حضرتك مدعو ولابد أن تحضر.. اليوم هو الخميس ليلة الحنة وغداً الجمعة أسعدكم الله بأولادكم، عندى احتفال صغير بمناسبة عودة «ابنى» من طابور الخبز.. فقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً، لكننا مع الأسف تزوجنا لنجد شخصاً بجوارنا إذا عبست لنا الدنيا رمينا عليه الهموم، وإذا ضحكت لنا الدنيا رمينا عليه الطلاق، ولا أعرف سبب هذا التدهور الذى أصابنا.. هل بسبب تقديم الساعة أم بسبب استخدام الكلور بكثرة فى الغسيل؟!
كل ما أعرفه أن المجتمع ينهار والشارع فوضى، رغم أن عندنا «برلمان» يعبر عن نبض الجماهير نهاراً، وعن شخيرها ليلاً ومشغولاً «بسن القوانين» لشعب «يسن السكاكين»..
هل الخلل فى المواطن الذى يمضى الصيف فى البحث عن «واسطة» لإلحاق أبنائه بالحضانة ثم يمضى الشتاء فى توصيلهم إلى هناك، أم فى الحكومة ونظام التكييف؟! وقد تم رفع جلسات مجلس الشعب من جميع دور العرض لإتاحة الفرصة لأفلام الصيف الدامى، وبعض الأفلام ترفع شعار «دع مائة مطواة تتفتح»، لذلك نحمد الله أن السينما لم تقترب من معارك العقاد الفكرية، وإلا لأدخلت فيها الشوم والسنج والمطاوى.
وسمعنا طه حسين يقول لتلاميذه: «يا للا بينا يا رجالة نحرق بيت العقاد وسيبوا لى (المنفلوطى) أنا هادبحه بإيديا»، فالبعض حوّل الشاشة إلى شاشة وقطنة وميكروكروم، لكن للأمانة والإنصاف فالشارع أشد قسوة وأكثر فوضى.. ولا أعرف الشرطة مستخبية من إيه، ولا تظهر إلا فى الانتخابات أو المظاهرات..
وآخر مرة رأيت فيها عسكرى دورية هو العسكرى «١٣١٣» فى فيلم «إسماعيل يس فى البوليس»، ومن يومها أحتفظ بنسخة من الفيلم فى بيتى، أعرضها كلما تعرضت لحادث سرقة أو ضرب أو خطف، وأحياناً يستعين به الجيران لحل مشاكلهم.. الشارع أفلت عياره، والشرطة تراقب الموقف من بعيد لبعيد، وسوف تهجم فى آخر الفيلم لتقبض علىّ أنا وإنت أثناء حضور احتفال ابنى.
* نقلا عن صحيفة "المصري اليوم" المصرية |