الرباط :شبكة ارهابية دولية تمول نفسها من تجارة المخدرات

قاض اسباني لاستنطاق سجين متهم في هجمات مدريد
وصل الاحد الى المغرب قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية إيلوي فيلاسكو من أجل استنطاق محمد بلحاج المتهم بالمشاركة في هجمات انتحارية في العاصمة الاسبانية مدريد.

وقالت مصادر اسبانية ان اللجنة الدائمة للمجلس العام للسلطة القضائية في إسبانيا سمحت للقاضي فيلاسكو ولجنة دولية تضم وكيل المحكمة الوطنية الإسبانية ميغيل انخيل كاربايو ورجال الأمن الإسباني بالسفر للمغرب للاستماع الى بلحاج الذي اعتقل في سورية في ايار(مايو) وسلم للسلطات المغربية .

وتهدف الزيارة التي تستمر يومين إلى أخذ عينات من الحمض النووي ومقارنة دلائل تخص المتهم وخاصة بعض البقايا البيولوجية التي تم أخذها في شقة بشارع كارمين مارتين بحي ليغانيس الذي انتحر فيه بعض منفذي العملية في نيسان(أبريل) من سنة 2004.

وكان محمد بلحاج موضوع مذكرة اعتقال دولية بتهمة كراء شقة ليغانيس التي انتحر فيها أعضاء الخلية المنفذة للاعتداء بعد فراره من إسبانيا حيث كان يعتقد أنه توفي في حادث انتحاري بالعراق.

وفي 29 ايار(مايو) المنصرم طلب القاضي فيلاسكو من المغرب عبر لجنة استنطاقية لأخذ أقوال بلحاج في المغرب لأن جنسيته كمغربي لا تسمح باستنطاقه خارج بلده.
وقالت صحيفة العلم لسان حزب الاستقلال (زعيم الاغلبية الحكومية ) ان عبد القادر الشنتوف قاضي التحقيق في الملفات المكيفة في اطار قانون مكافحة الارهاب بمحكمة الاستئناف بسلا سيتوجه إلى إسبانيا من أجل استنطاق متهمين في هجمات مدريد من بينهم محمد بن العربي بن سلام المدان بتسع سنوات سجنا من طرف المحكمة العليا الإسبانية بتهمة الانتماء إلى خلية إرهابية وتسهيل الهروب لعدد من أعضاء الخلية الذين كانوا في حي ليغانيس.

وكان القاضي جوان ديل اولمو قد انتقل إلى المغرب في مهمة مماثلة في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2006 من أجل استنطاق المتهم عبد الإله حريز وأخذ عينات من حمضه النووي وهو الذي أدانته محكمة سلا بعشرين سنة سجنا نافذا.

من جهة اخرى، وبعد شهور من التوقف عن الاعلان عن تفكيك شبكات كانت تعد لهجمات انتحارية بالمغرب، اعلنت السلطات المغربية تفكيك خلية ينتمي افرادها لتيار السلفية الجهادية كانت تنشط بين المغرب واسبانيا وتعد لهجمات انتحارية وتؤمن تمويلها من التجارة غير المشروعة بالمخدرات والتهريب.

وقال مصدر أمني مغربي أن "ثلاثة إسبان من أصل مغربي يوجدون من بين الأعضاء الخمسة في الخلية الإرهابية" المنتمية لـ"السلفية الجهادية" ويتزعمها (أ.أ) الملقب بأبو ياسين (34 عاما من تطوان ومقيم بمدينة سبتة) والذي كان معتقلا في اطار تنظيم "السلفية الجهادية" محكوم عليه بسنتين حبسا نافذا في إطار ما يعرف بخلية "أنصار المهدي" التي تم تفكيكها 2006.

ونقلت وكالة الانباء المغربية عن المصدر الامني إن أفراد الخلية المفككة كانوا يتعاطون تهريب المخدرات في اتجاه اسبانيا وتزوير وثائق السيارات التي كانوا يبيعونها بالمغرب.

وأوضح المصدر الأمني أن هذه العملية قد مكنت من حجز ثلاث سيارات تحمل ارقاما اسبانية في مدينة سبتة بالإضافة إلى كمية هامة من الوثائق والوسائط السمعية ذات الطابع الإسلامي المتشدد التي تحض على الجهاد وتبيح العمليات الانتحارية وقتل الرهائن الذين يسقطون في يد تنظيم القاعدة.

وأشار إلى ان متزعم هذه الخلية، أبو ياسين، كان يعمل منذ إطلاق سراحه في تموز/يوليو 2008 على تشكيل هذه الخلية بسبتة، واضعا رهن إشارة أعضائها تجربته كناشط إسلامي متمرس ومهرب سابق للمخدرات في اسبانيا.

وقال المصدر ان التحقيقات في هذه القضية قد أظهرت انتقال المتطرفين العاملين ضمن هذه الشبكة للعمل في مجال الجريمة المنظمة التي يبيحونها استنادا لمبدأ "الاستحلال".

واوضح ان المتهمين قد تمكنوا من ربط علاقات مع نشطاء آخرين في مجال التهريب بكل أنواعه بالمغرب، كما ربطوا، من باب الانتهازية، علاقات تجارية بالمغرب مع الإرهابي الفرنسي روبير ريتشار انطوان بيير الملقب بأبي عبد الرحمان.

واكد المصدر على المستوى الدولي، توجد علاقات لهذه الخلية من خلال روابط زعيمها أبو ياسين مع نشطاء تنظيم إرهابي في السويد وبمغاربة أفغان .

واشار إلى أن التحقيقات متواصلة من أجل تحديد تشعبات هذه الشبكة في اسبانيا وسيحال المتهمون على العدالة في أقرب وقت ممكن.
واعلنت السلطات في ايار/مايو الماضي عن تفكيك خلية تنشط في مدن كلميم والعيون وبوجدور وتضم ثمانية ناشطين يطلق عليها اسم جماعة المرابطين الجدد في 12 ايار(مايو) كانت تنشط في عدة مدن مغربية وتخطط لارتكاب اعتداءات.