CET 00:00:00 - 26/06/2009

صحافة نت

إيلاف - ترجمة - أشرف أبو جلالة

المطاعم والنوادي ترفض إدخالهن وسط إشكالية حقوقية
حول قضية الحجاب في مصر وما يثار حولها بين الحين والآخر من زوابع سواء شعبية أو إعلامية، تعد شبكة "فوا نيوز" الإخبارية الأميركية تقريراً مستفيضاً تتحدث فيه عن أحدث موجات الجدل التي أثيرت في الآونة الأخيرة حول الحجاب، وهي بخصوص تلك السياسة التمييزية التي بدأت تتعرض لها المحجبات في القاهرة، وبخاصة في بعض المطاعم والنوادي الاجتماعية وكذلك الفنادق. بداية ً، يقول التقرير أنه وبالرغم من تشكيل المحجبات لنحو 80 % من السيدات المصريات، مع استمرار تزايد أعدادهن، إلا أن ارتداء غطاء الرأس أو ما يعرف بالحجاب بات إشكالية مؤرقة لكل من ترتديه، حيث قررت بعض المطاعم والفنادق خلال الآونة الأخيرة أن تغلق الباب في وجه المحجبات من منطلق أن المناخ المعمول به في تلك الأماكن لا يتواءم مع الحالة الإيمانية التي تكون عليها المحجبات.

ويقول أصحاب تلك الأماكن أنهم بدؤوا في تنفيذ هذه السياسة الجديدة من منطلق تطبيقهم لسياسة تعرف بسياسة ( احترام التقوى )، بمعني أنهم يقدمون الخمور والمشروبات الكحولية، المحرمة في الإسلام، وهو ما لا يتماشي مع المناخ الذي يتلاءم مع المحجبات. وبرغم ذلك، يؤكد عدد كبير من المحجبات – وفقا ً للتقرير – على ان تلك السياسة تعتبر سياسة تمييزية. كما يؤكد التقرير من جانبه على أن هناك نسبة تقدر بنحو 80 % من المحجبات في مصر لا تستطع أن تحصل على الخدمة التي ترغبها في بعض المطاعم، وذلك لمجرد أنهم يرتدون الحجاب ! -  وأرجع التقرير ذلك إلى القرار الذي اتخذته مؤخرا ً بعض المطاعم العصرية والحانات الموجودة في القاهرة، والذي يُمنع بموجبه دخول أي فتاة محجبة إلى هناك.

ونقل التقرير في هذا الشأن عن فتاة محجبة تدعى "منة محمود" وتبلغ من العمر 23 عام تأكيدها على أنها مُنعت من دخول عدد قليل من النوادي والمطاعم على خلفية ارتدائها للحجاب. وقالت :" لقد اعترض سبيلي ذات مرة أحد الأشخاص أثناء دخولي النادي، ثم نظر إلىّ وظل يتفحصني، وبعدها قال لي ( آسف، لن تتمكني من الدخول ) وعندما سألته عن السبب، أخبرني بأني محجبة. ما استدعى دهشتي، لكني لم أفعل شيئاً وغادرت المكان بالفعل". كما أشارت منة إلى أن بعض المطاعم التي تحظر دخول المحجبات تريد أن تقدم صورة غربية لزبائنها الذين يكونون من الطبقة العليا المترفة، خاصة ً وأن معظم سيدات الطبقة الفقيرة هن من يقمن بارتداء الحجاب. ويؤكد التقرير على أن "منة" ما هي إلا مثال على عدد كبير آخر من السيدات اللائي لا يعلمن شيئاً عن وجود تلك السياسة إلا عندما يكتشفونها بأنفسهن.

واستشهد التقرير في هذا السياق بمطعم "لوبرجين" الموجود في حي الزمالك الراقي بمدينة القاهرة، وهو واحد من تلك المطاعم التي تُطبق تلك السياسة، ونقل التقرير عن هشام رجب، المدير العام في المطعم، قوله "إن معظم السيدات المحجبات لا يهتمون بالركن المخصص للاستراحة والاسترخاء في المطعم بسبب وجود المشروبات الكحولية". وأضاف :" لا ترغب السيدات أو الفتيات المحجبات في دخول أماكن تقوم بتقديم خمور بأي حال من الأحوال. فمن الممكن أن تحدث مشكلة كبرى إذا كانت الفتاة مرتدية للحجاب وتتناول المشروبات الكحولية في نفس الوقت". لكن التقرير عاود ليؤكد على أن تلك السياسة غير معممة في جميع المطاعم التي تقدم خمور لزبائنها.   

وفي محور أخر، عرض التقرير لإثارة "الجانب الحقوقي" في الموضوع، حيث نقل عن المركز المصري لحقوق المرأة قوله " لا يعتبر منع أي مؤسسة من دخول سيدة محجبة انتهاكا ً للقانون، لأن تلك المؤسسات تعتبر ملكيات خاصة". لكن ممثلة عن المنظمة، وهي ناشطة حقوقية تدعى مروة مختار، قد تحفظت على تلك السياسة التي اعتبرتها تمييزا ً واضحا ً ضد الحجاب والمحجبات. وقالت :" يحق للمطاعم أن تختار هوية الأشخاص التي تود أن تسمح لهم بالدخول من عدمه. لكن فقط لأنكي ترتدي الحجاب فهذا يعني أنكي لن تتناولي الخمور. حقيقة ً، لا أجد بالفعل أي معني أو مغزى لتلك السياسة. ورغم أنه يحق للمطاعم عدم السماح للمحجبات بالدخول، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون مشروطا ً بشيء. ولا يجب انتهاج سياسات تمييزية ضد المرأة بسبب ديانتها".  في حين عاودت "منة" لتؤكد على ضرورة التصدي لتلك السياسات والعمل على تغييرها. وختمت حديثها في النهاية بالقول : " لا يمكنك أن تخبرني بأني لا أستطيع دخول مكان ما. فهذا شيء مذل ومهين للغاية".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع