CET 00:00:00 - 23/06/2009

مساحة رأي

بقلم: أنطوني ولسن
كثيرًا ما نشاهد ما تبثه نشرات الأخبار عبر قنوات التليفزيون الفضائية أو الأرضية، أو نقرأ الصحف أو نسمع الإذاعات عن أحداث الجرائم التي يرتكبها الشباب في العالم هذه الأيام.
الغريب في هذه الجرائم أن العنصر النسائي أصبح يفوق ما يرتكبه الذكور من الشباب وهذا مؤشر غير مريح، لأن الأنثى كانت دائمًا وابدًا رمز الحنان والرقة والنعومة، قلبها مليء بالحب للناس وجدانها لا يحتمل رؤيا الدم، وتميل إلى حل مشاكلها بضعفها الذي تظهره دموعها التي دائمًا تزرفها لمجرد توجيه كلمة لوم لها، أو مشاهدة منظر عاطفي مؤثر حتى لو كان المنظر لحيوان.. تبكي فرحة.. وتبكي حزينة.. وتبكي لأنها تشعر بالعجز عن تقديم المساعدة لإنسان أو حيوان أو طائر.
تغيّر الحال.. وسبحان الذي لا يتغير.. أصبحت ترتكب من الجرائم ما تقشعر منه الأبدان لقسوته وفظاعته، أو ما يثير الدهشة والاستغراب لما ترتكبه الأنثى من جرائم كلها عنف وبدون رحمة.

في أستراليا مثلاً شاهدنا العراك الذي دار بين شابتين في Northern Beachs من شدة عنف العراك نقلت واحدة إلى المستشفى بإصابات مدمية، والأخرى إلى قسم الشرطة وتم حجزها للتحقيق معها ومع الأخرى بعد أن تسمح لها حالتها بذلك.
والذي يجعلك تضرب أخماسًا في أسداس تجمّع عدد كبير من الشباب والشابات يشاهدون كل شيء دون تدخل أو محاولة فض العراك.. مجرد المحاولة.. لم تكن موجودة.. بل انشغل معظم الشهود بتسجيل ما يحدث على كاميرات هواتف المحمول.

في المدارس الأسترالية يحاول بعض الشباب التحرش بزملائهم ويسمى هذا التحرش Bulling الذي سمته العنف تجاه الآخرين كما تفعل الثيران الهائجة التي تحطم كل من يقف في طريقها، وهذا الـ Bulling لم يصبح قاصرًا على الذكور فقط في المدارس.. بل أصبح شائعًا في مدارس البنات وإن كانت المدرسة مشتركة فالحكاية تصير غاية للتعجب والاستغراب للوحشية التي تحدث بسبب مثل هذه التحرشات، ومع الأسف لا أحد يستطيع التدخل ويقف المسؤولون في المدارس ووزارات التعليم حيارى للحرية الزائدة التي يتمتع بها الشباب ذكورًا وإناث.
ناهيك عن ما يحدث في ما يعرف بـ The Pubs من عراك ينشب فجأة بين الأفراد سواء خارج الـ Pub أو في الداخل، ونصيب المرأة مثل نصيب الرجل (مساواة) في العراك.. وقد يقول قائل هذا شيء متوقع لأنها أماكن مُباح بها الخمور والمخمور يميل دائمًا إلى التحرش ومحاولة صب جام غضبه على الآخرين.
والـ Pubs هنا في استراليا أو العالم الغربي مثل المقاهي عندنا في مصر المكان الذي يلتقي فيه الناس مع فارق الـ Pubs مسموح فيه احتساء الخمور، والكثير من المقاهي يمكن تدخين المخدرات. لكن معروف جبن مدخن المخدرات فلا يتحرش بأحد بل يميل إلى الفرفشة والضحك عالفاضية والمليانة.. أما المخمور فهو دائمًا مشاكس. وما بين المسطول والمخمور يا قلبي لا تحزن.
ولا يخلو العراك في كثير من الحالات من وقوع جرحى وفي بعض الأحيان وقوع قتلى..
ولا أحد عنده الحل..

هذا المرض الوبائي (العنف بين الشباب) الذي انتشر في العالم دون استثناء لهو أخطر من أي فيروس قاتل، حتى لو كان فيروس انفلونزا الخنازير والذي عالجته مصر بأسلوب غير علمي بالقضاء على الخنازير بوحشية وبطرق وأساليب تظهر هذا القدر الهائل من الكره والضغينة في قلوب الناس، وأيضًا أن ذوي الأمر من المصريين فقدوا البصر والبصيرة في رعاية مصر وأسرعوا لعواءات بعض الإعلاميين بالتخلص من الخنازير، وكان يجب التخلص من التفكير الهمجي الذي تدار به مصالح الشعب المصري.
دعوني أنقل لكم ما جاء في فقرة «الصحافة» بتاريخ 28/5/2009 التي يقدمها الاستاذ حمدي رزق رئيس تحرير مجلة المصور الغراء، معروف طبعًا ان هذه الفقرة ضمن برنامج «القاهرة اليوم» الذي تبثه «قناة اليوم - أوربيت»، وكان ضيف الفقرة الأستاذ أسامه هيكل نائب رئيس تحرير جريدة الوفد الغراء، الذي أصر على أن يبدأ قراءته بهذا الخبر المزعج الذي يحمل هذا العنوان:
طالبة بالثانوي تختطف طفلة وتقتلها وتدفن جثتها في بئر السلم، وأنقل لكم الخبر ليس كما نشر، ولكن كما تكلم به الأستاذ أسامه هيكل (طالبة ثانوي في مدينة زفتي.. تجاري سنة الثانية اسمها هند خطفت جارتها اللي هي طفلة في الثانية ابتدائي اسمها سارة أو اسراء، وطلبت فدية من أبوها اللي هو جارهم 300,000 جنيه علشان تفرج عن ابنته اسراء، فرفض.. فراحت «خانقه» الطفلة ونزلت دفنتها في بير السلم..)
ويستمر منفعلاً متساءلاً..
تغير فظيع في الشعب المصري اللي احنا بنقول عنه هادي ومسالم ومتسامح.. كل دا إتغير.. هل هو بُعد اقتصادي، بُعد اجتماعي، بعد ديني.. أنا مش فاهم، إن واحد بتخانق مع خاله اللي رفض يديله 70 جنيه فيروح قاتل أولاده..

وأضيف إلى دهشة وتساؤل الأستاذ أسامه هيكل عن التغيرات التي حدثت للشعب المصري.
دهشتي من الخبر الذي نشرته جريدة «نهضة مصر» التي تصدر في مصر والذي قرأه أيضًا الأستاذ أسامه.. والخبر يقول:
«مفتي مصر: ترقيع غشاء البكارة جائز..»
والله يرحم الأستاذ الفنان يوسف بك وهبي عندما كان يقول بصوته، الأجش وبوجهه المعبر.. «شرف البنت زي عود الكبريت.. ما يولعش غير مرة واحدة»، يوسف بك وهبي الله يرحمك يا ريتك كنت عايش وقرأت هذا الخبر علشان تبطل الكلام اللي بتقوله وتعرف إن شرف البنت يمكن «يولع زي الولاعة» بفتوى من مفتي مصر أو من أي مفتي جليل، أليس في مثل هذه الفتوى التحريض كل التحريض على خلع الشابات برقع الحياء!! فإذا خلعن هذا البرقع ما الذي يمنعهن من ارتكاب باقي الموبيقات والخطايا والتي منها استخدام العنف الذي قد يؤدي إلى القتل كما قرأنا في حالة القاتلة هند.

