CET 08:39:57 - 22/06/2009

مقالات مختارة

بقلم: خالد منتصر

حملة هجوم شرسة على الفنانة منى زكى فى نفس توقيت الاحتفاء بذكرى السندريللا سعاد حسنى!، ليس الخطأ فى منى زكى، وليس الصواب فى سعاد حسنى، ولكن الخطأ فى المناخ الذى ظهرت فيه منى زكى، هذا التزامن والارتباط ما بين رفض منى وقبول سعاد فرض على ذهنى فكرة المقارنة بين زمنين وبين مناخين، الأول مناخ منافق يحاول كل فرد فيه أن يتطهر من خطاياه التى يفعلها فى السر على شماعة الفنان فى العلن، والثانى مناخ كان يفهم أن ما يحدث أمامه تمثيل فى تمثيل، وأن آخر حدوده مع هذا الفن أن يصفه بالفن الجيد أو الردىء وليس بالحلال والحرام، ولا يقيسه بالمسطرة الأخلاقية ولكن مقياسه الوحيد عنده كان هو الصدق الفنى وجودة الإبداع.

محاولة صناعة سندريللا جديدة فى هذا الزمن محاولة محكوم عليها بالفشل لأننا نعيش زمن القبح وزمن المداهنة والرياء، كنا نحب سعاد حسنى ونعشق نموذج زوزو الجميلة الحيوية المتفجرة بالأنوثة والذكاء دون أن نفتش فى نواياها أو نطلب منها تقريراً إيمانياً أو «سى فى» أخلاقياً، كان السؤال عن ارتفاع مستواها الفنى وليس عن ارتفاع مستوى فستانها!، وعندما ماتت سعاد أو قررت الانتحار كانت بالفعل تودع زوزو التى لن تعود، وعندما تم اغتيال زوزو وحل محلها النموذج الطالبانى قررت السندريللا أن تنتحر فى منفاها الاختيارى.

مجتمع يتسامح مع منشد دينى ضحك على فتاة منقبة وأقام معها علاقة غير شرعية ووعدها بالزواج وخلع، يكرمه المجتمع الآن بالتهافت على شرائطه لمجرد أنه يبكى وهو ينشد.. مجتمع يتسامح مع نصاب الأعشاب الذى ادعى الطب لمجرد أنه يدعى أنه يعالج بالطب النبوى.. مجتمع مظهرى يصرف على رحلات العمرة الملايين وعلى المستشفيات والمدارس الملاليم.. مجتمع يختن بناته من أجل وهم كبت الرغبة الأنثوية ويشترى المنشطات بالمليارات لإنقاذ الفحولة الذكورية!، وحتى عندما يشهر روجيه جارودى إسلامه وهو الذى تعدى السبعين لم يشغل بال الجماعات الإسلامية وقتها إلا اختبار تدينه بالختان!.

منى زكى هى الألفة فى جيلها، وهى أكثر بنات جيلها إجادة وأعلاهن إحساساً وأفضلهن تمثيلاً، ولكن جهازها المناعى الفنى من الممكن أن يصيبه الخلل والاضطراب تحت ضغط هذا الهجوم الكاسح الذى طال الأعراض ووصل إلى حد محاولة تدمير علاقتها الجميلة مع زوجها الناجح وطفلتها البريئة، نجح هذا المناخ المنافق فى أن يخلق جيلاً يشاهد السينما بروح التربص الأخلاقى لا بروح الاستمتاع الفنى.. يبحثون عن قنوات القمر التركى المشفرة فى السر ويشاهدون قناة الناس فى العلن!..

 يصفقون لمحمد سعد حين يرقص بفجاجة ويقذفون راقصات الباليه حين يرقصن برشاقة.. يتظاهرون من أجل أفيش يظهر فيه كتف ممثلة ويطنشون على غياب رغيف العيش، يتحمسون لقانون الردة ويعوقون قانون نقل الأعضاء.

منى زكى هى شهر زاد التى لن تنقذها حكاياتها الجميلة المحبوكة من مسرور السياف طبعة ٢٠٠٩، فشهريار المصرى لم يعد محباً للدماء فقط، ولا مريضاً نفسياً فقط، بل صار منافقاً يبحث عن التطهر من خطاياه على حساب فنانة شابة كل جريمتها أنها تحب فنها.

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع