويلاً في اللهو وأن الوقت الباقي قبل الامتحان يكفي بالكاد للهرش عدة مرات قبل البكاء بحرقة خوفًا من الرسوب.. عنق الزجاجة تمر بها الحكومة والشعب معًا في كل عام حين تضع الحكومة قوانين اقتصادية جديدة وتطالب الشعب بالصبر للمرور من هذه المرحلة... فأصبح عنق الزجاجة موروثًا ثقافيًا لدينا لا نستطيع التخلي عنه، وهو مبرر موجود دومًا لتهوين الظروف السوداء التي نمر بها.. فمصطلح عنق الزجاجة يعني أن بعده انفراجة.. وهي انفراجة لا تأتي أبدًا، فعنق الزجاجة ممتد على مدار العُمر والمراحل حتى يوشك أن يتحول أنبوبًا ننحشر فيه حتى ينقضي العمر ولا نخرج منه إلا إلى الدار الآخرة. كتاب عرض اليوم كتابًا يستحق أن تقرأه وتتعمق في معانيه. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |