كتبت: ميرفت عياد
ضمن فعاليات اليوم الأول من مهرجان الساقية المسرحي التاسع، عرضت ساقية عبد المنعم الصاوي لفرقة "حياة"، مسرحية "هانيبال" المأخوذة عن مسرحية "طريق الحرب والموت"، والتي قام بتأليفها "محمود جمال"، وأخرجها "أحمد عبدالفتاح"، ولعب دور "هانيبال" بطل المسرحية الفنان "عادل عبدالرازق"، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الممثلين، منهم: "محمود يسري"، و"كريم حاتم"، و"محمد مرتضى"، و"أحمد أشرف"، و"نبيلة نادر"، و"محمد مجدي"، و"عبد الرحمن مجدي"، و"وائل زكي".
هانيبال.. وبشاعة الحروب
وتدور أحداث المسرحية حول الملك "هانيبال"- حاكم "قرطاجة"- الذي قام والده بتربيته بكل أنواع القسوة، ونزع الجوانب العاطفية من شخصيته، وعندما اشتعلت رغبته في الاستيلاء على دولة "روما"، تذكَّر ما تربَّى عليه من قسوة وعنف وكره للسلام، فأعلنت الطبول قيام الحرب التي دامت عشر سنوات، فُقد خلالها آلاف الجنود، وكانت سببًا في معاناة آلاف الأسر التي فقدت أحد أفرادها، ولكن بمقتل أخيه- أدرك بشاعة تلك الحروب التي تجعلهم يفقدون أعز وأغلى ما يملكون، الأمر الذي أدى إلى إعادة حاكم "قرطاجة" إلى رشده، وطلبه من ابنه المتبنى أن يعيش حياته في سلام، ويكتفي بالزراعة، ويخلق السعادة له ولمن حوله.
الواد غراب والقمر
كما قدَّمت فرقة "الهدف" مسرحية "الواد غراب والقمر"، وهي من تأليف "أشرف عزب"، وإخراج "محمد لبيب"، وبطولة مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم: "ياسر كامل"، و"عيد الأسواني"، و"حسام بخيت"، و"سلمى شبانة"، و"نجوى أشرف"، وتدور أحداثها في جو أسطوري في إحدى قرى الصعيد، حيث يتزوَّج عمدة القرية من زوجة عاقر في الوقت الذي يتمنى فيه أن ينجب طفلًا يورِّثه كرسي العمودية بعد وفاته، وهنا يقدِّم له الخفير الخاص به نصيحة، وهي الذهاب إلى معبد يُسمَّى بـ"ملاذ السيدات العاقرات"، حيث تقول إحدى الأساطير أن من تقضي بداخله سبع ليال قمرية مع غراب أسود يرزقها الجان بالمولود السعيد، وبالفعل نفَّذت زوجة العمدة النصيحة ورُزقت بمولود، ولكن بعد مرور السنين عرف العمدة الخديعة التي وقع فيها، وأيقن أن المولود هو ابن الخفير، وأن غراب المعبد ما هو إلا هذا الخفير الملعون؛ فقرَّر العمدة أن يقتله، وبعد أن شب الطفل، يقتل العمدة الذي قتل والده، ويقتل أمه "لغسل عاره"، ويتربع بعدها على كرسي العمودية.
الفن الهابط وفساد الأخلاق
وعن هذه الأعمال المسرحية، كان لـ"الأقباط متحدون" جولة بين المشاهدين، الذين أجمعوا على أن مسرح الساقية يقدِّم فنًا راقيًا دون أي إسفاف أو ابتزال، خاصةً في ظل انتشار الفن الهابط الذي ساهم في فساد الأخلاق والذوق العام، والترويج للقيم السلبية، والإثارة، والعنف، مؤكّدين أن هذه الأعمال الفنية الراقية تعطي بارقة أمل في مشاهدة مسرحية ذات معنى، فيها الحد الأدنى من المتعة وبعض من الفكر والثقافة والتنوير. كما أشاروا إلى أهمية دور المسرح في ترسيخ القيم الإيجابية، ونشر ثقافة التسامح وقبول الأخر، فهو أداة اجتماعية وفن يساعد الإنسان على إدراكه لمشاكله ويساعده على حلها، كما أنه يشكِّل وعي الناس بالخيال والقيم، مما جعل نظام الحكم السابق يقوم بتهميش دوره في المجتمع. |