بقلم: مدحت قلادة
يعتمد "الإسلام السياسي" على استخدام الدين مطية لتحقيق مطالب سياسية، يستوي في ذلك سنة وشيعة فالإخوان ألسنه يسعون لتطبيق الحاكمية الإلهية "إقامة الدولة الدينية التي تطبق الشريعة بدلاً من القوانين الوضعية" فالحاكمية المشرّع هو العقل الإلهي، أما الدولة المدنية المشرّع هو العقل البشري ينادى الشيعة بولاية الفقيه تعني القيادة بالنيابة عن الإمام المهدي في حال غيبته، فالفقيه العادل هو ولي أمر المسلمين وإمامهم، ومن وجب على الجميع طاعته، بما في ذلك المجتهدين والعلماء
سعى الجميع سنه وشيعه بتطبيق إسلام طبقا لرؤيتهم فظهر إسلام طالبان وإسلام الوهابية وإسلام الجماعات الإسلامية والشوقيين والتكفير والهجرة القاعدة.. إلخ، واختلفت جميع الجماعات الإسلامية في التفاصيل واتفقوا في هدف واحد تطبيق شرع الله والعودة للسلف الصالح "عهد الخلافة الرشيد" لدغدغة مشاعر البسطاء .
الإسلام السياسي للإخوان بمصر:
نجح الإخوان في الفوز بعشرين بالمائة تقريباً من سيد قراره، واخترقوا النقابات والأحزاب فأفسدوا الحياة السياسية والحزبية والنقابية فتجمد حزب العمل وصحيفته ووهن حزب الوفد وأفسدوا النقابات، فنقابة الصحفيين والمحاميين ضمت بين أعضائها عناصر اقصائيين من الإخوان!! فادى إلى فساد النقابات و ضربة قاضية لمصر والمجتمع المدني وعلى صعيد دول الجوار أيدت حركة الإخوان حماس " إخوان غزة "التي أُبتليَ بها الشعب الفلسطيني وقتلوا أعضاء فتح فمنهم من ألقوا به من الطابق الثامن عشر، ومنهم من أفضوا بجسده 45 طلقة دفعة واحدة! ولم يعيروا اهتمام بدم شهيد الواجب الرائد العيسوى ظابط حرس الحدود المصري شهيد الواجب المقدس كما أيدوا محاولة حزب الله لبلبلة الجبهة الداخلية المصرية، هذا السيناريو الحقيقي أسقط الإخوان ومشروعهم السياسي وعراهم من طالبي دين إلي طالبي سلطة، وأكدوا أنهم ليسوا جماعة دعوية بل جماعة دنيوية تسعى للسلطة متخذه الدين مطية لها .
وظهرت ديكتاتورية الإخوان في مكتب الإرشاد "في إقصاء الجيل الجديد منهم كما وعبوا عن انتمائهم الوطني على طريقتهم بمرشدهم العام طز في مصر وأبو مصر واللي في مصر وأعلنوا وثيقة فتح مصر!!واظهروا غدرهم في مشروعهم ألإقصائي لأقباط مصر وعملهم الهدام في مناحي المحروسة بإشعال الفتنة الطائفية في ربوع المحروسة .
الإسلام السياسي الشيعي
سقط هو الآخر فتزوير الانتخابات الإيرانية لصالح أحمدي نجاد القريب من خامنئى بملايين الأصوات أسقط هالة القداسة التي لطالما حاولوا التشبث بها وفضح خامنئي نفسه في خطابه أمام مئات الآلاف من المصلين يوم الجمعة 19/6/2009 ففي كلمته المملوءة بالتهديد والوعيد لم تمسحها دموعه الأخيرة في تمثيلية هزلية حينما صرح وهو يبكى "أنا روحي فدائكم رغم أني لي جسما ناقصاً وضعيفاً" لم تفلح هذه الكلمات لاستدراك عطف الإيرانيين بعدما هدد الكثير من المعارضين فاستمرت المظاهرات ضد التزوير ومات تسع في اليوم الأول وتسعة عشر في اليوم الثاني والبقية تأتي، كما ظهرت اعمال قتل وحشية وممارسات يندى لها الجبين بواسطة رجال الحرس الثوري .
أخيراً خطورة الإسلام السياسي في حقوقهم اللانهائية.. لهم هالة من القدسية وهم مرجع لأنفسهم ويتحدثون باسم الله لذا استخدموا الله والدين للوصول لهدفهم فليس من الغريب أن تسمع "حزب الله، جيش الله، سيف الله، أسد الله.. إلخ" فمن يجرؤ أن يقف أمامهم فهو ضد الله وينطبق عليه حدود الله.
فبعد سقوط الدولة الدينية التي يطالب بها في الفكر الإخواني السني أو الشيعي الحل يكمن في دولة مدنية وحياة سياسية صحية بعيداً عن الأحزاب الكرتونية.
" تحيا الأخطاء عارية من أي حصانة ... حتى لو غطتها كل النصوص المقدسة " من أقوال غاندي
مدحت قلادة
Medhat00_klada@hotmail.com |