بقلم: إسحق إبراهيم
لا يوجد سبب واحد يبرر صمت وزير الثقافة الفنان فاروق حسني على تجاوزات وزارتيّ العدل والداخلية وقيامهما بتغيير اسم قرية "دير أبو حنس" إلى وأدى النعناع، وتمسك الوزيران بالاسم اللقيط رغم الاحتجاجات الشعبية وصدور قرار من محافظ المنيا اللواء "أحمد ضياء الدين" بالإبقاء على اسم "دير أبو حنس".
فالقرية لها قيمة تاريخية وأثرية لا خلاف عليها وتشهد احتفالات سنوية تمثل امتدادًا للتراث المصري، ومن المعروف أن القرية سميت على اسم القديس يحنس القصير - عاش بالمنطقة فترة بعد حياة نسك وتعبد شديدين ببرية شيهيت- وذلك منذ تأسيس أول كنيسة بالمكان عام 413 ميلاديًا، وتجمع بين الفن البيزنطي والفن البازلكي.
هذا إضافةً إلى أن ركب العائلة المقدسة حط بها ضمن رحلة الهروب في الطريق إلى الدير المحرق ويقام بها سنويًا احتفالية بهذا الخصوص في منطقة كوم ماريا الأثرية.
اعتاد الأقباط على تعنت وزارتي الداخلية والعدل، فالتعصب الأعمى استشرى بين الموظفين ووصل إلى قيادات الوزارتين، هذا التعصب هو الذي يجعل الوزارتين تتمسكان بالاسم غير المرغوب فيه خاصة أن القرار صدر فجأة ودون سابق إنذار ودون الحصول على موافقة الأهالي أو المجالس الشعبية. لكن لم نعتاد على وجود تعصب لدى وزارة الثقافة من قبل، فالوزير فاروق حسنى له مواقف عديدة تدل على أنه وزير مستنير غير متعصب ولا يفرق بين مواطن وآخر طبقًا لديانته، وذلك رغم الجدل الذي يصاحب إصدار بعض الكتب عن الوزارة والتي يتم تفسيرها في ضوء حرية الرأي والتعبير.
هل هذا الصمت يرجع إلى اهتمام الوزير بانتخابات اليونسكو على حساب عمله الوزاري، وهذا خطأ غير مقبول أم لوجود توجه جديد لدى العاملين في الحقل الثقافي أكثر تشددًا وهذا ينذر بكارثة.
فقد ظلت وزارة الثقافة بعيدة عن طيور الظلام وحاملي سيوف التكفير لسنوات طويلة تقاوم تغلغل هذا المرض وتحاربه وحيدة بعد أن سقطت وزارتي الإعلام والتعليم في أحضان المتطرفين.
اعتقد أن تدخل الوزير والضغط لإبقاء الاسم القديم واجب يقتضيه عمله الوزاري كما أنها خطوة يحتاجها الوزير أيضًا كمرشح لمنصب اليونسكو ليبرهن انه سيكون مسئولاً عن التراث الإنساني بنفس الحيدة والموضوعية بعيدًا عن الانتماءات الدينية والمذهبية، وأي شيء غير ذلك يثبت أن فاروق حسني لا يستحق المنصب العالمي بغض النظر عن كونه المرشح المصري.
Ishak_assaad@yahoo.com
|
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|