أنتقل إلى موضوع آخر يتعلق بعنف الشباب وإن كان هو العنف الذي سأنقله لكم هو من نوع آخر.. نوع عدم احترام المرأة.
كتب الزميل صبحي فؤاد على موقع جريدة المصري www.elmasrrynewspaper.com بتاريخ 23/5/2009 تحت عنوان: الوعي السياحي الغائب في مصر، لمداخلة بسيطة في الجزء الخاص بالسيدة المصرية التي ذهبت لزيارة مصر بعد غيبة 5 سنوات وما حدث لها عندما كانت تسير في أحد شوارع حي شعبي معروف و«فوجئت بشاب وضيع يضع يده على مؤخرتها في صفاقة وقلة أدب ويقول لها في سخرية أنا عايز من اللحم ده...»
مداخلتي هنا يا صديقي العزيز صبحي أن هذا الشاب والغالبية العظمى من شباب مصر في الأحياء الشعبية التي كان العروف عن شبابها الشهامة والنخوة واحترام المرأة أيام زمان، نراهم الآن وقد شبعوا من اللحم الحلال «المرطرط» في الشوارع وحرموا من رؤية سيدات محترمات فكانت مفاجئة له ولكل «الضيعّ» من أمثاله. ويعتبر هذا الفعل المستهجن عنفًا معنويًا وأدبيًا وأخلاقيًا وأيضا جسديًا باستخدام يده بكل مقايس العنف لدى الشباب الضائع في مصر.
وقد فعلت السيدة خيرًا بالذهاب إلى بلد آخر غير مصر مع الأسف.
أما عن الوعي السياحي الغائب في مصر يا عم صبحي الذي تحدثت عنه، أقول لك أنه لا يهم المصريين الآن.. وليذهب السياح الأجانب إلى جهنم التي سيذهبون إليها «السياح الأجانب» إن آجلاً أو عاجلاً لأنهم كفار. ويكفي المصريون السياح العرب والمسلمين الذين يدفعون ليس لرؤية آثار الفراعنة الكفار وعظمة مصر، ولكن لاغتصاب نساء مصر بأسماء مختلفة ومتعددة لما يسمي «بالنكاح» الحلال. والتبشير بالإسلام للأجانب أو غير الأجانب شيء مباح في مصر والدول الإسلامية عربية أو غير عربية.. أما التبشير بغير الإسلام فهو جريمة يعاقب عليها القانون والعرف والشرع والدين.
أخي صبحي.. ألا ترى معي أن مثل هذا الحدث وكل ما يحدث في مصر ما هو إلا أسوأ أنواع العنف إن كان من الشباب أو المجتمع والدولة، أرجوك أن تبكي معي على مصر المحروسة أم الدنيا.. وليس الوعي السياحي وحده الغائب في مصر.. بل كل شيء جميل كانت تتميز به مصر عن غيرها قد تم تغيبه. وعندنا أمل في عودة الغائب قريبًا بمشيئة الرب.. لكن علينا أن لا نكل أو نمل من البحث عنه حتى نجده..

كنت أنوي أن أختم المقال بسرد سريع عن مسلسل «قصة الأمس» باحثًا فيه عن أسباب العنف عند الشباب الذي أساسه انفصال الأب عن الأم وانهيار المنزل.. ومهما كانت الأسباب فهو عامل هام جدًا وأساسي من أسباب انحراف الأبناء وميل الشاب والشابات إلى العنف الذي يعاني منه العالم هذه الأيام. والشيء الوحيد الذي لا يعجبني في الدراما المصرية خاصة والعربية عامة أن الحل للمشاكل يأتي بعد مصيبة تحدث فتجمع ما تفرق.
لذا أنتقل بكم إلى ما حدث في برنامج «القاهرة اليوم» وأنقل لكم ما جاء على موقع الأقباط متحدون الإلكتروني: www.copts-united.com
ما جاء عليه بخصوص برنامج القاهرة اليوم والسجال الذي دار بين الأخوين عماد وعمرو أديب والمستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان بسبب توجيه المنظمة رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما.. وإليكم نص ما جاء على الموقع:
أديب يسال جبرائيل: ما شأن أوباما بالأقباط؟ ونحن نسأل ما شأن العالم العربي والإسلامي بالرئيس أوباما؟
http://www.copts-united.com/article.php?I=116&A=3547

ويمكنكم قراءة الموضوع على الموقع الالكتروني الذي أشرت إليه.. وأنقل لكم أول تعليق جاء على الموقع:
رأي: مرقس سيدهم
نقول لاخوتنا: ما تخافوش لأن ما فيش حد حيتدخل، لكن خافوا لأن ربنا حيتدخل.

بدأت المقال بالحديث عن الشباب ومن المسؤول عن الجرائم التي يرتكبونها في العالم. وختمت المقال بالعنف الذي يواجهه المسيحيين في مصر.. وهل هناك عنف أقوى من عنف إسكات قول الحق ومعاملة المسيحيين في القرن الواحد والعشرين على أنهم ما زالوا ذميين ليس لهم حقوق؟!!.
وأبشر مصر والمصريين أن رئيس وزرائهم القادم سيكون مليونيرًا مصريًا من السعودية.
وحياكم الله.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق