CET 00:00:00 - 25/06/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
قرأت الكثير من بعض الكتاب عن مطالبتهم بكوتة تخص مسيحيي مصر في قوانين الإنتخابات , مثلما صدر قانون بعمل كوتة مخصوصة بوجوب عدد معين من النساء  في المجالس النيابية وغيرها , وهذا أمر عظيم جدا ... لكن لماذا نحن نلهث وراء إصدار كوتة لمسيحيي مصر ؟ لماذا نصر علي إطلاق كلمة أقلية علي مسيحيي مصر ؟؟؟ هل نتخذ عدد الفريق الذي يتفوق علي الآخر أساسا في تعريف هوية المصري . ؟؟؟ إذاً لماذا نطالب ونصر بوجوب كوتة تخص المسيحيين .!! نحن قوة ولسنا عدد ... نحن أحياء ولسنا أموات . هل نعتبر أنفسنا صغار للدرجة أننا نطالب بالكوتة كما يطلب الطفل من والده أن يعطيه بسكوتة ... لا يا أحبائي ... حتي إذا أعطونا حق الكوتة هل سوف تكون صحيحة طبقا لأعدادنا أو تعدادنا والذي إلي الآن لم نعرفه بعد ... حتي الكنيسة بجميع طوائفها يؤسفني أنها إلي الآن أيضا بدون أي معرفة بحقيقة عدد رعيتها . كل ما نسمعه عن التعداد ما إلاّ تخمينات أو دراسات قائمة علي أركان أو أسس غير متكاملة الأركان.
 
إذاً علينا بالتصميم ... علينا بعدم السعي وراء الكوتة والتي سوف تكون غير مناسبة ... نحن فعلا أقلية لكن لا ننخدع بقطعة بسكوتة يرموها لنا ونفرح بها ... ثم نجد أنفسنا في نفس الحال ... ضعفاء ... أموات ... بلا حرية ... بلا حضارة قبطية مسيحية والتي بدأت فعلا تندثر بسبب تغلغل الفكر الآخر في جميع المجالات . 
علينا التصميم طبقا ً لمباديء نضعها بأنفسنا , ولا ننظر إلي النتائج المنتظرة . سوف نفشل أول مرة فعلينا الرجوع إلي المباديء التي وضعناها من قبل ونعيد تقييمها ثم تقويمها , إستعدادا للمرة القادمة . أيضا ً لا نتكهن بالنتائج وإلاّ نجد أنفسنا دائما في حيرة وشكوك من أعمالنا.

أتذكر عندما كنت تلميذا في مدرسة الإمريكان بأسيوط كانت كل خطوة نخطوها كانت عن طريق الإنتخاب أو التصويت ... فمثلا عندما نختار مدرسا ليتولي أمورنا في الفصل ( مشرف الفصل)... كان مدير المدرسة يدخل علينا ويكتب علي السبورة إسمين من مدرسي الفصل الخاص بنا ويمرر علي كل طالب ورقة لكي نكتب فيها المدرس الذي يفضله كل طالب منا ... ثم تـُعلن النتيجة في حينها ... وصدقوني كان يترك لكل مدرس وقتا يتراوح علي ما أفتكر 3 دقائق لكي يتكلم عن برنامجه  أمامنا قبل عملية الإقتراع ... كذلك وصل بهم الحال حتي في إختيار مدرب كرة السلة , حيث كانت هي اللعبة المفضلة لهم ... فكانوا يأتون بمدربين أمريكان وبنفس طريقة الإقتراع نختار المدرب وتـُعلن النتيجة ... وقد تذكرت حادثة مضحكة , انهم في إحدي السنوات أحضروا مدربة شابة , طبعا كل الفصول إقترعوا عليها بأن تكون هي المدربة ... مما جعلت الإدارة تنقلها إلي مدرسة الأمريكان للبنات. ( ما كان من الأول) ...!!! 

لماذا لم نبدأ من البيت ومدارس الأحد لتعليم أبنائنا حقوقهم بجانب النواحي الروحية ... لماذا لا ندعهم يخوضون هذه الإنتخابات في مجتمعهم الصغير حتي يتعلم ويدرك أن صوته مهم وفعال ويتوقف عليه هويته وحياته الروحية ومعيشته. نحن نريد بناء أبناء غيورين علي بلدتهم القبطية الأصيلة ... لماذا نبث فيهم بأن إعطاء الأصوات لا يخصنا .. وأنه مهما فعلنا فسوف نفشل . علينا أن نوعيهم أن الفشل ربما يكون حليفنا لكن بالتصميم المستمر سيأتي اليوم ونتفوق حتي ولو لم يكن التفوق عدديا وهذا شيء طبيعي بل سيكون التفوق في قوة إرادتنا , ونصبح كيان فعلي موجود . سوف نكون فعالين ومشاركين في بناء مصير دولتنا . 

فعلا كان أجدادنا حكماء وسياسيين ... فقد كان لا يخلو جنّاز ميت من الآخوة الآخرين من كاهن ومعه رجلين من أعيان البلد أو من الذين اشتهروا بأداء خدمات للناس ايا كانت ملته . لولا حفظ الله اولا وحكمة أجدادنا السياسية لا كانت توجد كنيسة قائمة حتي الآن . اتذكر أن مشاكل الكنائس التي كانت موجودة في القري كان يتم حلها بهؤلاء الرجال المسيحيين والتي كانت لهم الكلمة العليا مثلهم مثل الآخرين . أين نحن الآن ... هل كاهن الكنيسة ومعه من له موهبة العلاقات الإجتماعية و التي تؤهله بأن يرشح نفسه في دائرته , يقوم بواجب العزاء نحو أسرة مسيحية تنتمي إلي طائفة أخري أو من إخوتنا الآخرين . ؟؟؟ لا ... وهذا ما يؤسفني .

المداومة في مشاركة العزاء يقضي علي كثير من التعصب , ويفتح الطريق لإخوتنا المرشحين أن يتعرف عليهم شعب الكنيسة أولا . هذا مثل بسيط لبناء وتهيئة نواب مناسبين لإقتحام العمل السياسي. أمامنا وقت طويل لكي نصل إلي مستوي القوة والتي تجعلنا نصمد أمام هذا التيار أو الطوفان الآتي.   
فلنرفع صلاة للرب ... لكي يعطينا هذا التصميم الذي رأيناه وهو في وسط ساعات جثسيماني المظلمة حيث صمم وقال : ( قوموا لنذهب) ... ونسألك أن تكون لنا أيضا عزيمة التصميم النهائي التي نستطيع بها أن ننهض ونذهب حتي ولو كان الصليب هو نصيبي ....... !!!!!! 
فعلا ... سيبك من البسكوتـــــــــــــة .... وتمسك بالتصميم ... لأنه هو أصل الحدوتـــــــــــة .....!!!  

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٢ صوت عدد التعليقات: ٢٨ تعليق